حرصت ان اكون اول من يشتري و يقراء كتاب quot;يوم غير سهل quot; او quot;يوم عسير quot; كما يحلو للبعض ان يترجمه و الذي كتبه مايكل اوين (اسم مستعار) نيابة عن القاتل الحقيقي لاسامة بن لادن و هو الرقيب quot;مات بنيسووتquot; الذي سربت اسمه وكالة فوكس للاعلام.

بداية التدرب على قتل اسامة بن لادن بدأت في عام 2004 ولاية المسيسيبي و اعتبر الناطق بأسم وزارة الدفاع الامريكية ان الكاتب كسر القانون الاتحادي و انتهك الاتفاقات السرية لاشارته لمعلومات و اماكن و كيفية الدخول لمنزل بن لادن في باكستان و حديثه عن طرق الاختيار بفرقة القوات الخاصة التابعة للبحرية الامريكية و جلوس جنود المارنيز على جثة اسامة بن لادن في الطائرة العامودية. و يشير الكتاب الى رواية مختلفة من ان اسامة بن لادن و زوجته قاتلا و اطلقا الرصاص على الجنود حيث يقول quot;مايكل اوين quot; انه قتل بعد أن تراجع إلى غرفته ربما لإحضار رشاش أو سلاح آخر ليدافع به عن نفسه..

دعاية الكتاب اكبر مما ورد به، و اشار الكاتب في بداية المؤلف ان هذا الكتاب لا يشمل اسرار، و ليس به معلومات تمس الامن القومي الامريكي، و ليس به معلومات تعكر صفو العلاقات الامريكية الخارجية، و ان كل ما ورد به موجود في المواقع الالكترونية الحكومية و الصحافة، و ان الكتاب مجرد ذكريات عن الخدمة في القوات الخاصة لسلاح البحرية الامريكية و التى عهد اليها بتنفيذ quot;العملية القذرة quot; حسبما ورد في مقدمة الكاتب.

أكثر من دولة و جهاز مخابرات للوصول الى بن لادن
و يتحدث الكاتب ان هنالك مجموعة من القوات الخاصة الامريكية و بالتعاون مع اجهزة استخبارية و مخابراتيه اسيوية و امريكية و عربية رتبت و ساهمت للعملية و تحركت القوات الخاصة الامريكية من قاعدة quot;جلال اباد quot; الامريكية في افغانستان الى الحدود الباكستانية و من ثم الى موقع quot;بن لادن quot; و الذي يبعد ساعة عن الحدود، و ذلك بعد مراقبته لاسابيع بالساتلايت، مما يعني ان هناك من تجسس عليه من رجاله المقربين، وهنالك من وضع اجهزة خاصة تسمح للامريكان بمراقبته عبر الاقمار الصناعية و اختيار ساعة التصفية.

مذكرات شوارتسكوف
و هذا نفس الاسلوب و الاجراء الذي تم مع الرئيس المخلوع صدام حسين مع فارق القرار الزمني، هو ايضا كان مراقب و متابع و مرصود، و كتب عنه الجنرال نورمان شوارتسكوف قائد أركان القيادة المركزية الأمريكية، حيث قال اثناء دخول القوات الامريكية الى الكويت لم يجد سوى كلاب ضالة و مدينة خالية من الجنود و المقاومة، و عندما وصل بغداد و تأكد انه بعيد عن quot;صدام حسين quot; اقل من ساعة اتصل بالقيادة و البيت الابيض مؤكدا أن القوات المشتركة تعرف مكانه وستضربه حتى لو انسحب، و بالامكان احضارة مكبلا و قتله.

في حينها تدخل الرئيس الامريكي quot;بوش quot; طالبا من رئيس الاركان العودة و ترك quot;صدام quot; طليقا حرا.
و بكتابة مذكرات نورمان شوارزكوف التى اسماها quot;حرب الخليج quot; واضعا خطط الطرفين ومعلومات عن الدول المشاركة منتهيا الى ان حرب التحرير quot;لا تحتاج الى بطل quot; تم اقصائه و انهاء خداماته و حرم من تولي منصب رئيس هيئة الاركان الامريكية خلفا لكولن لوثر باول و الذي عين وزيرا للخارجية الامريكية.
مما سبق يعني ان الادارة الامريكية على اطلاع بكل ما يجري و تنتظر اشارة الصفر، و هي دعاية قد يرى البعض انها في غير محلها، و لكن في نفس الوقت من المؤكد ان البيت الابيض لا يرحب باي معلومات تصدر من العسكريين دون اعادة فبركتها.

ما حدث في متابعة و مراقبة صدام ايضا حدث مع الرئيس الفلسيطيني ياسر عرفات، عندما ابلغ من المخابرات الامريكية بأن الطائرات الاسرائيلية ستقصف مكتبه في بيروت فخرج مسرعا و بعدها تم تدمير المبنى. و في هذا الصدد، فان ذلك يُعرف في دوائر المخابرات بمفهوم quot;حماية العملاءquot; المباشرين او اللذين يخدمون مصالح امريكا بطريق غير مباشر و بدون علمهم.

