إعترف رسميا نظام ملالي إيران القمعي الحاكم باسم ولي الفقيه الذي يعتبر نفسه وكيل الله تعالى في كافة شؤون الحياة، بأنّ القتيل الإيراني في سوريا هو قائد عسكري إيراني. وبعد هذا الاعتراف جاءت التغطية على مهماته الرسمية من خلال إدعاء وأكذوبة لا يصدقها عقل، لأنّ الأفلام الهندية أكثر مصداقية وواقعية من هذه الأكذوبة، إذ إدّعت سفارة الملالي في لبنان بأنّ هذا القتيل القائد العسكري (مسؤول عن مساعدات إعادة الإعمار التي تقدمها طهران في لبنان). هذا في حين أنّ وكالة quot;فارسquot; الإيرانية قدّمته على لسان مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري بأنّه (العميد حسام خوش الملقب ب quot;حسن شاطريquot;). ومقتل هذا العميل الإيراني يطرح عدة أسئلة تكذب الرواية الإيرانية الرسمية، وتثبت أنّه كان شخصا مسؤولا في الحرس الثوري الإيراني مسندة له عمليات تخريبية في لبنان وسوريا من خلال دعم حزب الله ونظام وحش سوريا، وأنّ مهمته كانت للعمل مع قوات الوحش ضد ثورة الشعب السوري. وهذه الأسئلة التي تفضح رواية نظام الملالي هي:

1 . لو كان هذا الشخص مسؤولا عن (مساعدات إعادة الإعمار التي تقدمها طهران في لبنان)، أي أنّها مهمة مدنية ذات طابع إنساني فلماذا يحمل اسمين؟ وكيف يحمل اسمين وهو يحمل جنسية إيرانية في بلد أجنبي هو (لبنان)؟. فبأي اسم دخل لبنان وبأي اسم تتعامل معه السلطات اللبنانية؟. ولماذا سكتت السلطات اللبنانية الرسمية ولم تعلق على مقتله أو وجوده في لبنان؟. ولو كان فعلا مسؤولا عن مساعدات الإعمار، ألا يعني ذلك أنّه كان معروفا للسلطات اللبنانية الرسمية ومقدّم لها رسميا من حكومة الملالي الإيرانية؟
2 . إذا كان هذا القتيل مسؤولا مدنيا عن مساعدات إعمار لبنان، فما هو سبب وجوده في سوريا هذا الوقت حيث غادرها غالبية الأجانب خوفا من الحرب المجرمة التي يشنّها وحش سوريا ضد الشعب السوري منذ عامين؟.
3 . تخبط وتضارب روايات الملالي عن المسؤول عن قتله، فهم أسندوا المسؤولية مرة ل ( قوات المعارضة التي تقاتل لإسقاط الرئيس بشار الأسد حليف طهران) حسب بيان رسمي، ثم عاد مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني العميدquot; رمضان شريفquot; ليقول بأنّ القتيل تم قتله ( على أيدي عملاء الكيان الإسرائيلي في طريقه إلى بيروت). وهذا التصريح فتح باب التكهنات لدى البعض للقول أنّه قتل أثناء الغارة الإسرائيلية على أهداف داخل سوريا يوم الثلاثين من يناير 2013 .
