كانت مصادفة في حياتي قبل سنوات كافية لأستدل على طريق النشروألتقط فيروس الكتابة التي لا أزال أكابد أعراضها..

من يومها بدأت أكتب المقال الصحفي حيث تنطلق شرارة الفكرة وأبدأ بالاستعداد لها وجمع المعلومات حولها وأتشبع بها حتى تأتي لحظة كتابة المقال لتكون مولودا مكتملا..

منذ بدأت وأنا quot;كاتبة جوالةquot; تنقلت بين منابرعدة من مجلة اليمامة إلى الشرق الأوسط والعربية نت و جريدة السياسة الكويتية والتي منحني رئيس تحريرها الصفحة الأخيرة دون أن يعرف عني شيئا سوى حروفي، تجربة الكتابة في الصحافة الكويتية تجربة مهمة يتعلم فيها الكاتب الكتابة بحرية تكاد تكون بلا سقف، وصدورواسعة تشربت تقبل الاختلاف، من خلال الصحافة الكويتية عرفت جيدا معنى أن تكون الصحافة quot;سلطة رابعة quot; لها تأثيرها على القرار السياسي والاجتماعي،لكن رغم كل ما منحته لي الصحافة الكويتية تظل صحيفة محلية وأظل ضيفة عليها..

في تلك الأثناء كانت إيلاف، وكانت مولود بكر يلبي الكثيرمما أطمح إليه :كتابة حرة،نشرفوري،تفاعل حي وظلت إيلاف بيتي ولاتزال لولا سوء الطالع الذي لاحقها في حجب لا أعرف سببه حتى الآن.

قبل أقل من سنتين بالتحديد في شهرمايو 2011 طلع علي منبرجديد اسمه تويتر، وبدأ يراودني عن قلمي ووضع تحت قدمي كل الإغراءات التي quot;خرفنتني quot; وجعلتني أذعن إليه بشكل فوري..

قدم لي نفسه على أنه الموقع الحلم حيث أنا رئيسة التحريروأنا الرقيب وأنا الكاتب إلى جانب تفاعل فوري مع قراء أستطيع أن أمحيهم إذا أردت بزر بلوك.. وكل ذلك خلال ثوان..

ظل تويترخلال الفترة السابقة كلها الحاضن لحروفي بما يزيد عن عشرين ألف تغريدة حتى هذه اللحظة،يتلقف كل فكرة تخطرفي بالي،مختبئا داخل جوالي،مرافقا لي في كل مكان، مشرعا لي قلبه راشيا لي بمزيد من المتابعين يوميا

قرأت مرة أن الكتابة هيquot;أن تقرأ وتتأمل حتى تمتلئ ثم تسكب ما بداخلك على شكل كتابةquot; تويتر-من فرط كرمه - يجعلك تفرغ ما بك قطرة قطرة ويحرمك من أنquot; تتحول قطراتك إلى أنهارquot;كما يقول جبران

ولا يسمح للسهم أن quot;يتممد كاملا بالقوس قبل إطلاقه quot; كما يرى باولوكويلو الكتابة..

الآن..أتأمل كل ما كتبت لا أرى سوى مجموعة من الأجنة المجهضة لم تعط الفرصة لتنضج

أتلفت أين ما كتبته في تويترخلال عامين تقريبا أكتشف أنه كلام في الهواء أو كتابة على الرمل لم يعد لها أثر

اكشفت أن تويتر أعطاني نصف الحقيقة فقط وهو أنه سينشرلي لكنه أيضا سيمحو ما أكتبه بعد ذلك ولن يبقي شيئا،حتى قوقل يتخلى عن تغريداتك ولا يكلف نفسه العثورعليها..

سألت مرة صديقتي الكاتبة عن سبب ابتعادها عن تويترقالت :لأنه استنزاف للوقت والأفكاروسألت الصديق محمد حسن علوان عن سبب ابتعاده عن تويترقال: بعده وجدت الكثيرمن شؤون حياتي متوقفة وغاضبة

ستقولون إذن لماذا تستمرين في الكتابة في تويتر

الجواب:أدمنت وانتهى الأمر!