اعود واعيد مرة اخرى ما قلته سابقا ان القادة الكرد لم يكونوا ابدا بمستوى المسؤولية عندما تعاونوا مع الامريكان لاسقاط النظام البعثي عام 2003 من دون مقابل quot;يعني بلاشquot;، فقط ليغيروا نظام بنظام اتعس منه، ولم يكونوا على قدر المسؤولية ايضا عندما سلموا مفاتيح الحكم للاحزاب الشيعية على طبق من ذهب ظنا منهم انهم سوف ينصفون الشعب الكردي بمجرد ان يستلموا السلطة ويعطوا حقوقهم المسلوبة بالطرق الديمقراطية السلميةquot;الدستورية!!quot;، لكونهم عانوا على يد الحكومات العراقية المتعاقبة مثلما عانى الاكراد من غير ان يدركوا انهم جاؤوا ليثبتوا حكمهم الطائفي وquot;يثأرواquot;من الشعوب العراقية الصالح منهم والطالح ماداموا من طائفة اخرى غير الشيعية، الم يقل كبيرهمquot;او صغيرهمquot;الذي علمهم السحر ان المهدي المنتظر اول ما يظهر سيحارب اكراد العراق quot;حصراquot;ويضربهم بيد من حديد؟!! وقد تكون هذه النظرة العدائية للاكراد مشتركة بينهم ولكن تختلف بحسب اقتضاء الضرورة...واخطأ قادة الاكراد خطأ عمرهم عندما لم يرفعوا دعوى قضائية في المحاكم الدولية والمحلية على الدولة العراقية الفتية ليرغموها على الاعتذار عن المجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الكردي في عملياتquot;الانفالquot;التي راح ضحيتها اكثر من 180 الف انسان بريء وما قامت به في مدينةquot;حلبجةquot;من قصف كيمياوي وغيرها من الجرائم بحق الانسانية، ولكي يحملوها العقوبات الرادعة والتعويضات المادية عن الاضرار التي لحق بخمسة الاف قرية مهدمة اسوة بالعقوبات والتعويضات التي مازالت تستقطع من خزينة الدولة الالمانية لليهود، فما الفرق بينquot;هتلرquot;وquot;صدام حسينquot;، الظلم هو الظلم سواء صدر من مسلم اوغير مسلم كلاهما بحاجة الى قوانين لتردعهما وتقتص منهما...اخطأوا ايضا عندما سلموا ذقونهم لقادة الشيعة بكل سهولة من ابراهيم الجعفري الى رئيس الوزراء الحالي quot;نوري المالكيquot;وصدقوا وعودهم ووثقوا بكلامهم وشعاراتهم الزائفة و..عبثا انتظروا منهم خيرا..

لم يكن القادة الكرد على مستوى المسؤولية ابدا عندما دعموا تنصيب quot;المالكيquot;على العراق لولاية ثانية على الرغم من معرفتهم بدوافعه ضد الاكراد، ومغامراته العسكرية لاجتياح مدينةquot;خانقينquot;عام 2008، ولكن في غمرة اجتماعاتهم الاخوية وجلساتهم النضالية الرفاقية القديمة وفي لحظة صفاء روحي وطني، نسوا كل شيء ووضعوه ثانية في سدة الحكم، فلولاهم لما اصبحquot;المالكيquot;في واجهة السلطة بحسب اعتراف المالكي نفسه..

فماذا كانت نتيجة سياساتهم الخاطئة، وقراراتهم غير الحكيمة، انquot;المالكيquot;جيش الجيوش وحشد قوات عرمرمة لغزو بلادهم ونسف تجربتهم الحضارية الجميلة، ويبدو انه مصمم على ان يذهب الى اخر المشوار مع الاكراد ويستمر في مغامرته غير المحسوبة، واذا كان هو اليوم منشغل بالمظاهرات الاحتجاجية في المحافظات الغربية السنية نتيجة اخطائه المتكررة، فان فكرة مواجهة القوات الكردية وبسط سيطرته على كردستان بالقوة لم تغب عن باله وسيُفَعٍلها ما ان ينتهي من ازمة المحتجين بدليل ان قواته مازالت متواجدة في المناطق المتنازع عليها امام قواتquot;البيشمركةquot;ولم تنسحب من مواقعها..

كلمة اخيرة
على القادة الكرد وعلى وجه الخصوص وبالتحديد رئيس الاقليمquot;مسعود بارزانيquot;الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة في هذا المنعطف التاريخي الخطير، ان يعد العدة للمرحلة المقبلة الصعبة بكل تأكيد بصورة مناسبة وبما تقتضيه الضرورة من كافة الجوانب ؛ السياسية والعسكرية، ويتجه الى ترتيب البيت الكردي اولاً ويحاول ما امكن ان يصلح العلاقة بين السلطة الحاكمة والمعارضة، من غير ان ينسى الجانب العسكري من خلال فتح باب التطوع للشباب الكرد للانخراط في القوة المسلحة الكردية من اجل الدفاع عن مكتسبات الاقليم ومواجهة الخطر القادم من بغداد، ولكي لا تتكرر المأساة القديمة..وليكن ما يكون !!!