الحرب العراقية (الإيرانية) ضد الثورة السورية.. موقف عار تاريخي
داود البصري
لايمكن أبدا إعتبار الإشتباك العسكري للجيش العراقي مع أبطال الجيش السوري الحر في معبر اليعربية (ربيعة ) الحدودي مجرد خطأ أو حالة عابرة وعارضة، بل أنه تنفيذ ميداني و تعبوي لسلسلة من المواقف العدائية العراقية الرسمية من الثورة السورية كان أبرزها في الأيام الأخيرة تصريحات نوري المالكي أو تابعه وزير النقل العراقي المدعو هادي العامري، فالمواقف الحكومية العراقية من مما يجري في سوريا من فظائع وجرائم سلطوية أسدية بشعة ضد الشعب السوري لا يمكن وصفها سوى بالمواقف المعيبة والخارجة عن نطاق التضامن القومي و الإنساني و المنحازة بالكامل لمعسكر السلطة السورية تحت دواعي و أسباب و تخوفات هشة لا تراهي أبدا الأمن القومي و الوطني العراقي بل تعبر عن تخوفات و هواجس طائفية ضيقة للغاية و مريضة لا تعبر أبدا عن حقيقة وهوية و إنتماء الثورة الشعبية السورية الحرة التي يراد إلصاق تهم الأصولية و السلفية العدوانية و الطائفية بها وهي أبعد عن تلك التصنيفات الظالمة التي يتشبث بها أهل التحالف الفاشي البعثي الطائفي الصفوي، ماحدث من إزهاق للأرواح وسفك للدماء العبيطة لأحرار الشام برصاص الجيش العراقي يشكل سابقة عار لم تحدث أبدا في تاريخ العسكرية العراقية رغم الصراعات الدموية الحادة بين جناحي النظام البعثي السابق في العراق وسوريا، فمن المعروف إن العلاقات العراقية السورية ومنذ عام 1968 كانت تشهد توترات كبيرة جدا بسبب الصراعات الآيديولوجية والشخصية بين قيادتي حزب البعث في البلدين، اليسارية في الشام التي خلعت القيادة القومية بالكامل منذ عام 1966 عام الإنقلاب على معسكر ميشيل عفلق والذي قاده ضباط اللجنة العسكرية ( العلوية ) والقيادة اليمينية في العراق التي خاضت معركة إسقاط نظام دمشق بلاهوادة دون نتيجة، ثم جاء عام 1978 الذي شهد إنفراجا في علاقة البلدين كاد يتوج بقيام دولة بعثية موحدة قبل أن ينجح صدام حسين بقلب الطاولة وقطع رؤوس قادة التيار البعثي العامل للوحدة مع دمشق بدءا من الرئيس السابق أحمد حسن البكر مرورا بقياديين في القيادتين القومية والقطرية في مذبحة الرفاق في صيف 1979 والتي أدت في النهاية لقطع كامل لعلاقات البلدين إمتد منذ عام 1980 وحتى عام 1997 كانت خلالها الإتصالات مقطوعة بالكامل سوى لقوى المعارضة في البلدين، ومع ذلك لم ترق دماء الجيش السوري أو العراقي في مواجهات حدودية رغم كل حملات التآمر و التآمر المضاد، وطبيعي للغاية إنه من الصعوبة بمكان وعبر مقال عابر الإحاطة بكل محطات وصور الخلاف العراقي السوري، إلا انه ومنذ إشتعال الثورة السورية قبل عامين من الزمان وبداية تبلور إنهيار المشروع الإيراني الصفوي في الشرق القديم تحسس النظام الطائفي في العراق والمدعوم إيرانيا رقبته، وفعل من مجساته و تناسى كل مؤامرات النظام السوري الدموية ضده وخصوصا جريمة تفجيرات بغداد الشهيرة لعام 2009 وعاد وأنضم علنا لمعسكر التحالف الإيراني المصيري، بل ودخل في حرب إعلامية وسرية وعلنية ضد الثورة والثوار إستجابة وتلبية للرغبات الإيرانية التي هي أوامر واجبة التفيذ في حكومة تستمد دعمها الوجودي من النظام الإيراني، لقد تدرج نوري المالكي في إعلان إنخراطه في المعسكر الإيراني بين مواقف الحياد المنزوعة الدسم والتي كان معروفا انها مواقف تمويهية غير حقيقية حتى الوصول لدرجة الإنحياز التام والمطلق لصالح نظام بشار بل والمراهنة على عدم إمكانية إسقاطه والدخول في حرب مباشرة مع معارضية و العمل اللوجستي الحاد على فك أزمات النظام السوري الخانقة من خلال الأموال العراقية وشحنات السلاح أو السماح لطائرات الدعم والإمداد والمساعدات العسكرية الإيرانية بالمرور في الأجواء العراقية وعدم خضوعها للتفتيش بموجب القرارات الدولية وغض النظر بالكامل عن تهريب السلاح الإيراني و العناصر المسلحة التي تمر للشام لتدعم نظام القتلةّ!، إنها مواقف مخزية ومعيبة لن يتجاهلها التاريخ أو تتناساها ذاكرة العمل القومي، فالطعن في ظهر الشعب السوري الحر هي ظاهرة من نتاج الطائفيين وأتباع المشروع الإيراني و بعيدة كل البعد عن أخلاقيات العراقيين ومشاعرهم المنحازة أبد الدهر للشعب السوري الطيب الجميل، لايمكن أبدا أن تمر جريمة المشاركة في قتل السوريين مرور الكرام، ولا يمكن أبدا أن يصمت أحرار العراق على التواطيء المخجل بين أركان المعسكر الصفوي العنصري الشعوبي و الفئة الباغية في الشام، وسيدفع كل من تآمر على قدسية الثورة السورية وحرية الشعب السوري الثمن عاجلا أم آجلا، فدماء الشعوب ليست مياه ثقيلة، ووجه العراق العربي الحر لايمكن أن تخدشه أبدا تلكم السحنات الصفوية الحاقدة و العميلة لنظام الملالي الحاقدين على الشعوب الحرة و الساكنين في سراديب التخريف و الخرافة، إنتفاضة العراقيين الحرة و المستمرة ستكون الرد الشافي و الوافي على ممارسات القتلة وقطاع الطرق من أهل العصابات الإيرانية، وحرمة الدم السوري كحرمة الدم العراقي، و ستتهاوى عروش الظلم و الطغيان و الجهل و الخرافة، فعذرا دمشق.. لقد تقاسمنا مراهقة و اليوم نفتسم الآلام والرهقا، وسينصر الله من نصره و يخزي وجوه العملاء و المجرمين.
التعليقات