أفضل ما يمكن قوله بشأن من سيفوز في الأنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة أن أسمه ليس نوشيروان مصطفى.

فبعدما كشفت laquo;الشرق الأوسطraquo; عبر مراسلها شيرزاد شيخاني امس الاولبوجود اتفاق غير معلن لدى حزبيي البرزاني والرئيس طالباني لتمديد ولاية رئيس الإقليم، قدمت رئيس القائمة الكردستانية سوزان شهاب، عن الاتحاد الوطني أمس بطرح مشروع التمديد على البرلمان وافق عليها النواب باكثرية الاصوات. وبدد هذا الانجاز الكثير من القلق الذي ظل يعاني منه الحزب الديمقراطي بسبب غياب الرئيس العراقي جلال طالباني.

فبعد دخول الرئيس العراقي الطلباني في حالة غيبوبة عميقة مثل رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون, وأصبح غائبا عن المشهد السياسي الحالي توقع المراقبون حدوث المزيد من الانشقاقات في صفوف حزب الرئيس العراقي, وفي ظل تسريبات تشير الى انشقاق الدكتور برهم صالح وازاد جندياني وقيادات اخرى من الاتحاد الوطني وانضمام منشقين جدد إلى حزب التغيير الذي يعارض بشدة موقف الرئيس برزاني في موضوع طرح مسودة الدستور على الاستفتاء, الا ان قرار المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني صحح من مسار العملية السياسية برمتها ويعتبر قرارا تاريخيا مهما قطع الطريق كاملة امام حركة التغيير المنشقة لكسب وانتزاع اصوات مؤيدي الاتحاد الوطني مثل ما حدث في انتخابات تموز 2009؛ حيث فقد الاتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات البرلمانية الماضية الكثير من نفوذه لصالح حركة التغيير, الى درجة انه خسر حتى في مدينة السليمانية التي تعتبر معقلا تاريخيا للاتحاد الوطني الكردستاني.

ويعتبر مسعود برزاني زعيما من الوزن الثقيل لكونه يستطيع مناقشة المسائل المهمة والمعقدة دون حضور المساعدين أو الأستعانة بملاحظات مكتوبة وله قدرة على فهم الناس بصورة غريزية، وهو لامع ويزن الكلمات قبل الحديث. أرتقى الى السلطة بسبب ضعف غريمه الرئيس العراقي المريض جلال طالباني وهو أبن الزعيم التاريخي المرحوم ملامصطفي برزاني رغم انه تنكر للكثير من تراثه السياسي والأجتماعي الا أنه رجل رصين بالمعنى الواسع، أنه يحاول التغطية على نقاط ضعف أقليم كردستان عن طريق تصعيد الموقف مع بغداد وأنقره. أنه يمتلك ثقة عالية بالذات وذات شخصية حديدية.


ويتفق المراقبون بأن البرزاني توفق بدون شك في تحقيق التوازن السياسي مع بغداد وأنقره وأستجاب لدواعي الضرورة وأعاد النظر في الفترة الاخيرة في سياسة الأقليم الخارجية وخاصة مع الدولة الجارة تركيا.

لكن البرزاني الذي تآكلت سلطته خلال السنوات الماضية بسبب التردد على الأقدام على الاصلاح الحقيقي بالاضافة الى تردي العلاقات مع بغداد خسرا كثيرا مما تبقى له من النفوذ السياسي. فبرزاني أصبح يدرك الان انه يسير في طريق شبه مسدود، ذلك ان قيادات حزبه يستطيعون ضمان احتفاظه بالسلطة ولكنهم لا يقدمون له برنامجا قويا لاصلاح الوضع القائم في الأقليم، في وقت تزداد الاصوات المؤيدة للتغيير وهناك قوائم انتخابية كبيرة أصبحت اقرب الى خط الاصلاح والتغيير، و البرزاني لايزال يناور من أجل معركة كسب الوقت وحركة التغيير تكسب قوة ذاتية متزايدة. فحتى الأحزاب السياسية الرئيسية في الأقليم التي كانت متحالفة مع حزب برزاني في الأعوام الاخيرة ومن ضمنهم الاتحاد الوطني الكردستاني تريد دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة بقوائم مستقلة والصحافة الكردية أصبحت ترفض الخضوع للقيود من جديد وتهاجم برزاني بشراسة.

ومع ذلك وبالرغم من تراجع منزلته حسب استطلاعات الرأي فأنه باق في السلطة وبعد قرار التمديد له في البرلمان للبقاء في الرئاسة لعام 2015 وفي وسعه ان ينقذ نفسه فيما لو بدا بحملة الاصلاح داخل حزبه ضد المتورطين بالفساد وسرع خطوات الاصلاح وعدل من وضعية اقتصاد السوق في الاقليم.

برزاني يتطلع بكل تأكيد لا لأن يبقى في الحكم وحسب وانما أن يكون حزبه منتصرا في الانتخابات البرلمانية القادمة لكن هل تقضي الانتخابات البرلمانية على رئاسته وأحلامه التي ستطيل عمر طالباني الراقد في المانيا للعلاج، وتغدو كابوسا لحركة التغيير التي تطمح للامساك بكل الاقليم الكردي من خلال الامساك برئاسته.