يمكن القول وبضمير مستقر ان قتل الشيعة في العراق هو أرث طويل لاينقطع منذ الحجاج والمقابر الجماعية في عهد النظام السابق وحتى يومنا هذا , أذ هناك تفنن غير طبيعي في الاستهداف وطريقة القتل من خلال الذبح بالسكين او من خلال تفجيرات البهائم الملعونة , سيحاول الطائفيون الحقيقيون الباس ثوبهم الطائفي المقيت لصاحب هذه الاسطر رغم ان موضوعنا هذا يتكلم عن واقع نعيشه كل يوم ومنذ عقود طويلة توجت بعد سقوط نظام الصنم وحتى يومنا هذا في أستهداف دموي أرهابي حقير يقف المرء أمامه حائرا عن مدى وحجم الخسة التي تستوطن افكار وافعال هولاء الاوباش.

وساترك اكثر من 15000 تفجير أرهابي أستهدف شيعة العراق منذ نيسان 2003 وسوف أتناول فقط التفجيرات التي أستهدفت الشيعة خلال الاسابيع الاخيرة وبالضبط منذ انطلاق مظاهرات الرمادي والموصل وتكريت , فخلال هذه الاسابيع دون غيرها تم تفجير سيارات مفخخة وبهائم ارهابية بما يعادل 60 حالة موثقة ناهيك عن كشف وتفكيك مايقارب نصف هذا العدد وكانت حصيلة ضحايا هذا الارهاب quot; الوطني quot; حوالي 5000 مواطن عراقي بين جريح وشهيد مع تثبيت حالة غير فريدة بل ومسبوقة ومكررة ان الضحايا جميعهم من الشيعة دون غيرهم لان هذه التفجيرات جرت في أحياء وتجمعات محددة ومشخصة مسبقا !!وأحد التفجيرات كان يوم الخميس في مدينة الشعلة حيث تم بطريقة لايقوم بها الا أبن الحرام الذي أفقده سبحانه وتعالى أصله وفصله ففقد أنسانيته وتحول الى وحش دموي لايستحق ليس الحياة فحسب بل لايستحق الا ان يكون quot; أبن حرام quot;.

فلقد تمت هذه العملية الارهابية في منطقة الرحمانية في مدينة الشعلة في ساحة كرة قدم شعبية حيث كان يلعب شباب دون سن الخامسة عشر وكان الجمهور بكثافة معروفة في هذا المناطق الشعبية لكن البهيمة لم يفجر نفسه وانتظر حتى حصول احد الفريقين على ضربة جزاء , وهنا يوجد تقليد بان يتجمع الجمهور خلف المرمى المعني للمشاهدة المباشرة لتنفيذ ضربة الجزاء بالاضافة الى لاعبي الفريقين حيث يتجمعون في منطقة الجزاء , هنا جاء دور أبن الحرام فتقرب ووقف بين هذه الجموع وفجر نفسه لتكون الحصيلة الاولية اكثر من 30 شاب شهداء ومئات الجرحى بعضهم مازال بحالة خطيرة , وبعد ان تجمع المنقذون تم تفجير سيارة عن بعد ليتضاعف عدد الضحايا !! هذا فقط نموذج بسيط لطريقة التفجير وصورة من صور الاصرار على قتل الشيعة دون غيرهم.

اذا كان مطلوب قتل العراقيين فحسب فتلك مظاهرة الرمادي وفيها حوالي عشرة الالاف متظاهر ومثلها مظاهرة الموصل تقريبا نفس العدد وحوالي خمسة الالاف في سامراء او اكثر بقليل , فعلى سبيل السؤال وليس غير لماذا مثل هذه التجمعات منذ أسابيع وهي لاتتعرض لاي أستهداف وفي نفس الوقت وفي نفس الساعة يتم أستهداف أحياء واسواق وملاعب ومدراس في بغداد وكربلاء والناصرية والبصرة وبابل وهي مدن معروفة ومحددة تاريخيا !!الجواب دون رتوش او مجاملات فارغة المطلوب قتل الشيعة وهذه الدماء البريئة لايمكن المجاملة عليها تحت شعارات وطنية كاذبة وفارغة بل وعاهرة في كثير من الاحيان. ويكفي الرجوع الى منصة الرمادي في الجمعة الاخيرة للاطلاع على حجم الكارثة العوراء للوطنية العراقية المغتصبة منذ خلق العراق وحتى يومنا هذا , فلقد تم التحريض على القنابل والتفجيرات بشكل علني من عمامات لاتستحق الا رؤوس الشياطين لتتربع فوقها وبعد ذلك صعد مجرمي القاعدة ليرددوا أغنية مطلعها يقول quot; أحنا القاعدة احنا نقص رقابهم ونقيم الحد quot; والجمهور يردد خلفهم بكل نشوة وحيوية! وهذه ليس أدعاءات بل هي افلام وصور ولقطات موجودة على اليوتوب وايضا مازالت كل الفضائيات العراقية تتناقلها كلا من الزاوية التي يقف بها وممكن متابعة ذلك على قنوات العراقية والفيحاء والاتجاه والفرات والبغدادية وسامراء وبغداد وصلاح الدين وغيرها من القنوات الفضائية , وهذا يثبت الواقع وليس كونه مجرد أدعاء.

لااحد يمكنه القول ان هذه السيارات المفخخة تاتي من العمارة والبصرة والسماوة لقتل الشيعة كما لايمكن ان تكون الحلة والكوت والديوانية ملجأ لبهائم الموت لقتل امتدادهم العشائري والاجتماعي والمذهبي في بغداد ,وحتى في بغداد فان الاحياء السنية معروفة ومحددة في مدينة صغيرة مثل الاعظمية وهي تعيش بامان لاتتمتع به مدينة الكاظمية التي تبعد عنها 200 متر ليس اكثر !!

لذلك اليوم الكلام الفصل يجب ان يكون واضح وصريح , بان هذه التفجيرات البهائمية متحكم بها من بعض الاطراف في المحافظات السنية وتستخدم دماء الشيعة كورقة للمساومات السياسية وهذا واقع دموي ظلامي نعيشه منذ منذ فجر نيسان 2003 وحتى يومنا هذا لذلك اما يبرز الوطنيون الشرفاء من هذه المحافظات السنية ويكون دورهم واضح وثابت في التصدي لهولاء الاوباش ومن يديرهم ويوجههم او ان عليهم اولا توقع الرد بكل الاشكال لصنع معادلة رعب قد يسعى اليها البعض من الطرف الاخر واما الحل الجوهري يكون بانفصال المحافظات السنية الثلاث عن العراق وعمل جدار فاصل بين الطرفين حدوده عند الفلوجة. لان هذه الدماء البريئة المهدورة أهم من حرمة الكعبة العظيمة نفسها فما قيمة الموصل والرمادي وتكريت أن أنفصلت عن العراق بعد ذلك , هذا كلام اذا لم يسمعه العقلاء في المدن السنية فسيصل قريبا وعاجلا بطرق اخرى قد لانتمناها جميعا. فلابارك الله في وحده تقتل ابناء البلد يوميا ولابارك الله بالعراق الواحد الذي تنتهك فيه دماء الناس منذ عقود طويلة فقط لانهم شيعة لااكثر.


[email protected]