قبل ٢٣ عاما من الان، وفي بدايات تجربة الحکم الکردي بعيدا عن بغداد، راود الکثير من المثقفين في المنطقة الکردية و العراق و المنطقة و العالم، ثمة قناعة بإمکانية أن يتحقق في الاقليم الکردي تجربة حکم فريدة من نوعها وان يتم التأسيس فعلا لنظام سياسي يٶمن بالحرية و الديمقراطية و بسيادة القانون و الفصل بين السلطات، خصوصا وان مسعود البارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الکردستاني قد أکد منذ البداية على مبدأ سيادة القانون و الحريات و الديمقراطية، وقد کتبت الکثير من الاقلام من مختلف المشارب و الاتجاهات عن هذه التجربة و أعطت إنطباعا مميزا عنها منتظرة أن تحقق ماقد عجز عنه النظام العربي طوال العقود الماضية.
التجربة الکردية ومنذ أعوامها الاولى، إصطدمت بواحدة من أهم العقبات الکأداء في وجه تقدمها والتي تجلت في الصراع الحزبي و القيادي بين الفصيلين الرئيسيين(الحزب الديمقراطي الکردستاني و الاتحاد الوطني الکردستاني) و زعيمي الحزبين مسعود البارزاني و جلال الطالباني، وقد کانت الکارثة التي تمت بإتفاق الحزبين على المناصفة في کل شئ والتي کانت بداية لإنجراف الاتحاد الوطني الکردستاني و إنسياقه رويدا رويدا خلف حزب البارزاني"الذي ليس لم يقدم شيئا وانما جعل کل شئ في الاقليم يخدم مصالحه الفئوية، وبهذا فقد تم إقتياد الاتحاد الوطني"بکامل إرادته" نحو مصير مجهول، حيث إنتهت في المحصلة الحالية الى جعل الاتحاد الوطني الکردستاني کالحزب الديمقراطي الکردستاني أي جعله حکرا على العائلة المالکة الحاکمة التي تملك مقادير الامور کلها وحاليا هنالك عائلتين مالکتين في کردستان ولاندري هل ستضاف إليها عائلة ثالثة کي نصحو ذات يوم على حرب العوائل الکردية الحاکمة!
مايقال عن تمديد او عدم تمديد رئاسة مسعود البارزاني، فإن هناك حقيقة کبرى و موجعة لکل من يرفض التمديد للبارزاني، ذلك أن (العائلة الحزب)، تمتلك کل المقومات التي تٶهلها لإعادة ليس تمديد رئاسة البارزاني لولاية أخرى وانما لولايات و ولايات، خصوصا بعدما إنتکست حرکة التغيير هي الاخرى عقب مشارکتها في السلطة منذ عام و کونها قد صارت طرفا في إستمرار حکومة مثقلة بالفساد و المشاکل و الازمات، ويقينا فإننا نعتقد بأن معارضي التمديد للبارزاني يعيشون وهما کبيرا الاجدر بهم أن يصحوا منه وان لايکونوا سذجا فيصدقوا صمت البارزاني عن عدم الترشيح لنفسه لولاية أخرى، ذلك أن البارزاني ليس سوى ممثلا لإرادة(العائلة الحزب) والتي هي بيت الداء و منبع الفساد، ومن قد أوصلته الى هذا المرکز و تريده أن يستمر فيها لأنها لاتستطيع أن تراه بغير هذه الصفة او الصورة کي تبقى محافظة على مصالحها و إمتيازاتها، مع الاخذ&بنظر الاعتبار بأنه"أي البارزاني" شخصيا يرغب في الاستمرار کرئيس خصوصا وانه عومل منذ أيام کان رئيسا للحزب على أنه رئيس للشعب الکردي.
التعليقات