(بشار أسد هو الإرهابي الأول).. إنها العبارة الأبلغ والأوضح سياسيا التي أعلنها رئيس وزراء دولة قطر ووزير خارجيتها خلال مؤتمره الصحفي الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، و الشيخ حمد بن جاسم في توصيفه الحقيقي و الواقعي و المبرم للهوية الحقيقية للنظام الإرهابي السوري ورئيسه قد وضع النقاط على جميع الحروف، وعبر عن موقف عربي وخليجي موحد لا تشوبه شائبه ولا يطعن فيه او يشكك في حقائقه اهل اللوبي الإيراني في الخليج العربي من الذين نعرف و تعرفون، أولئك الذين ما زالوا يستعملون سلاح ( التقية ) ليمارسوا من خلاله الكذب و الدجل و النفاق العظيم، لقد إستطاعت الدبلوماسية الفاعلة لدولة قطر و التي يقودها بكل إمتياز وحرفنة و بأسلوب غير معهود في العمل الدبلوماسي العربي المتخشب الشيخ حمد أن تكسر كل التابوهات و أن تتجاوز كل المعوقات، و أن تحقق إختراقا دوليا فاعلا تمكن من تعبئة و حشد الرأي العام و مواقف الدول المؤثرة نحو تبني مواقف أكثر جدية وحسم وفاعلية من ممارسات و إرهاب النظام السوري المجرم الذي ما زال يعيش على أوهام إمكانية الإستمرار و إعادة الطلاء و التسويق من جديد متكئا على دعم أعرج وطائفي و مشبوه من حلفائه الإقليميين وفي طليعتهم النظام الإيراني البائس الذي لم يخف أبدا إن معركته في الشام هي معركة وجود و بقاء و إستمرارية، و بمشاركة من أهل الأحزاب الطائفية الصفوية العميلة في المنطقة وعلى رأسها عصابة حسن نصر الله اللبنانية وعصابات الطوائف في العراق وهي عصابات زائلة لا محالة و ستبقى ذكراها مجرد دمعة في تاريخ العراق الطويل الحافل بالرزايا و المصائب و الأهوال و صناعة الطغاة الأغبياء المترهلين !، لقد تمكنت دولة قطر وهي تحمل بأمانة و مسؤولية ملف معاناة الشعب السوري من تجاوز الكثير من المطبات و تحملت مختلف صنوف الإتهامات الظالمة، بل وعرضت أمنها الوطني للخطر وحيث تهدد العصابات الأسدية علنا دولة قطر بالويل و الإنتقام!، وهي مخاوف حقيقية و ليست وهمية فقائمة أعداء قطر قد توسعت و تشعبت كثيرا و بات الحديث عن توجيه ضربات إنتقامية لها و لقيادتها و لأمنها الداخلي ليس مجرد بالونات هوائية بل أنها خطط إرهابية جاهزة و معدة و تنتظر الفرصة المناسبة للإعلان عن نفسها، ولكن من يصارع الطغاة و يهدم صروحهم و يساهم في مد يد العون للشعب السوري الحر دون كلل و لا ملل و لا تبرم لا يخشى سوى من رب العباد، فالأحرار لا يهزمون أبدا، وقيم الحرية المقدسة تظل أبد الدهر شامخة معطاءة لا تعرف النكوص و لا التراجع أمام تهديدات أشباه الرجال من الإرهابيين و من يرعاهم أو يوفر لهم المأوى و المستقر، دولة قطر إستطاعت بحكمة قيادتها وبالتخطيط المبرمج الناجح أن تقنع العالم المتردد بأن الثورة السورية الحرة العظيمة هي ثورة شعب جائع و متعطش للحرية وهو واحد من أرقى شعوب الشرق و لا يمكن بالتالي لشعب بمواصفات الشعب السوري الحضارية أن يتحول لحاضنة إرهابية أو لقاعدة من قواعد الشر، بل إن الإرهاب كل الإرهاب يكمن في نظام مافيوزي متعفن يحكم بالحديد و النار و يمارس شعارات الدجل الثورية المزيفة ويحيل البلاد و العباد لإقطاعية عائلية خالصة و لعبيد أذلاء، وهي المعادلة التي ينبغي أن تتغير بعد أن قدم الشعب السوري قرابين التضحيات الدموية الغالية التي تجاوزت السبعين ألفا و يزيد، وهي فاتورة لم يقدمها أي شعب من الشعوب، والثورة السورية العظمى تدخل عامها الثالث وعزيمة الثوار لم تفتر و إرادتهم لم تلين و سعيهم نحو الحرية أقوى من الماضي بكثير بعد أن حققوا إنتصارات ميدانية كبرى هشمت قوة النظام التسلطية وحطمت مراكزه العصبية و الأمنية، وجعلته يلجأ لخيار سياسة الأرض المحروقة و الأساليب القذرة في الحرب ضد الثوار. بفضل الدبلوماسية القطرية الفاعلة فإن الموقف الدولي اليوم يشهد توحدا غير مسبوق في دعم الثورة و الثوار و في تبديد تلكم الدعايات السوداء حول وحشية وهمجية و أصولية الثوار الذين مالجئوا للسلاح إلا بعد أن أجبرهم النظام القمعي على ذلك ودفاعا عن النفس و العرض و الكرامة، لقد نجح القطريون في حل عقدة سوء الفهم الدولية و خضوعها لدعاية النظام السوري الإرهابي الفاشي الفاشلة، فتسليح الثوار وتمكينهم من مواجهة آلة قتل ( الصمود و التصدي و الممانعة ) المافيوزية سيكون بكل تأكيد العنصر الحاسم في تمكن أبطال سوريا الحرة من إرسال النظام الإرهابي لمزبلة التاريخ بأسرع وقت ممكن، فسواعد الشعب السوري هي القادرة وحدها على تحمل مسؤولية تخليص الشعب و بناء سوريا الجديدة بعيدا عن مرارة التجربة العراقية المرة و المأساوية، فالتجربة السورية مختلفة بالمرة رغم أن نظام دمشق هو واحد من أعتى الأنظمة القمعية في العالم المعاصر، لقد أثبتت سياسة ودبلوماسية دولة قطر بأنها أكبر من كل الصغار و بأنها قادرة على أن تكون ذات مصداقية وهيبة دولية ووفقا لمباديء القانون الدولي و شرعة حقوق الإنسان و أولها حق الشعوب في تقرير مصائرها، فتحية الأحرار لدولة قطر الحرة و لأميرها، ولرئيس وزرائها المقتحم للصعاب و الذي أضاف للعمل الدبلوماسي العربي قيمة أخلاقية وإعتبارية لاتقدر بثمن.
- آخر تحديث :
التعليقات