المتابع للمطربة الإماراتية أحلام، يتسائل دوماً عن سِر سعادتها، ولماذا تتعمّد رسم ابتسامتها بمجرد ظهورها على خشبة المسرح أو شاشة التلفاز أو لتأثيرها على من حولها؟

ربما لأننا لا ننظر لأن تكون الإبتسامة جزءاً من يومنا، نخلقها، نمارسها، ثم نعيشها في السِلم والحرب معاً. في quot;السِلمquot;، لأننا جُبلنا على العيش في سلام. وفي quot;الحربquot;، كون الحياة ربما تنخرط بنا في معارك العمل الدؤوب والحرب في النهايةِ قدرنا.

quot;أحلام السعيدةquot;، ليست كما بقية المُطربات في العالم العربي، بل تمتاز بأنها لا ولن تحزن -فلن تحتاج لقراءة كتاب الداعية عائض القرني المزعوم- لأن السعادة في دمها تجري منذ زمن. والله أعلم؛ أنها منذ أن إمتهنت وغازلة الفن بطريقتها وليس كما بقية المطربات والمطربين.

quot;أحلام السعيدةquot; ستشارك قريباً في برنامج Arab Idol في موسمه الثاني، وكما هو الحال في كل حلقة سنشاهد ابتسامتها العريضة، بل ستُحرج بذلك نظيرتها اللبنانية نانسي عجرم quot;الأصغر ثغراًquot;. ونبقى على الموعد لأن تحضر الإبتسامة على شاشة mbc.

لكلٍ منا عمل، مهنه أو هواية يمارسها بشكل يومي، بل نراه في كل مكان وزمان في ظل ممارسته لأعماله، إلا quot;أحلام السعيدةquot;.. فلن يحضر أحدنا يوماً لمأتم يمارس طقوس التأبين، ويجدها تؤدي quot;كوبليهquot; لأحد أعمالها لتُطرب الحاضرين وذوي الموتى!

quot;أحلام السعيدةquot; وهذه الفئة الكادحه من المُجتمع يعيشون جميع أنواع الترفيه في منازلهم ومع المقربين منهم، ولا يخرجون إلا للعمل الذي في غالبه يكون ليلاً، أي أن الشمس لا تغازلهم ولا يرونها، يعيشون معنا وبيننا لكنهم كائنات ليلية، يظهرون ويتكاثرون حينما تكثر الأفراح، ويتلاشون بحلول الحُزن والأتراح!

في مجتمعاتنا الخليجية ذات الغالبية المحافظة، لا تلقى هذه الشريحة قبولاً في المجتمع ولا حظوة منه، كونها تدق الطُبول وتُحيي الأفراح والأعراس والحفلات، ولا تخالط المجتمع القبلي المتكافل في غالبه. بينما تبقى هذه الشريحة من المجتمع الوحيدة التي لا تُجيد العمل (الإبتسامة) في الأتراح!


* كاتب سعودي

[email protected]