مقالتى السابقة (معممون يفتون وساسة يرحبون) التى نشرتها ايلاف فى يوم الخميس (9/2/2012)، علق عليها بعض القراء، ورأيت أن أرد على بعضها وإهمال غير المفهومة منها أو تلك التى تحتوى على تهجم مناف للأخلاق والقيم التى يتحلى بها الانسان السوي. كذلك لم أرد على تعليقات المواطنين الأكراد لانتفاء الحاجة الى ذلك، وأشكرهم عليها.
قبل كل شيء أود أن أذكر بأننى لست كاتبا محترفا ولا لغويا بارعا، ولكننى أدمنت على القراءة منذ 70 عاما مضت، وغادرت العراق قبل 30 عاما بسبب ظلم وطغيان حكم البعث المقبور، وأسكن حاليا مع عائلتى فى كندا التى تؤمن لمواطنيها الأمن والأمان والعيش الكريم، ولا ينغص علينا حياتنا سوى بعدنا عن الوطن والأقارب والأصدقاء، وما يطالعنا فى كل يوم من نزاع الساسة وغيرهم على السلطة، وتدخل رجال الدين فى أمور لا تعنيهم ولا علاقة لها بالدين.
فقررت منذ حوالى 5 سنوات الكتابة لأساهم ولو بجزء ضئيل فى دفع الأذى عن أبناء شعبى على اختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وبدون إنحياز ولا تمييز، واخترت ايلاف لأكتب اول مقالة لى فيها، وكانت فرحتى لاتوصف عندما نشرت. فشكرا لإيلاف الموسوعة اليومية المحايدة وشكرا للقراء وخاصة لمن يعلقون على ما أكتب سلبا أو ايجابا. والواقع أن التعليق السلبي الموضوعي قد يكون فيه فائدة للقراء وللكتاب على حد سواء، بشرط الالتزام بحدود الأدب والأخلاق. وهذه هى ردودي على التعليقات:
تعليق (3) ndash; منشار: يتهمنى بأننى (عنفت العراقيين ممن يدافعون عن حقوقهم وينادون بتطبيق العدالة بأنهم ارهابيون). أرجو من المعلق إعادة قراءة المقالة فسيجد بأننى ذكرت كلمة (الارهاب) مرة واحدة فقط عندما قلت : (إن التأخر فى إعادة بناء العراق والقضاء على الارهاب والفساد يرجع معظمه الى سوء تصرفات الكتلة الصدرية والقائمة العراقية وانتهازية القائمة الكردستانية) فلماذا يحاول أن يلصق بى هذه التهمة الشنعاء؟
تعليق (5) ndash;كمال علي: العبارة الاولى من التعليق غير واضحة، وأظن أنه اراد القول بأن أحد الصدريين كشف عن وثائق تثبت قيام حكومة المالكي بصرف 7 مليارات دولار دون تخويل من البرلمان. إذا كان هذا الكلام موثوقا فلماذا لم يحاسب الصدريون والبرلمان المالكي على ذلك؟. ثم ذكر (أن المالكي خصص 20 مليار دولار لتشكيل فرقة من الصحفيين لمدحه)، وهذا لا يمكن أن يكون صحيحا، إذ لو كانت الفرقة مؤلفة من ألف صحافي لكان نصيب الواحد منهم عشرين مليون دولار، وهذا ما لا يحلم بالحصول عليه صحافي عراقي ولو مدح المالكي ألف سنة. وأوضح للمعلق الضعيف بالحساب (على ما يظهر)، أن المليار يعنى ألف مليون. أما عن إرسال الأموال لشعب ولاية آلاسكا الأمريكية فى نهاية كل سنة بالبريد، فسوف اتطرق اليه عند مناقشة تعليق رقم 21.
تعليق 8 و 10 ndash; ضياء الحكيم : جزيل شكرى واحترامي لشخصكم الكريم، وانى أتفق معك فى الرأي ولكن علينا الصبر على أبناء وطننا الجهلة منهم، فقد عانوا كثيرا وما زالوا يعانون من التخلف والجهل الذى فرضه عليهم الحكم المقبور. وكما تعلم أيها الكاتب الفذ الشريف ان البناء أصعب بكثير من التخريب.
تعليق 15 ndash; سعيد : من حق العامة أن تغضب على المالكي لضآلة الاصلاح وانتشار الفساد وعودة الارهاب، ولا تهمهم الأسباب بل تهمهم النتائج. وقد كتبت على ذلك فى مقالتى السابقة (العراقيون يلعنون ساستهم). أما قولك : (اذكرك بقسوتك على القراء في تعليقك على مقال الاستاذ ضياء الحكيم حول تسيس القضاء عندما وصمت القراء الذين يخالفونه الراي بانهم قتلة ماجورين!)، فانى لم أقل ذلك بل قلت:( يظهر أن هناك مأجورين يطالعون الصحف ويتصدون بنفس واحد لكل من يكتب ضد الارهابيين المشاركين فى الحكومة)، فأرجو إعادة قراءة تعليقى وشكرا.
