أخيرا أطلق رئيس الوزراء العراقي رصاصة الرحمة على ما كان يسمى بالعملية السياسية في العراق وأسدل الستار على مسرحية الدعوة للحوار والاجتماع الوطني، رغم ان حبر قرارات التحالف الوطني لم تجف بعد، حول التأكيد على ( مبدأ الشراكة الوطنية الفاعلة والجاده وايمانه العميق بأن العراق لا يدار من مكون واحد ) وايضا التأكيد على أن مجمل الافكار والاراء الواردة في ورقة اربيل هي ( افكار بناءه وجديرة بالبحث والمتابعة الجادة ).

السيد المالكي في خطابه الاخير يقول ان هناك ( عملية إنتهاك للدستور صريحة وواضحة)، مع انه شخصيا لا يلتزم بالدستور ولا يقبل بسياقاته القانونيه لسحب الثقه من الحكومه، ويقول ايضا ان هناك ( إختطاف للبرلمان )، رغم انه شخصيا غير مستعد لاحترام ارادة البرلمان، وفي جانب اخر من حديثه يتهم البرلمان المسكين المخطوف بانه لا يستطيع أن يصحح وضعه وعليه فالنتيجة المنطقية هو ان ينبري السيد رئيس الوزراء، لتجميد البرلمان أي حله والذهاب الى إنتخابات مبكرة، يعني في حدود عشر او عشرين سنة قادمه وربما اكثر خاصة وان هناك من بشر العراقيين بإستنساخ السيد المالكي !

تصريحات السيد رئيس الوزراء تعني شيئا واحدا لا غير وهو: انه لن يقبل بالتداول السلمي للسلطة ولا بالإجراءات الدستورية ولا يعترف بالبرلمان المخطوف، خاصة وان فيه العديد من الفاسدين والمتهمين بالارهاب، وبأختصار فالرجل يقول انه لا يعترف لا بالدستور ولا بالديموقراطية ولا بالعملية السياسية، شاء من شاء وابى من ابى، فهو لن يسلم السلطة بأي حال من الاحوال، وعلى البقية ان يستوعبوا هذه الحقيقه، فلا برلمان ولا سحب ثقه ولا هم يحزنون.

تصريحات السيد رئيس الوزراء الأخيره وحدها كفيله لإقالته وحكومته في أي نظام ديموقراطي أو حتى يعتبر نفسه ديموقراطيا، وهو امر يدعو الى ضرورة وقوف القوى الوطنية العراقية وقفة جاده وحازمة ازاء المخاطر الناجمة عن هكذا توجهات، وإذا كان التداول السلمي للسلطة في العراق والمباديء الديموقراطية التي نص عليها الدستور في مهب الريح ، فلابد من إيجاد صيغة أخرى للدفاع عن المشروع الديموقراطي ومصالح الشعب العراقي الحيوية التي تتعرض لاختطاف حقيقي وفق منطق الدستور المنتهك والبرلمان المخطوف الذي لا يحق له المساس بقدسية السيد رئيس الوزراء.

ماسبق يعني جر العراق والمنطقة برمتها الى دوامة العنف والحروب العبثيه والسيد رئيس الوزراء ومن ورائه الاتفاق الأمريكي ndash; الايراني حول سلطة بغداد، يتحملون المسؤولية الكاملة عن المأساة القادمه ولاشك ، خاصة و الشعب العراقي لن يقف مكتوف الايدي امام إختطاف وطنه ارضا وشعبا ومستقبلا ومن المؤكد انه لن يسمح لدكتاتور جديد باختطاف حريته التي قدم في سبيلها ثمنا باهضا.

bull;كاتب عراقي
bull;[email protected]