في زمن القحط و الجدب العربي، وفي ظروف التحلل و الإنهيار و الهزيمة على المستوى القومي الشامل، تكون الحاجة أكثر من ملحة لقيادة حاسمة تعيد صياغة الأوضاع، وترسم لمراحل الإنطلاق و إعادة التحشد و رص الصفوف، و المملكة العربية السعودية التي تمثل في عالم اليوم قطبا دوليا مهما من أقطاب السياسة و الإقتصاد تعيش حالة حركية ساخنة من التطور و التفاعل ورسم طريق المستقبل بخطوات واثقة وعزم مؤكد ورجولة منبثقة من رجولة وعزم وصلابة القائد المؤسس وموحد الجزيرة العربية المغفور له الملك الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي رسم بسيفه و جهاده الطويل على رمال جزيرة العرب ملحمة بناء نهضة الجزيرة العربية وتطورها و إعدادها لدور عالمي مؤثر وفاعل.&
لقد كان لرحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجوار ربه، و مشاركة العالم الواسعة في تأبينه مناسبة واضحة وصريحة تدلل على مدى عظم و جسامة الدور السعودي المؤثر في السياسة الدولية، وعلى المركزية و الإحترام التي تحظى بها المملكة في عالمنا المعاصر، وعلى التطور القيمي و المعرفي و السياسي الكبير الذي تعيشه بلاد الحرمين الشريفين وهي تقطع مراحل التطور التاريخي بسرعة الضوء و يحقق أبنائها إنجازات البناء و التنمية رغم قساوة وحدة الظروف غير الطبيعية و الشاذة التي يعيشها شرقنا العربي و الإسلامي، لقد تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الأمانة بكل ثقة وعزم و إيمان في أشد مراحل التاريخ صعوبة وقسوة و أدقها تعقيدا و تداخلا، وبائر على الفور دون تردد وبثقة عالية بالله و النفس و الشعب بإجراء ماهو لازم و ترتيب البيت الوطني للمراحل التغييرية القادمة، فالزمن لا يرحم و إن لم تسبقه وتعد له العدة سبقك وصرعك، والتطور الحضاري الهائل الذي عاشته مملكة العرب هو بمثابة وسام على صدور أبناء المؤسس الكبير الذين بذلوا الغالي و النفيس و تحملوا بإيمان الصابرين و المجاهدين كل متطلبات و نتائج عمليات التحديث و التطوير الكبرى وغير المسبوقة حتى تحولت المملكة لكيان إقليمي مهم ومحطا لإحترام العالم أجمع الأعداء قبل الأصدقاء.&
الملك سلمان بن عبد العزيز يتولى قيادة الركب السعودي وهو عاقد العزم وصادق النية وفي ظروف دولية وإقليمية هي القمة في الحساسية و الدقة و التعقيد، ومن يعرف الملك سلمان منذ أيام إمارته الناجحة و المتألقة لمدينة الرياض التي حولها لعاصمة وحاضرة شامخة و متألقة تليق بمملكة التوحيد سيدرك على الفور من أن حقبته ستكون من أشد حقب التاريخ السعودي زهوا و تطورا و إنطلاقا و إنفتاحا، فهو بشخصيته القوية وعزمه الراسخ و إرادته الصلبة يشكل صمام أمان لقيادة المملكة في منعرجات و تقلبات السياسة الدولية، بل أن دوره الريادي و القيادي يتجاوز المملكة بكثير ليصب في مجرى الهم العربي و الإسلامي وحيث تتوالى النكبات و الكوارث على العالمين العربي و الإسلامي و يشمر الملك سلمان عن ساعديه ليحمل القضايا العربية و الإسلامية في قلب إهتماماته وليكون قائدا للعرب بل ملكا عليهم ينتشلهم من حالة الضياع و فقدان البوصلة ويدير الملفات إدارة حاسمة وحازمة بما عرف عنه من حسم وحزم و خشية من رب العباد و إلتزاما بمباديء الدين الحنيف و نخوة العروبة الحقة، الملك سلمان هو ملك لكل العرب اليوم يقود سفينتهم في بحار الدنيا الهائجة و يحاور العالم و يطبع بصماته المؤثرة على ملفات الصراع الساخنة، رسالة الملك سلمان بن عبد العزيز كأسلافه المنعمين رسالة إنسانية حضارية مسلمة مؤمنة لا تبتغي سوى مرضاة رب العزة و الجلال و الإعتماد على النفس و تحفيز الطاقات الكامنة في نفوس أبناء الأمة ليمارسوا دورهم التغييري الفاعل و البناء، لقد تكالبت الأمم على أمتنا و تزايدت الفتن و تطايرت شرورها لتصيب و تجرح و تحدث شروخا وجروحا غائرة في جسد الأمة، و الملك سلمان جاء في الزمن الصعب ليعيد التوازن و يحل شفرات المعادلة الصعبة بعزمه و حسمه و قيادته المتبصرة و المؤمنة، مع الملك سلمان بن عبد العزيز يخوض الشعب السعودي ومعه الشعب العربي و المسلمين في كل مكان بمساحات التطور و التقدم و الحفاظ على الكرامة، ليكون خير خلف لخير سلف تميز بالخير و المسؤولية و مرضاة الله، لابديل أبدا عن خوض غمار التحديات الصعبة وملك العرب سلمان هو خير من تتطلع له النفوس المؤمنة لقيادة الأمة نحو مرافيء الأمان و الإستقرار.
وفق الله ملك العرب سلمان بن عبد العزيز وحفظه بآيات الذكر الحكيم و الرحمة و الغفران للراحل الكبير عبد الله بن عبد العزيز.&
&
التعليقات