تعليق 17 ndash; ابو ياسر : يقول أبو ياسر بأننى والاستاذ الحكيم وجهان لعملة واحدة، وهذا يشرفنى ويسعدنى، علما بأنى لا أعرفه شخصيا ولا علاقة لى معه مطلقا عدا تبادل التعليقات مؤخرا فى ايلاف. ولكن لماذا تلومنا وكل منا قد استلم 20 مليون دولار من المالكي كما ذكرت فى اعلاه على تعليق 5 !!!!.
تعليق 18 ndash; أبو يحي : أقول له : فيما يخص السيد الحكيم فلست هنا للدفاع عنه فهو يعرف كيف يدافع عن نفسه. إنك تقول بأن المالكي قال : (أخذناها وبعد ما ننطيها)، لا أدرى من يروج هذه المقولة السخيفة وكيف يصدقها البعض، فلو كان هذا رأي المالكي فهل كان يجهر به أم يحتفظ به لنفسه؟ إذا كان عندك برهان فخبرنى به حتى أهاجم المالكي وأعيد اليه ال 20 مليون دولار!
تعليق 19 ndash; مراقب لغة : فى الحقيقة كنت أرغب فى كتابة (وافق شن طبقة) ولكنى لم أفعل لأنى أعتقد أن القليلين يعرفون من هو شن ومن هي طبقة!!.
أما اعتراضه على استعمال (دهوره) بدلا من (دحرجه) التى يفضلها فى المثل العراقي (اتدهدر الجدر لكه قبغه)، فأرجوه أن يراجع القاموس المحيط للفيروزآبادي ليجد أن معنى تدحرج : تتابع فى مدور والمدحرج المدور، ومعنى دهوره: جمعه وقذفه فى مهواة، وهذا ما يعنيه المثل. قد يضطر الكاتب فى بعض الأحيان أن يكتب كلمة بغلط متعمد لغرض الأيضاح، مثل : لايكتب (إذا أردت الخير فاسع له) بحذف الألف المقصورة وهو الصحيح ويكتب غلطا (فاسعى) له لتكون واضحة للجميع. ويستعمل الكاتب الكلمات السهلة المفهومة بدلا من الصعبة التى تجهلها الأغلبية، فيكتب : إزدحم الناس، ولا يكتب : إحرنجم الناس، ويكتب (تفرق الناس) ولا يكتب (إفرنقع الناس). وشكرا.
تعليق 20 ndash; الشيخلى : لا يختلف اثنان فى عدالة ونزاهة عمر بن عبد العزيز كما ذكرت انت. أما تساؤلك (متى سيجتاز العراق هذه المرحلة الحرجة الصعبة)، فأجيب : سيجتازها عندما يتوحد العراقيون قلبا واحدا ويدا واحدة ويتخلى القادة السياسيون عن عنادهم ونزاعهم على السلطة ويتعاونون على إصلاح البلد، وينسحب رجال الدين من الحلبة السياسية ويعودوا الى جوامعهم وكنائسهم ومعابدهم، ويتركوا السياسة لأهلها كما فعل رجال الدين فى اوروبا وتحققت النهضة الاوربية، فسبقنا الاوربيون بمراحل كثيرة وتركوا لنا البكاء والنحيب على الأطلال والتفاخر بأجدادنا الأبطال.
تعليق 21 ndash; على سالم : أنا لم أعترض على فكرة توزيع الأموال على من يستحقها، ولكنى كنت أتساءل عن آلية إرسالها للناس. فأنا كمتقاعد فى كندا يصلنى فى نهاية كل شهر راتبى التقاعدى بصك بالبريد، أو يتم ايداع المبلغ فى حسابى فى البنك، وهنا أتساءل عن قابلية البريد فى تسليم المبالغ فى عراقنا المخرب، فكيف ستصل الصكوك الى سكان القرى والأرياف والبدو فى الصحراء والمعدان فى الأهوار والأكراد فى القرى النائية فى الجبال، ومعظمهم لم يشاهدوا صكا ولا رأوا بنكا (مصرفا)؟، وكم سيختفى من تلك المبالغ ولا تصل الى اصحابها؟ هل نسينا الرواتب التى كانت ولا زالت تصرف على أشخاص وهميين لاوجود لهم سواء كان فى الدوائر المدنية والأمنية وحماية المسؤولين ام غيرها؟ هكذا نظام لا يطبق إلا فى البلدان التى تتمتع شعوبها بالثقافة والعلم والمعرفة، وهذا لا زال يعد حلما فى بلادنا الحبيبة.
مع خالص مودتى.
عاطف العزي / كندا
التعليقات