هذه المرة الثالثة التي أطالب فيها طرد السفير السوري من الأردن:

كتبت عدد من المقالات في هذه الصفحات في صيف عام 2012 وأوائل هذا العام اطالب فيها بطرد الشبيح بهجت سليمان الذي جعل من السفارة وكرا للتجسس وغرفة عمليات لزعزعة استقرار وأمن الأردن. وها هو الآن يكشف عن شخصيته الحقيقية كشبيح من ازلام عصابة دمشق.

فقد طفح الكيل وحان الوقت أن تأخذ السلطات الأردنية موقفا أكثر حزما تجاه هذه التجاوزات والوقاحات. أقل ما يمكن عمله هو طرده من الأردن وتسليم السفارة للمعارضة السورية المسؤولة والمعتدلة.

وسررت عندما لوح وزير الخارجية ناصر جودة بطرد السفير السوري في الأردن بهجت سليمان، الخميس 6 حزيران الحالي بعدما quot;تجاوز (السفير) كافة الأعراف والممارسات الدبلوماسيةquot;، مرسلاً إليه ما أسماه quot;إنذار نهائيquot;.

وقال جودة أن السفير السوري في عمان بهجت سليمان قد تجاوز كافة الاعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة ومن على الاراضي الاردنية التي يفترض انه يمثل سياسة بلاده فيهاquot;.

وأضاف quot;بأنه سبق وتم تحذير السفير من الاستمرار في هذه التصرفات والتصريحات الصحفية والتعليقات والمقالات بما فيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي يسيء فيها للدولة التي تستضيفه وتحتضن مئات الالاف من مواطني بلاده في مدنها وقراها ومخيمات اللاجئين فيها، وخاصةً الاساءات المتكررة للمؤسسات المدنية والعسكرية في المملكة الاردنية الهاشمية والتي نرفضها جملةً وتفصيلاً من قبل السفير الذي يبدو انه يفتقر الى أدنى متطلبات العمل الدبلوماسي وأسس التمثيل في دول أخرىquot;.

نداءات سابقة لطرد السفير:

وناديت بطرد السفير على الأقل في مقالين سابقين ليس لأنه غير لائق وفظ ووقح بل لأنه حول السفارة الى وكر للتجسس وزعزعة أمن واستقرار الأردن ناهيك عن تدخله في كل صغيرة وكبيرة.

هاجم الأردن بتحذيرها من ملاقاة مصير رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان، في مقاربة تظهر مجددا بان العلاقات الاردنية السورية في اسوأ احوال توترها الان.


ودعا السفير سليمان ضمنيا الاردن لعدم الاحتفال بنشر صواريخ باتريوت الامريكية على الحدود مع بلاده، مشيرا الى ان نشر هذه الصواريخ في تركيا لم يخدم نظام اوردوغان.
وسخر السفير سليمان من رئيس الوزراء التركي في تعليق ساخر اثار عاصفة من الجدل في عمان عندما قال (اردوغان اصبح في المشمش.)

أقول يا سيد السفير تحرير مزارع شبعا وقرية الغجر والجولان في المشمش ايضا فلا تستعمل هذا المصطلح في المستقبل. الرد المناسب على الانتهاكات الاسرائيلية يأتي ايضا في اطار مصطلح quot;في المشمشquot;.


قبل أسابيع قليلة كتبت في هذه الصفحات مقالا بعنوان:

الأردن: عندما يصبح بهجت سليمان شبيحا سلموا السفارة للمعارضة وقلت ان الشبيح بهجت سليمان يوجه الاهانة تلو الأخرى للأردن ودول الخليج العربي.

خرج سليمان وهو سفير من الحلقة الأمنية الضيقة للنظام السوري عن المألوف عندما نشر تعليقا لاذعا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.

وقال السفير quot;أمّا أن يصل ببعض المشيخات المحميّات الراسفة في غياهب العصور الوسطى، وذات الأنظمة الملكية العائلية الوراثية الثيوقراطية البدائية، ومعها أبناء وأحفاد أسوأ استعمار قديم على وجه المعمورة، هو المستعمر العثماني الذي تجلبب برداء الدين، ليمتطي ظهور العرب وغير العرب الخ.quot;

ثم انتقد استضافة الأردن لمؤتمر اصدقاء سوريا بكلام بذيء لا يليق بسفير. كلام بهجت سليمان ليس فقط اهانة للأردن بل تهديد واضح. هذا تدخل سافر ويستدعي التوبيخ والتهديد بالطرد.

لنوضح خلفية الشبيح بهجت سليمان:

السفير السوري بهجت سليمان كان أحد أعمدة نظام البطش والقمع منذ الثمانينات وساهم في مجازر النظام وفي تسهيل دخول القاعدة الى العراق لمحاربة الأميركان والذي حدث ان ارهاب القاعدة قتل من العراقيين أكثر مما قتل الأميركيون بعشرات المرات.

لعب بهجت سليمان ادوارا قمعية مختلفة منها رئيس فرع الأمن الداخلي وشارك في أعمال البطش أيام الأسد الأب واستمر ايضا بعد ان ورث بشار منصب ابيه. كان بهجت سليمان يفتخر بقدراته على البطش وتعذيب المناوئين له خاصة من الاخوان المسلمين.

وحسب مواقع سورية معارضة quot;يزرع بهجت سليمان الجواسيس الجدد من المخابرات السورية ويسهل دخولهم للأردن بأسماء وجوازات مستعارة لمتابعة ناشطي الثورة والمنشقين واللاجئين والنازحين ونقل اخبارهم. وهذا ما حذا بالأمن الاردني للتدقيق في اسماء وجوازات السوريين القادمين من سورية للإقامة او لدخول الاردن بصورة مؤقتة ولا عتب على السلطات الاردنية بإعادتهم عند الشك بهم مع عائلاتهم، وكان هو السبب في اعادة الاعداد الكبيرة من السوريين.

سلموا السفارة للمعارضة:

هناك من يعتقد أن طرد السفير بهجت سليمان لا يكفي بل يجب أن يتبع تلك الخطوة، تسليم السفارة للمعارضة السورية. قبل عام اكتشفت بريطانيا ان السفير السوري يتجسس على المعارضين في لندن واستغلت الخارجية البريطانية وقوع مجزرة الحولا للتخلص منه حيث استدعاه وليم هيغ وزير خارجية بريطانيا أواخر شهر أيار عام 2012 وقال له انت شخص غير مرغوب به وطرده من لندن. هل سيفعلها معالي وزير الخارجية الأردني ناصر جودة.؟

لندن