في الوقت الذي ترتكب فيه ميليشيات الأحزاب الطائفية العراقية الفاشلة الجرائم تلو الجرائم ضد أحرار العراق وجماهيره الحرة المنتفضة على الظلم و التهميش و الفشل و تدمير البلد وسرقته، والتي كان آخرها وليس أخيرها بطبيعة الحال مجزرة الحويجة المروعة التي ستدخل في التاريخ العراقي الحديث بإعتبارها إحدى أهم إنجازات حزب الدعوة التاريخية في سفك دماء العراقيين بدم بارد بعد إتهامهم بالبعثية و القاعدية ثم بجرة قلم يعتبر الجنرال القانوني نوري المالكي مئات القتلى بمثابة ( شهداء للوطن )! في مقاربة غبية ومتناقضة لاتعبر عن تفكير رجل دولة بل رجل طائفية حوله الأمريكان و التخندق الطائفي المريض، وحالة التخلف و التراجع الحضاري والفكري التي تضرب أطنابها في العراق لرئس حكومة عاجزة فاشلة عقور ليس لها عنوان دائم ولا هوية واضحة سوى الفشل و أي فشل؟.

نقول بعد توالي المجازر و إشتعال العراق، وحفر خنادق الحرب الأهلية الطائفية المروعة النتنة، يخرج علينا نائب القائد العام للحرس الإرهابي الثوري الإيراني المدعو العميد حسن سلامي في تصريحات إستفزازية وعدوانية لصحيفة ( صدى العدالة ) الإيرانية يقول فيها بإن الحرس الثوري سيتدخل لإنهاء الإنتفاضة الشعبية و تشتيت التظاهرات في محافظة الأنبار إن طلبت منه الحكومة العراقية ذلك!! وإن الحرس جاهز لتنفيذ المهمة رغم أن الوضع لا زال تحت السيطرة الحكومية كما قال!!!

والمهم في التصريحات المذكورة تنبثق من تعريتها التامة للواقع السياسي و الأمني في العراق، ووقوع القرار السياسي و الأمني تحت القبضة الاستراتيجية الإيرانية مباشرة!! أي أن صاحب القرار في طهران هو المتحكم اليوم بأزرار وملفات الفتنة الطائفية وحتى بمواعيد إشعال الحرب الأهلية العراقية إن قرر الإيرانيون ذلك الخيار المرعب!! وهذا لعمري يشكل إختراقا إيرانيا للسيادة العراقية وبطريقة لايمكن أن تتكرر مع أي بلد آخر في العالم!، وهي حالة شاذة وغريبة ومعبرة عن حقائق ستراتيجية كارثية تضع ألف علامة إستفهام حول دور الحكومة العراقية الإقليمي ومدى إختراقها للأمن القومي العربي، وحول حجم وطبيعة المعركة الدائرة في العراق والتي لم تعد معركة داخلية تتمحور حول آليات وخلافات تتعلق بالمشاركة السياسية وبالديمقراطية للمكونات العراقية، بقدر ما تتعلق بحرب شعبية مفتوحة و مباشرة وساخنة ضد النفوذ الإيراني الخطير الذي تجاوز حتى عتبات الإحتلال، فليس سرا التأكيد من جديد على أن الحرس الثوري الإيراني يشرف على ملفات داخلية عراقية شديدة الحساسية من خلال رجاله المباشرين في المؤسسة الطائفية العراقية الحاكمة بدءا من حزب الدعوة وليس إنتهاء بعناصر وقيادات الحرس الثوري وتهديد العميد الإيراني ( سلامي ) بقمع إنتفاضة الأنبار هو تهديد لفظي وقح لايمكن تطبيقه ميدانيا على الأرض العراقية لكون رجال الأنبار ليسوا من النوع الذي يمكن أن تهزمه أو تفت في عضده مثل تلكم التهديدات السمجة، لأن الإيرانيين وبصرف النظر عن نتائج معركة الثورة السورية المنتصرة بعون الله سيشهدون قريبا وقريبا جدا تهاوي نفوذهم وإندحارهم الكبير و المدوي وتراجعهم حتى الإضحلال ليس من العراق والشرق فقط بل حتى من إيران ذاتها، والمعركة في العراق باتت مفتوحة على نهايات معروفة وهي إندحار معسكر الدجل الطائفي و الشعوبي، وكثرة التهديدات الإيرانية تعني أساسا بأن هزيمتهم الساحقة والنهائية على الأبواب وعلى أيدي جماهير العراق الحرة بالذات، فالتوسع الستراتيجي الإيراني يقابله على الضفة الأخرى ترهل وتمدد سيؤدي للنهاية وللهزيمة، وجماهير الأنبار الحرة لم تخش يوما التهديدات الإيرانية لأنها عمليا تواجهها كل يوم من خلال مواجهة ميليشيات السلطة العراقية الرثة التي هي إيرانية بزي عراقي!، لذلك فإن العميد سلامي لم يأت بجديد بالمرة، فأحرار العراق قد عقدوا العزم على كسب سباق الحرية المقدس و سيلقنون بقايا الشعوبية و الصفوية الرثة دروسا قاسية في إحترام إرادة الشعوب... العملاء إلى سعير، وصوت الأحرار لايعلو عليه أي صوت نشاز وحاقد وعميل، فليجرب الإيرانيون حظهم مع جماهير العراق العربية الحرة المنتفضة، فبوابات الجحيم ضد الإحتلال الإيراني في العراق قد فتحت بالكامل، وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين.

[email protected]