ضمن مسلسل الإسهال الخطابي الحاد و المتأزم لرئيس حكومة العراق وزعيم حزب الدعوة الطائفي، أدلى الأخير في المؤتمر العربي لتنمية الثقافة القانونيةالذي عقد في بغداد مؤخرا بسلسلة من التصريحات و المحاضرات و ( الحكم و الجواهر ) والتي يدعو فيها لتبني ثقافة قانونية و حقوقية على المستويين الوطني و القومي!! ومن الواضح إن أحاديث وخطابات السيد نوري المالكي (القانوني) باتتتذكرنا بأساليب ممارسات وخطابات الرفيق صدام حسين حينما كان يتدخل في إستعراض ( دور الفاصوليا البيضاء في النضال من أجل الوحدة العربية )! و ( أثر اليابسة و التمن في طريق الإشتراكية العربية )!، فالمالكي وهو يخوض المعترك الإنتخابي الشرس طلبا لدورة رئاسية عجفاء وفاشلة جديدة لم يتورع عن الخوض في بحار القانون الذي هو ليس تخصصه أصلا ولاعلاقة له به من قريب أو بعيد سوى تلك التسمية/ اليافطة التي جعلها عنوانا إنتخابيا بائسا و بوهيميا لاعلاقة له بالواقع الميداني المعاش! ويبدو أن نوري المالكي وقد أدمن على خطابات المناسبات في إرسال الرسائل المشفرة أو الواضحة لخصومه و أنصاره أيضا قد اخذته حالة ( الزعامة و أوهام القوة و الإقتدار ) ليترع للرأي العام العربي بآرائه و تبياته الفكرية فهو يدعو جامعة الدول العربية ومؤسساتها القانونية للعمل من أجل سن تشريعات وقوانين لمكافحة الإرهاب؟ ولكنه لم يوضح للناس عن أي إرهاب يتحدث وسلطته الراهنة تحمي حصون المتشددين و تعزز قلاعهم بل و تدمجهم في مؤسسات الدولة العراقية الفاشلة؟ فما هو رأي السيد الرئيس القانوني ( دام ظله ) بعصابات عصائب أهل الحق الذين قتلوا جمعا من الخبراء الماليين الأجانب بعد أن خطفوهم بمعاونة سيارات الدولة و الشرطة العراقية!! ثم هربوا لإيران تخلصا من الملاحقة الأمريكية فلما إنسحب الرفاق الأمريكان ( قدست أسرارهم ) عاد أولئك القتلة ليكونوا من عصابات ورجال ( دولة القانون ) العتيدة في مهزلة قانونية عظمى جعلت من ( قيس الخزعلي ) المنشق عن مقتدى الصدر بمثابة رمز وطني! وما رأي ( دولته ) و( عظمته ) بالجديد واثق الوطواط زعيم عصابة ( جيش المختار ) الطائفي الفاشي الذي هدد السلم الأهلي العراقي و اثار فتنة طائفية نتنة حقيرة وفشلت دولة القانون في إعتقاله و إعادته لحظيرة القانون و تطبيق المادة 4 إرهاب عليه وعلى من يقف خلفه ويدعمه ! وهي اطراف يعرفها جيدا السيد المالكي!، ثم ماذا عن لجوء السلطات العراقية لفتح النار على متظاهرين سلميين في الموصل وقتل عدد منهم ببرودة دم دون مساءلة قانونية..؟ وهنالك امور اخرى عديدة أمر و أدهى!.

اما حول تعريف الإرهاب وطبيعته فهو نكتة ثقيلة للغاية!، إذ يبدو ان المالكي وهو يوزع تقاسيمه الإرهابية قد نسي نفسه وحزبه الطائفي الذي كان ولا زال جزءا من المشروع الإيراني في الشرق القديم و أرتبطت به و بإسمه ومنهجه وعقيدته باكورة العمليات البشعة في الشرق الأوسط وابرزها ماحصل في بيروت أعوام 1981 و 1983 في تفجيرات السفارة العراقية ثم مقر قوات المارينز الأمريكية، وفي العراق عام 1982 ( تفجيرات وزارة التخطيط ودور السينما و الإغتيالات ) ثم إنتقال عمليات حزب الدعوة الطائفي لدولة الكويت أواخر عام 1983 في تفجيرات 12/12م1983 الشهيرة و التي تواصلت حتى وصلت الذروة وقمة الإجرام في المحاولة الاثيمة التي جرت لإغتيال امير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في 25/ مايو/1985! وجميعها عمليات إرهاب دولي منظمة و منسقة بما فيها عمليات خطف الطائرات المدنية وممارسة الجرائم ضد الجنس البشري؟ فعن اي إرهاب يتحدث نوري المالكي بعد ذلك؟ وهل نسي المالكي دوره الكبير في التنسيق مع المخابرات السورية أيام زمان؟ ثم ماذا عن عصابات القتل و الإغتيال و الغدر التي تتواجد اليوم في العراق؟ نوري القانوني وقد دوخته إمتيازات السلطة وهيلمانها يبدو أنه قد نسي التاريخ أو تناساه، فبدلا من أن يدعو لسن تشريعات عربية ضد الإرهاب عليه أن ينظر حوله ليعرف بعد ذلك من هو الإرهابي الحقيقي؟

[email protected]