في تعليقها على مقالي (طز وأعلى ما في خيلكم اركبوه)، هنا في quot;إيلافquot; (25/6/2012)، قالت القارئة المُعلِّقة quot;هُدىquot;، ورقم تعليقها 19، تحت عنوان quot;عدم القدرةquot;:
النظام، غير قادر على محاكمة الفاسدين. فالفاسد لا يستطيع أن يحاكم فاسداً مثله، أما الذهبي (محمد الذهبي، مدير عام جهاز المخابرات الأردنية السابق)، فما هو الا كبش فداء، وُضع على مذبح النظام. ولو كان ابن عشيرة كبيرة، لما تجرأ النظام الفاسد على زجه في السجن. فلم يستطع النظام محاكمة البخيت (معروف البخيت رئيس الوزراء السابق، والمتهم بفضيحة quot;الكازينوquot;)، ولا أحمد عويدي العبادي (معارض أردني، وصاحب مانيفستو quot;الجمهورية الأردنيةquot; المشهور. وسبق أن سُجن حديثاً) . وكما أن النظام توصَّل إلى صفقة - من تحت الطاولة - لتبرئة الفاسدين، مقابل منح النواب رواتب تقاعدية مدى الحياة، وهو أمر غير موجود، حتى في أغنى دول العالم. والحلُّ برأيي، هو إعلان العصيان المدني، وعدم دفع الضرائب لهذا النظام. فهو يستعملها لتمويل موازنة أجهزته الأمنية، والتي يُغدق عليها بسخاء، لكسب ولائها. فالتعليم الجامعي المجاني/ والكوتا الجامعية لمنتسبيها، والسيارات المعفاة من الرسوم الجمركية، والهواتف المفتوحة، والقروض الاسكانية بدون فوائد، وغيره، وغيرها الكثير. في الوقت الذي يئِنُّ فيها أكثر من نصف الشعب، تحت مطرقة البطالة، والفقر، والجوع.quot;
فما معنى كلام هُدى؟
1- أن النظام، يُحاكم النواطير، ويترك السواطير، كما قلنا في مقال سابق. فهو يحاكم موظفي الدولة الأردنية، ويترك رأس الدولة الذي جاء بهم، وعيَّنهم، ووضعهم في كراسيهم. وكان يقول لهم بالغمز واللمز quot;اسرقوا، وانهبوا، وانصرفوا.quot; فمن غير رأس النظام له الحق، والسلطة، والقرار، في تعيين كبار موظفي الدولة، الذين يسرقون، وينهبون الملايين. أما صغار الموظفين فبعضهم يرتشي بعشرة دنانير، أو (كيس قمح)، أو (تنكة زيت)، أو (نُصيّة جبنة).. الخ. أو يسرق أقلاماً ودفاتراً من (الدائرة) لاستعمال أولاده. أما الهبرات الكبيرة، فتذهب للنواطير الكبار، وللساطور الأكبر، وهي آلاف الدونمات وملايين الليرات.
2- توصَّل النظام الى صفقة - من تحت الطاولة - لتبرئة الفاسدين، مقابل منح النواب رواتب تقاعدية مدى الحياة، وهو أمر غير موجود، حتى في أغنى دول العالم، كما قالت هُدى. ولكن ليكن. فالنظام لا يهمه إن كانت الدولة غنية أو فقيرة. فالشعب يدفع الضريبة (بالكرباج) كما كان يدفعها للجابي العثماني، وللوالي العثماني. أما الجابي والوالي فلا يدفعان شيئاً. الشعب الفقير الغلبان (المسخَّم) هو الذي يدفع. والنواب الأفاضل، الذين نجحوا بالعصبية، والمال، و(المناسف)، فقد كافأهم النظام برواتب تقاعدية مدى الحياة. وهو النظام نفسه، الذي يدفع لطوابير الوزراء ( أكثر من 2500 وزير) الرواتب التقاعدية مدى الحياة. وهو النظام نفسه الذي يدفع لأمراء وأشراف وأميرات وشريفات العائلة المالكة (أكثر من 5000) والتابعين ومن تبعهم، الرواتب الشهرية، والمصاريف اليومية، ورواتب الخدم، والحشم، والطباخين، والمربيات، والخادمات، والمشرفات، والمرضعات، وثمن الكهرباء والغاز والبنزين، والرحلات الجوية والبحرية والبرية..الخ. وكل هذا من جيب دافع الضرائب الأردني المسخَّم الفقير (الفقراء والمسخَّمين، هم وحدهم من يدفع الضرائب).
3- تقول هُدى إن الحل في : إعلان العصيان المدني، وعدم دفع الضرائب لهذا النظام. فهو يستعملها لتمويل موازنة أجهزته الأمنية، والتي يُغدق عليها بسخاء، لكسب ولائها. وهذا الحل ليس بالهين. وهو الحل الذي يجب أن تأخذ به كل البلدان العربية. وهو حل واقعي. فالشعوب العربية الضعيفة أمام جبروت الأنظمة البوليسية، لا تستطيع بالمظاهرات والثورات الشعبية أن تطيح بالدول القروسطية. وتونس، ومصر، وليبيا، استثناءات ربما لن تتكرر. ولكل منها ظروفها، وشروطها الخاصة بها. ثم إن العصيان المدني سلاح مجرَّب في السابق من قبل quot;الغاندية الهنديةquot;، ضد الاستعمار البريطاني. وفي الأردن والعالم العربي، استعمار أعتى وأقسى من الاستعمار البريطاني. فالاستعمار البريطاني في الأردن ndash; مثلاً - كان يدفع سنوياً للخزينة الأردنية عشرة ملايين جنية استرليني، دعماً ومقابل استئجار بعض القواعد العسكرية. أما quot;الملكية الهاشميةquot;، فتأخذ من الخزينة الأردنية أكثر من 300 مليون دولار سنوياً، مقابل لا شيء. وتقول للمعارضة الأردنية في آخر النهار: quot;طز، وأعلى ما في خيلكم اركبوه!quot; كما قال لنا في الأمس، الناشط السياسي الأردني، الكركي، المعارض، باسل البشابشة!
4- وتستعرض quot;هُدىquot; في تعليقها مظاهر الفساد والمحسوبية فتقول : quot;إن التعليم الجامعي المجاني/ والكوتا الجامعية لمنتسبيها، والسيارات المعفاة من الرسوم الجمركية، والهواتف المفتوحة، والقروض الاسكانية بدون فوائد، وغيرها من مظاهر الفساد. في الوقت الذي يئِنُّ فيها أكثر من نصف الشعب، تحت مطرقة البطالة، والفقر، والجوع.quot;
هُدى الهداية
القارئة والمعلِّقة الشجاعة quot;هُدىquot;، هي من بين ملايين الفتيات العربيات اللائي قُلن صدقاً ما يجول في رؤوس الغالبية الأردنية الصامتة، والتي تصمت صمت البراكين، ولكنها عندما تنفجر، وتُلقي بحممها، فهي كالبراكين كذلك.
السلام عليكم.
التعليقات