مخيم اليرموك رئة دمشق السياسية، مخيم اليرموك عنوان للسورية التي فتحت ذراعيها لكل انسان، بغض النظر عن أي اعتبار آخر. السورية التي امتزجت فيها كل الحضارات والاقوام والأديان والطوائف، هذه السورية بقيت كذلك عبر التاريخ حتى حل بسورية وباء آل الأسد. سورية استقبلت الأرمن والشركس استقبلت مسيحيي لبنان وشيعتها، استقبلت الفلسطينيين في عام 1936 وعام 1948 وعام 1967 كمواطنين قبل أن يضرب سورية هذا الوباء الاسدي. لم نكن نشعر كسوريين أطفالا ونساء ورجالا ان هنالك فرق بيننا وبين الفلسطيني. هكذا كان مخيم اليرموك قبل الاسدية وبعدها وكان خلالها رغم محاولاتها الدائمة، لشراء الذمم وتمييز البشر حسب ولاءهم السافل للأسدية.
لم يكن خافيا على أي فلسطيني حقيقي عداء الاسدية للقضية الفلسطينية الا جماعة احمد جبريل ومن على شاكلتهم هذه الجماعة التي تقاتل مع داعش الآن لاجتياح المخيم، وتحاصر ساكنيه، لأن الاسدية عدو مطلق للإنسان. سؤال كل الذين يتفذلكون وينظرون عن التطرف الإسلامي والإرهاب، لماذا داعش لم تكمل عملها في العراق وانتقلت الى سورية بكل ما تستطيع من قوة عسكرية؟
ليس من باب أنها ليست تنظيما يتبنى الجهادية السلفية، بل من باب ماذا تكسب من هذا الانتقال من معركتها الأساسية في العراق؟ هل تستطيع مثلا ان تكسب اموالا من الأسد وتدفعها في العراق لمقاتلة حكومة طهران كما تدعي؟ او لتقاتل أميركا كما يدعي بعض قادتها وحلفائها من بعثيي صدام، علما ان جل قادتها العراقيين هم من بقايا بعثيي صدام؟
لماذا تشكلت داعش ليبيا من بقايا القذافية؟ فكرتي في هذه المادة بسيطة جدا. تتعلق بان داعش تركة أبو مصعب الزرقاوي وعزت الدوري وهجينا من البعثات التبشيرية القاعدية التي كانت ترسلها المخابرات السورية والإيرانية والتونسية وغيرها للعراق! ذكرت تونس لأن جاليتها الداعشية أكبر جالية في داعش بعد العراقية طبعا. ماذا ستجني من دخولها لسورية؟ وكيف؟ هي لا تريد القدوم للمناطق الاسدية،&لأنه حليفها القديم المتجدد، ويكلفها ذلك الكثير.
لهذا تسللت إلى المناطق التي حررها الجيش الحر من سيطرة الاسدية، وساهم الأسد في تسليمها الرقة، ومنها بدأت بالتمدد في مناطق محررة أساسا من سيطرة الأسد. وتستولي على ثرواتها وخيراتها، وساعدها أيضا تواطؤ اوبامي واضح لا يقبل الجدل، خاصة عندما أطلقت حكومة المالكي برعاية الخامنئي كل مرتزقة القاعدة وأصحاب السوابق من السجون العراقية وارسلتهم لداعش قدرت اعدادهم بأكثر من 1200، ومن ثم اوعزت لقواتها ان تترك أسلحتها امام قلة من المقاتلين الداعشيين، وتركوها تحتل الموصل وبعض الانبار. التيار الإسلامي عموما تيار ساهم في هذا الخرق لاعتبارات يعتبرها أيديولوجية، لكنه ليس هو العامل الأساسي في نشوء داعش وتمددها إلى سورية، واحتلالها الموصل ثاني المدن العراقية.
لماذا تحتل داعش المدن السنية سواء في سورية أو قبلها في العراق؟ لماذا لا تعدم ولا تنكل ولا تقتل بشكل عام إلا من أهل السنة؟ اليست كما تقول إدارة أوباما انها إرهاب سني؟ او كما يقول بعض منظري الاسلامفوبيا؟ ما كان من داعش إلا أن سرقت وتقاسمت ثروة الشعب السوري مع الاسدية، والتجارة النفطية بينهما عامرة. هذا من جهة ومن جهة أخرى والاهم تنظيم كداعش على فرض انه يتمتع باستقلالية ولو نسبية!! هل يمكن ان يتخلى عن حليفيه الأساسيين الاسدية والخامنئية؟ بالعربي المشرمحي" ما بتزبط" لأنها معاداة من كل دول العالم، فكيف ستتحرك بالعراق وجواره؟ لهذا حاولت بعض الأوساط لكي تبرر ذلك وتجيب عن بعض هذه الأسئلة أن تتهم تركيا بدعم داعش وهذا امر يدعو للضحك والسخرية. لأنه لا مصلحة بتاتا لتركيا في ذلك بل العكس هو الصحيح داعش كانت وبالا على تركيا، وعلى استراتيجيتها في سورية والعراق، لأنها حليفة قوية لرئيس إقليم كوردستان كاك مسعود البرزاني.
داعش لا يمكن ان تترك حليفها ابدا. لكنها من منطق آخر تحاول ان تكون مستقلة نسبيا عنهما لكي تعطي مصداقية لوجودها، الذي يقتل السنة قبل أي مكون آخر من مكونات سورية والعراق الطائفية وغير الطائفية. ما قتلته داعش من الجيش الحر في سورية يفوق ما قتلته الاسدية.
هذه قضية أيضا لا تحتاج لكثير عناء لتأكيدها. داعش جزء اصيل من الاسدية والخامنئية والاوبامية هذه هي النتيجة ببساطة. الصوملة الاوبامية في سورية والعراق قدمتها له الداعشية على طبق من فضة، هنا يكمن جوهر التقاطع الاوبامي الخامنئي. لهذا قلت داعش ظهير الاسدية، فهي تقتحم المخيم الآن، من اجل ان تخدم الاسدية، ماذا يفيدها اقتحام المخيم في جهادها بالعراق؟ لهذا سمت نفسها دولة والعراق والشام...شيء يدعو للضحك الأسود، هي ومنظري الاسلامفوبيا، ومن يعتقد ان داعش عدوة للأسدية والخامنئية. أبو بكر البغدادي ليس سوى عميل صغير لا أكثر ولا اقل. وهي عدوة للشعب السوري مثلها مثل الاسدية، لأن الاسدية أصل البلاء وهي جزء من هذه الاسدية. للنكتة" شي حدا يخبرنا ماذا حصل بالتحالف الاوبامي ضد داعش؟ اين وصل؟ داعش في النهاية جزء اصيل من الشيعية الخامنئية السياسية الإرهابية في العراق، جزء مما يسمى الحشد الشعبي الشيعي العراقي الذي يقتل اهل السنة، اما في سورية فهي جزء اصيل من الاسدية لا غبار عليه. ما شاء الله عليها متعددة الوظائف.
التعليقات