أي عيد للمصريين، الذين يسعى إخوان المسلمين لوضعهم بين خيار حرق البلد والبشر أو بين عودة الإخوان للهيمنة على السلطة والمجتمع والبشر!
خطة جهنمية شريرة، لا تتورع عن سوق المئات من الأطفال المشردين والأيتام والنساء ورجال فقراء إلى النار ليلبسوا هم [ الإخوان] أكفان ضحايا قمع العسكر والعلمانيين الملحدين. في عدوية وساحاتهم الأخرى، خطب على مدار الساعة عن المعركة المفتوحة بين إسلام يمثلونه هم وحدهم وبين كفار يريدون محو الإسلام في مصر.
وأي عيد لسكان القاهرة والمدن الأخرى حين يقطع هؤلاء الطرق ويبنون المتاريس ويهددون المارة، خلافا لجميع القوانين، مصرية وغير مصرية؟ هل ماكين وزميله وبيرينز وآشتون وغيرهم لم يروا، أو يسمعوا ببعض هذه الممارسات الإخوانية: من عنف وترويع للناس وعدوان وتعذيب لحد الموت؟ فكيف إذن لا يدينون المذنبين، بل يأتون بما تسمى وساطات لصالح المذنبين وعلى حساب أمن المصريين وسيادتهم الوطنية؟ وماذا لو حدث قليل جدا من هذا في عاصمة غربية؟ هل تترك الفوضى والتخريب والعنف لأكثر من شهر دون تطبيق للقانون؟ أم إن من يقترفون كل هذا وينتهكون حريات الناس هم القانون؟
وأي عيد للسوريين، من بقي منهم في البلاد ومن هاجروا خارجه؟ إلى متى حمامات الدم ومسلسل الجريمة؟ فيما العالم ينظر ولا يتحرك إلا من هم مناصرون للجزار من دول وتنظيمات ومليشيات، مما يخلق وضعا يسمح بالمزيد من البطش الدموي، والحساسية المذهبية، وأيضا يسمح بالاختراقات quot;القاعديةquot; بعنوان محاربة الجلاد؟ ومن للفتيات السوريات، النازحات والمهاجرات إلى دول الجوار، حين يجبرن تحت وطأة الحاجة وبؤس العائلة إلى ممارسة الهوى، أو يجبرن على الزواج الصوري؟ رجال أغنياء، فاسدون حتى النخاع وبلا أي ضمير، يركضون، من هنا وهناك، للملاجئ، لا لإسعاف العائلات، بل لاستغلال مآسيها، ولاختيار الصغيرات للزواج بهن، أو لجذبهن لطريق آخر. هذه فتاة العشرين quot;سحرquot; الموجودة في بلد عربي[ لا تذكر الصحيفة اسمه] تقول بلوعة ومرارة وحزن:quot; هربنا إلى هنا لنجد أن الوضع أسوا حتى من العيش تحت وابل القنابل القاتلة.quot;[ الحياة في 8 آب ndash; أغسطس 2013 ].
وأي عيد للعراقيين، الذين يقتل منهم شهريا ما لا يقل عن الألف، فضلا عن الجرحى والمعوقين؟ يزور الصحفي كوكبورن بغداد ليكتب في quot;الإنديبينديتquot; أن في بغداد حكومة [ كليبتوقراطية]، وتعني حكومة لصوص. ويرسم لنا ما يشاهده من صور المعممين في كل مكان، ومن الماركات التجارية المبتذلة. وهناك، هناك، في ساحة الفردوس لافتة سوداء عليها عبارة باللون الأصفرquot; الحسين منهجنا لبناء المواطن والوطنquot;!! ترى أي منهج هذا الذي يتاجر باسم الشهيد الحسين، فلا تكون النتائج غير الدم المسفوح والفساد العام والطائفية المستفحلة؟ وأي مواطن والحاكمون لا يؤمنون بمبدأ المواطنة. وهذه اللافتة نفسها من أدلة ذلك. وإحدى نائبات quot; القانونيةquot; تفضلت بالدفاع عن حق التظاهر السلمي بشرط عدم رفع صور زعماء دول أخرى. فما قول سيدتنا في رفع صور خامنئي وخميني؟؟ ولماذا ضرب كل مظاهرة سلمية وإن حملت الورود؟؟ ولماذا حرمان أهل بغداد والمدن الأخرى حتى من المقاهي؟ وأين ذهبت وتذهب مليارات الدولة بينما يعيش أكثر من ثلث العراقيين تحت سقف الفقر؟؟ وما مصلحة أهل العراق بالسماح لإيران بتزويد الأسد بالسلاح عبر العراق، وبالسماح للمليشيات الطائفية بالتطوع لمحاربة الشعب السوري؟ وما مصلحة الشعب بتوجيه ضربات صاروخية متتالية ضد لاجئين عزل في معسكر ليبرتي، وقطع الكهرباء والدواء عنهم؟ هل الإمام الشهيد قاتل من أجل ممارسات همجية كهذه أم من اجل العدالة والقيم الإنسانية؟!!
إن بيت المتنبي quot;بأية حال عدت يا عيد؟quot; هو اليوم لسان الغالبية الساحقة من سكان منطقتنا، التي تواجه دوامات العنف والطائفية والإرهاب والفساد والفقر. ومع كل هذا، يجب أن نقول للجميع quot; عيد مباركquot;، على سبيل العادة والمجاملة، وأيضا بنوع من الأمل.

نيكسون استقال تحت ضغط الإعلام في فضيحة وترغيت، وليس بمظاهرات الملايين. عرف خطأه المخالف للقانون، وإن لم يسرق أموالا و يستأصل المعارضة أو يخنق حريات المواطنين. استقال وهو الرئيس المنتخب للدولة العظمى، فعرف قدره وفهم ما يريده الناس. أما مرسي والشاطر والبديع ورهطهم، فشعارهم اليوم، وبعد عام من الحكم الأسود: إما العودة وإلا فتدمير مصر. وإذن فكيف نفهم موقف اوباما وماكين من مصر؟!