داعش، هذا التنظيم الإرهابي اللإنساني الذي يرتكب أبشع أنواع الجرائم بحق البشرية ونحن في القرن الحادي والعشرين على مرآى من المجتمع الدولي، حيث القانون هو السائد في كل مؤسسات الدول، والمساواة أمامه بين كل أبناء البشر، والديمقراطية هي السمة الأساسية للمجتمعات، هذه الديمقراطية التي ينادي بها الشعوب بمحتلف أنتمائاتها الدينية والعرقية والمذهبية، والحقوق والحريات التي تطالب بها المنظمات الدولية وتجبر الدول الإلتزام بها، كل هذه الخصائص التي يتمتع بها المجتمع البشري.
إلا أن تنظيم القاعدة وداعش وجبهة وكل من يلف لفها ترفض كل ذلك وتصر على تطبيق الثقافة التي كانت سائدة قبل 1400 سنة، هذه الثقافة التي ترفض الغير، وتعتبر كل من يخالفها كافر يجوز قتله، ونهب ماله وحلاله، هذه الثقافة الجامدة التي تبث التفرقة والعصبية بين أبناء المجتمع الواحد، هذه تصر على ربط الدين بالدولة، وتكفر كل من يقول بغير ذلك وتعتبره ملحد يجب نحره.
هذا التنظيم الإرهابي الذي أصبح مثل مرض السرطان بدأ ينخر جسد كل المجتمعات العربية، ويمتد في الكثير من مناطقها وخصوصاً في سوريا والعراق، والسبب الرئيسي الذي يكمن وراء هذا التمدد هو وجود الحاضنة الاجتماعية له، طبعاً هذا التنظيم يجد ومع الأسف ضالته في المجتمع السني الذي يقدم له كل التسهيلات من أجل التمدد والتوسع فيه. كل فطين يعلم بأن هذا التنظيم ليس له ولاء لأحد، لأن أعضائه ليس لهم إيديولوجية وثقافة محددة تستند إليه، فلايمكن للقاتل وللص وللقاطع الطريق وللخارج عن القانون أن يكون لهم ثقافة أو فكر أو مبدأ، فكل واحد منهم يبحث عن مصالحه الشخصيه، لذا نرى الخلافات والتصفيات الجسدية بين أعضائه.
هذا التنظيم مرتبط بالقوى الخارجية وينفذ أجندته الهادفة إلى تقسيم المنقطة إلى أجزاء ودويلات، هذا التقسيم هو مرسوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية وبالتمويل العربي، فالعرب لهم الدور الأساسي في هذا التقسيم وفي المجازر التي تحدث في المجتمعات العربية، فلولا المال العربي لما حصل داعش على السلاح والعتاد، ولولا المال العربي لما صنع وباع الغرب السلاح لهذا التنظيم، ولولا المال العربي لما تدفق الأجانب إلى المنطقة، فهذا المال والذي من المفروض أن يكون نعمة على شعوب المنطقة ولكنه تحول إلى نقمة على هذه الشعوب بسبب سوء التصرف وجهل الإدارة.
مع الأسف أن الكثير من الحكومات العربية لاتتعلم من الدروس التاريخية، فمتى كان غاية الأستعمار والدول الكبرى مصالح الشعوب الفقيرة سوى نهب ثرواتها ومواردها الباطنية، فالقادة في الدول العربية وبسبب ديكتاتوريتهم وظلمهم ومن أجل الحفاظ على كراسيهم ينفذون كل الأجندات هذه القوى ويصبحون الخادم المطيع لهذا السيد، فطالما ينفذ هذا العبد الأوامر سوف يبقى في كرسي الحكم وفي حال الإعتراض فسوف تجد القوى الأجنبية مائة سبب من أجل التدخل ورميه في مزبلة التاريخ. لاأدري متى يعي قادة العرب ويصحون من سباتهم الذي بدأ يقضي على المجتمعات وعلى الشعوب، هذا الولاء للأجنبي على حساب المواطن كان سبباً في إندلاع الحروب الطائفية الجارية الآن في المجتمعات العربية، فبسبب تخلف هؤلاء أستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية أن تعيد الخلافات التاريخية الطائفية التي كانت سائدة بين الشيعة والسنة وتجعلهم يقتلون بعضهم البعض بكل دم بارد وبمال عربي، وطبعاً الشعوب العربية تتحمل أيضاً قسطاً من الذنب فهي تندرج وراء هذه الخلافات بدون تفكير، هذا الشعب نراه اليوم يظلم أخاه ويرتكب بحقه كل الأجرام إذا أصبحت لديه سلطة، فلارحمة لديه، خصوصاً إذا كانت هذه السلطة بيد إنسان جاهل- أمي، ومع الأسف أن نسبة التخلف والأمية هي عالية بين الشعوب العربية، وهي مازالت متقوقعة بين العادات والتقاليد البالية ويدور في فلكها، فالكثير من الشعوب العربية لاتستطيع الخروج بتفكيرها من إطار الماضي وثقافته التي لم تعد تناسب القرن الحادي والعشرين.&
&
وأخيراً هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج من المرء التأمل والتفكير في الإجابة عليها.
هل حقاً هذا التنظيم يمثل مصالح القوى الكبرى، لذا ينفذ أجندتها؟
أم أنوجد من أجل تقسيم دول المنطقة؟
أم هو فعلاً يمثل الإسلام الحقيقي الذي كان سائداً قبل 1400 سنة؟&
&
التعليقات