الكتاب يروي تفاصيل مختلفة عن الرواية الامريكية التى صدرت عن البيت الابيض في حينه، لعل من اهمها ان اسامة بن لادن لم يكن مسلحا و لم يحارب القوات الخاصة و تفاجيء بهم، و عمدا اطلق عليه النار في منتصف الرأس برصاصة سريعة و لكنه لم يمت على الفور و بدا يصرخ و يتلوي الى ان تم افراغ بقية الرشاشات لحين التأكد من مقتله.
الاسئلة كثيرة، و اهمها ما السر في مقتل شخص مريض و غير مسلح و لم يقاوم، و هو صيد ثمين بما يملكه من معلومات، و هو المطلوب رقم واحد على لائحة الارهاب في حادثة 11 سبتمبر 2001؟، لماذا لم تريده امريكا حيا و تقوم بالتحقيق معه و اعلان ما حدث للملاء؟ لماذا هنالك تعتيم على الاحداث في دولة دستورها ينص على الحريات في بنده الاول ؟ لماذا تختلف الرواية في هذا الكتاب عن رواية الرئيس اوباما ؟ لماذا رميت الجثة في الماء في وسط المحيط بين اسماك القرش؟، لماذا لم تنشر صور الغرفة التى كان بها، صور القوات الخاصة لحظة الانقضاض، صور رميه بالرصاص، صور جلوس المارينز على جثته في الطائرة العامودية، صور نقله الى المشرحة، و غيرها من الصور مع العلم بالولع الامريكي للاعلام و التصوير و الارشفة!!

الاشاعات كثيرة، و منها ان اسامة بن لادن كان مريضا بتليف الكبد، و كان كثير الادماء و لا يقوى على الحراك، و يحتاج الى تغيير الدماء باستمرار، و ان طبيبه هو من اخبر عنه، و في روايات اخرى انه توفي و تم نقله سرا الى السعودية ليلا و دفنه دون اي مراسم في منظقة مجهولة مع ضغوطات امريكية بالتعتيم التام على الوفاة، وفي اشاعة اخرى ان السلطات الامريكية علمت بالامر لاحقا عبر محامية تعمل في الملحقية الامريكية في جده، ثم قررت الحكومة الامريكية تحقيق انتصار باعلان كاذب عن مقتله، و هو ما اشك في صحتها و لكنها روايات و اشاعات انقلها دون نفي او تأكيد.


عائلة بن لادن
بن لادن، هي عائلة متميزة يمنية الاصل اتت الى السعودية، و لها بصمات في عمل الخير كما لها نشاطات في المقاولات و الانشاء تمتد الى اكثر من مائة و ستين شركة في المملكة العربية السعودية و خارجها، و عائلة عصامية بنت نفسها بالعمل المخلص و الاخلاقيات و حسن التعامل و رعاية الموظفين و الاهتمام بعائلاتهم و ابنائهم، سمتها الانتماء للمملكة و الحفاظ على سمعتها و دقة انجازاتها و اتمامها الاعمال رغم كل التعقيدات و المعوقات دون كلل او ملل او اعتراض، و مشاريعها دليل حسن التنفيذ و المقدرة العالية، و لعبت دورا بالياتها في تحرير quot;الكعبة quot; وقت احتلالها و ترتبط بصلات قوية مع القصر منذ ايام المؤسس محمد بن لادن quot; الاسطورةquot; و الاب الذي بداء العمل بسيطا عبر مجموعة سيارات نقل كانت بداية الانطلاق الى ان اصبح من اكبر الاثرياء و اقوي المقاوليين و اكثرهم مصداقية و قربا من الحكم و قلب كل من عمل معه.

و من بعده كان المرحوم سالم بن لادن الذى توسع في مجالات الاعمال،و هو احد الابناء من اللذين درسوا في كلية فيكتوريا بالاسكندرية، بالاضافة الى كل من quot; بكر و يسلم quot;، و كان الصديق الشخصي للرئيس بوش كما هو للملك الحسين و كمال ادهم مدير المخابرات السعودية، و لدية مشاريع مشتركة مع الرئيس الامريكي و اتي بتلك المشاريع الى السعودية و فتح الابواب للولايات المتحدة و مشاريعها و كان عدنان خاشقجي من اكثر المقربين و الداعمين له.

المعروف ان اسامة بن لادن و تنظيم القاعده فكرة بدأت و انتشرت كتنظيم امريكي لمحاربة الشيوعية، تدرب اعضائه في الاردن و مصر و السودان و لبنان و باكستان و افغانستان بعلم و تمويل المخابرات الامريكية و حلفائها و تم تمويله من دول عربية، و كان اسامة بن لادن quot;المسؤول المالي quot; ليس الا لحين ان تغيرت قواعد اللعبة و خرج من دائرة quot;السلطة الامريكية quot; التى رأت في تحرير الكويت كنزا كبيرا و اموالا متدفقة بالمليارات ينافسها فيه جيش القاعدة فحدث الاختلاف و من ثم القصاص، و تلك قصة لها موقع اخر و مكان غير هنا.

العديد من الكتب قادمة، و الاسرار لم تكشف بعد، و الزمن كفيل بكشف المستور.
اسامة بن لادن في المفهوم الامريكي، رجل مرحلة انتهت، ورقة ضغط لاستنزاف خزينة الاجيال العربية، ارهابي لا بد من قتله في عملية قذرة كما تحدث الكتاب، حصان طروداة للدخول الى منابع النفط، و عملية تبييض وجه القوات الخاصة الامريكية بعد فشلها في فيتنام و خليج الخنازير.

الكتاب صدر فجر اليوم و طبع منه نصف مليون و نيف نسخة طبعة اولي و يتوقع ان يكون الاكثر مبيعا بين الكتب التى تروج لقوات البحرية الامريكية وتستغل اسم عائلة quot;بن لادن quot; علامة مسجلة للنجاح في الترويج للكتاب.

[email protected]