آفرين بالكوردية و تعني الماء المتدفق أو أفَرين quot; بفتح الفاء quot; أيضاً بالكوردية تعني الخلود أما بالسريانية تعني الارض الخصبة، تقع في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوربا تسكنها الجبال العالية quot; هاوار، حج قاسما، ليلون و أخرى quot; خط مائي متعرج هو نهر عفرين الذي كتب عنه كزينفون قبل الميلاد بعشرات السنين في كتابه رحلة العشرة الآلآف رجل عبر كوردستان أن نهر يفصل بين حلب و طوروس و هوquot; آفرين quot; و ما زيتونتها إلا دليل على خلودها أكثر من 14 مليون شجرة زيتون و اشهر زيت حسب التحليلات الكيمائية و المسمى بـ quot; الزيت الكوردي quot; و عنبها المنشر و التي تزين كرومها وديان لا بل و منازلها و قراها، تربط حلب لا بل سورية بأوربة ابتداءً من تركيا الاوربية عبر خط الشرق السريع الذي بناه آلمانيا عام 1912 و نسبة الاكراد فيها و حسب الدراسات الاحصائية التي قامت بها نظام البعث نفسه و الذي كان ينكر و جودهم 97 % مع بعض العرب الذين استقدمهم النظام البعثي عام 1958 ndash; 1968 إداريا تتبع منطقة جبل الكورد محافظة حلــب، ومركزها مدينة عفرين تبعد عن حلب 64 كم ويسكنها حوالي 80 ndash; 100 ألف نسمة. تتألف بالإضافة إلى المدينة من سبع نواح ( شيخ الحديد، شران. جنديرس، راجو، بلبل، معبطلي) و 360 قرية. يبلغ مجموع عدد سكان منطقة عفرين (497.254) نسمة* حتى تاريخ 31.12.2001 حسب الاحصائيات الرسمية و يبلغ اليوم و حسب الاحصائيات غير الرسمية أكثر من 650 الف نسمة quot; و يعتبر جبل الكورد المصدر الاول لزيت الزيتون في سوريا ولقربه من البحر يعتبر مناخها متوسطيا، حيث أنه حار صيفا وبارد شتاءا والأمطار غزيرة نسبيا وتهطل الثلوج أحيانا؛ لهذا تعتبر منطقة خصبة ونموذجية للزراعات المتوسطية. فالمناخ المتوسطي، ووجود الوديان والسهول والجبال وخصوبة التربة ووفرة المياه في منطقة عفرين** جعلها مناسبة لكل الزراعات المتوسطية. حيث تزرع الحبوب: قمح، عدس، شعير... والخضار بأنواعها والقطن والشوندر السكري والحمضيات والتفاحيات والعنب والفواكه الأخرى، لها غطاء حراجي يستفاد منه في استخراج الأخشاب وإنتاج البذور من أشجار الصنوبر المثمرة. كما يمكن الاستفادة من هذه الحراج في تنشيط السياحة. أما تربية الحيوان ولاسيما الماشية: فانها تراجعت كثيرا لفقدان المراعي واستقرار السكان في قراهم، ولكن توجد بعض الأسر التي تربي عددا محدودا من الماعز أو الغنم. أما الصنـاعة، في عفرين صناعة السجاد اليدوي التقليدية، واستخراج زيت الزيتون وصناعة الصابون والبيرين وهذه تعتمد على زراعة الزيتون وتتأثر به. كذلك التجـارة ضعيفة غير نشطة رغم غنى المنطقة بالزراعات المختلفة وقربها وعلاقاتها الكثيرة مع مدينة حلب وتجارها.
عفرين الجيوبوليتيكية.

لجغرافية عفرين التأثير البالغ في السلوك السياسي السائد اليوم في سورية التي قد تغيير الكثير من الابعاد المستقبلية للقوى المتصارعة الآن في سورية، فإمكاناتها الجغرافية المتاحة لتأسيس واقع أكثر قوة و توازناً بين طرفي الصراع في سوريا يجعل منها غاية للطرفين و لأن الصراع الدائر في سوريا أخذ تعريفه العلمي و مساره على الارض فإن كلا القوتين ستعملان بإمكانات كبيرة لجعل خصائص عفرين الجغرافية مركزا و أساساً لممارساتهم السياسية و بأية طريقة كانت لتحافظ على التوازن في قوى الصراع و الحرب الدائرة الآن.