أحد أهم عملاء مخابرات الملالي،
في لبنان وسوريا بدليل أنّه أجريت له جنازة رسمية، وقد أكّدت لي شخصيا قيادات عسكرية فلسطينية في جنوب لبنان ( ليس من حقي ولا وضعها الأمني يسمح بذكر أسمائها)، أنّها كانت تعرفه منذ سنوات باسم (حسن شاطري) وهو مسؤول الاتصال المباشر بين حزب الله ونظام الملالي، والمسؤول عن عناصر الحرس الثوري في لبنان الذين يقدّر عددهم بالمئات بين صفوف عناصر حزب الله، ولا يمكن تمييزهم أو معرفتهم بسبب عدم اختلاطهم بالسكان المحليين وتجولهم وهم ملثمون بين عناصر الحزب. وقد كان هذا القتيل (حسن شاطري) تحت تصرفه عشرات الملايين من الدولارات يصرفها لحزب الله، ولكل من يقبل التعامل معه ومع مخابرات الحرس الثوري خاصة من يستطيعون اختراق المنظمات الفلسطينية وتجنيد بعض عناصرها وكوادرها لحساب حزب الله والحرس الثوري الإيراني ونظام الوحش السوري. وقد أكّد لي بعض هذه المصادر الفلسطينية أنّ quot;حسن شاطريquot; هذا من المسؤولين عن العديدعن عمليات الاغتيال في لبنان بالتنسيق مع حزب الله ، وقد كان له سطوة وتأثير لا يناقش داخل قيادة الحزب خاصة الأمنية المخابراتية. وبعد اندلاع ثورة الشعب السوري ضد نظام الوحش في مارس 2011 نقل بعض نشاطاته إلى سوريا دعما للنظام، ونقل معه عشرات من عناصر الحرس الثوري التي تقوم بتأمين حماية الوحش شخصيا، بعد أن فقد الثقة في غالبية العناصر السورية إثر تزايد حركة الانشقاقات عن نظامه التي طالت مقربين منه، كان يعتبرهم من عظام رقبته التي أصبحت في مرمى سكاكين ورصاص الثوار، والجهة الفلسطينية أو المحسوبة على الفلسطينيين التي كان يلتقيها في دمشق هي جماعة أحمد جبريل الذي يعمل مثله تحت إمرة فرع فلسطين للمخابرات الأسدية المتوحشة على الشعب الفلسطيني بنفس حجم توحشها على الشعب السوري.
لذلك وصفّه نائب علي خامئني،
quot;علي رضل باناهيانquot; الذي حضر الجنازة نيابة عنه قائلا: quot; الشاطري كان لنا مثل عماد مغنية تماما، ولم يكن يقلّ عنه في شيء، وكان يحظى بخصوصية على نطاق كبير. ويكفي القول إنّه حتى في غيابه لا يمكننا نشر أو إعلان ما كان يقوم به من خدمات سرّية للنظامquot;. وهذه العبارة لمسؤول رفيع لدى الملالي تكفي لفضح هوية هذا العميل الذي من حق الدولة اللبنانية أن تعرف نوع الخدمات التي كان يقدمها لنظام الملالي من على الأرض اللبنانية. وأليس هذا يا حسن نصر الله خرق لسيادة الدولة اللبنانية؟ وجوابي: لا..لا..من وجهة حسن نصر الله وحزبه، لأنّهما أيضا يخترقان السيادة اللبنانية ويصادران وجودها في العديد من المناطق اللبنانية.
ونتيجة هذا الخرق أنّ سوريا محافظة إيرانية،
وهذا واحد فقط من عار بشار الوحش الذي حوّل سوريا الوطن والتاريخ العظيمين إلى حد أنّ quot;مهدي طيبquot; رئيس قاعدة quot;عمار العسكرية الإيرانيةquot; قال صراحة وعلنا: quot; إنّ سوريا تحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية، التي تعتبرها بمثابة المحافظة رقم 35 لإيران، وأنّ فقدان سوريا سيؤدي إلى فقدان طهرانquot;...هذا النظام الاحتلالي لأراض عربية تزيد مساحتها عن مساحة فلسطين المحتلة، من الأحواز المحتلة من عام 1925 و الجزرالإماراتية الثلاث المحتلة من عام 1971 ، هاهو يعتبر سوريا بكاملها المحافظة الإيرانية رقم 35 ومن قبلها فدولة البحرين بالنسبة لهذا النظام التوسعي هي المحافظة الإيرانية رقم 14 . وعاد مجددا علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني في مايو 2012 ليؤكد وجهة نظر نظامه حول ( أنّ البحرين هي المحافظ الإيرانية رقم 14 ومن حقنا إعادة ضمها) وحسب زعمه الكاذب أنّها كانت جزءا من إيران حتى العام 1971 . كنتيجة فإنّ خطر نظام الملالي التوسعي في الجوار العربي والتمدد فيما يستطيع من أقطار عربية يجد ضالته في استمرار نظام وحش سوريا و وكيله اللبناني حزب الله الذي يوفر الغطاء المحلي لجواسيسه وعناصر مخابراته وحرسه الثوري ضد الشعوب بما فيها الشعب الإيراني.