-الجيش السوري الحر خسر في الآونة الاخيرة بعضاً من مراكز سيطرته في الوسط و الداخل و قد تستمر عملية فقدان سيطرتهم إلى مواقع أخرى لاسباب تعود إلى العقلية التي تقود هذا الجيش و هذا ما دعا قيادة هذه الكتائب التي تنتمي إلى الجيش الحر للبحث عن مواقع أخرى تعيد لهم توازنهم و بالسرعة الممكنة و قد تكون عفرين هي المقصد الاول لهم لأسباب كثيرة أو لها هو المعاداة التاريخية لمعظم عناصر و قيادات الجيش الحر التي انشقت فقط عن النظام و لم تنشق عن البعث العربي و هذا ما تدل عليه ممارساتهم السياسية و الامنية في الحرب و بالذات مع المكون الكوردي. و رأوا أن في الثورة و الوطنية و مخادعة الكورد بهذه الشعارات تكمن إعادة القضية الكوردية إلى المربع الاول و التحكم بها و سينفذ هذا المخطط عبر الجغرافية السياسية لمدينة عفرين و مرة أخرى باسم الثورة و الوطنية و الحرية و الديمقراطية و محاربة النظام الذي يتفوق على الجيش الحر عتاداً و قوة انطلاقاً من جبال عفرين الواسعة و الكبيرة و من ثم يأتي الاهم من كل ذلك هو تماس عفرين المباشر مع تركيا التي تلتقي مصالحها السياسية و الاقتصادية مع الجيش الحر و بالذات منه هو الموقف المشترك و العدائي للشعب الكوردي و حقوقه القومية المشروعة.و الاسباب.

-إن سيطرة الجيش السوري الحر ذات التوجه الاسلامي و الذي أثبتت الوقائع و المعطيات أنه لا يمكن و حسب تركيبته الفكرية و الثقافية قبول الديمقراطية بمفهومها الاخلاقي و السياسي على عفرين تعيد أو تحقق له و لتركيا مصالح ذاتية لا علاقة لها بالثورة السورية و قيّمها من الديمقراطية و الحرية التي قامت من أجلها في 15/3/2011 و يأتي هذا الاستنتاج بعد أكثر من سنتين في صراعها العسكري مع النظام و الذي بدا واضحاً أن الهدف الاساسي منه هو السلطة و بأي وسيلة كانت و هذا ما يتجلى في الاسلوب غير العقلاني و غير المدروس و الذي يعتمد على العقلية الانتقامية و الميثولجية أكثر من العلمية و العسكرية المعاصرة الذي يمارسه هذا الحيش في عملياته العسكرية و هذا ما يؤدي بالنظام لاشباع غريزته الدموية و يدمر المدن و القرى و يقتل الشعب أكثر من 120 الف شهيد و 5 ملايين نازح و هذا ما لم يحصل في جميع الثورات عبر التاريخ لا بل و الحروب أيضاً.

لذلك يبدو واضحاً أن و بعد كل هذا الدمار للوطن السوري و الذي يعد الجيش السوري الحر و معه المعارضة السياسية و الدول الاقليمية التي تدعمها هي المسؤول الثاني بعد النظام السوري أن مبراته بدخول عفرين لا علاقة لها بالثورة بقدر ما هو تنفيذاً لأجندات سياسية و دينية يخطط لها من قترة بعيدة و ليس من المستبعد أن يكون النظام متوافقاً مع هذه التوجهات و يأتي من أولى هذه الاجندات إفراغ المنطقة الكوردية من سكانها و تطبيق الشريعة الاسلامية في تلك المناطق المعروفة بإسلاميتها المنفتحة و تحررها الاجتماعي و تصبح عفرين ممراً لجميع العناصر السلفية و الارهابية للدخول و الخروج منها و بمساعدة من الدولة التركية.

-موقع الكورد في هذا المخطط
و لعل الشعب الكوردي و بكل مكوناته السياسية باستثناء بعض المجموعات الخارجة على الارادة الكوردية و هي لا تتعدى 1 بـ 10 الالاف و حسب القراءات المتنوعة و المتعددة أنه سيكون القوة التي ستقف أمام تلك القوى التي تحاول إخلاء عفرين من العنصر الكوردي دون أية مبررات أخلاقية أو سياسية سوى العقلية السلفية و القومجية المنغلقة و بالتالي تدمير المدن و القرى و إعادتها إلى العصور الحجرية، و تكمن أسباب القوة الكوردية في التعامل العقلاني مع هذا الاحداث فضلاً على أنهم لم يعد لديهم القناعة بتلك الشعارات الوطنية و الدينية التي تخدر و يرتبط السبب السابق بالسبب الثاني و هو القوة العسكرية المنظمة جيدا و المتدربة عسكرياً و عقائدياً و التي بلغت تحوي في صفوفها عشرات الالاف من الشباب و الشابات الكورديات و هي القوة المنتشرة و بكثافة و بعتاد عسكري لا يقل قوة عن جميع أطراف النزاع في سورية بما فيهم النظام السوري هذا القوة التي اسسها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د عام 2004 بعد انتفاضة الكورد في سوريا و التي اصبحت فيما بعد و بإجماع كوردي الجناح العسكري للهيئة الكوردية العليا التي تضم جميع الاحزاب الكوردي في غربي كوردستان.