شهدت العاصمة الألمانية برلين في 29 حزيران (يونيو) 2024 فعاليات "التجمع العالمي لإيران الحرة 2024" تحت شعار "إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية"، وقد حمل هذا التجمع الذي نظمته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية رسائل مهمة على المستوى الدبلوماسي والسياسي والنضالي.
تُعد قمة المقاومة الإيرانية السنوية العالمية 2024 واحدة من أبرز الفعاليات السياسية التي تنظمها المعارضة الإيرانية في المنفى ممثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمته المحورية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وتُعقد هذه القمة سنوياً لتسليط الضوء على قضايا الحرية والديمقراطية في إيران، ولتقديم رؤية بديلة للنظام الحالي في طهران، وتتميز القمة بحضور شخصيات سياسية دولية مرموقة وداعمين لحقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز من أهميتها وتأثيرها على الساحة الدولية.
الفعاليات والأنشطة
اشتملت القمة على مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة منها:
الحضور الدولي اللافت:
تميز التجمع بحضور شخصيات دولية بارزة، من بينهم سياسيون ومفكرون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب آلاف من الإيرانيين من داخل وخارج إيران. وشكل هذا الحضور الدولي لافتًا رسالة قوية لدعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، كما عكس قناعة المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمات التي تواجهها المنطقة.
وألقت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كلمة هامة خلال التجمع أكدت فيها على ضرور الاستمرار في النضال من أجل إسقاط النظام الإيراني مشددة على أن التغيير في إيران أمر لا مفر منه، وأن الشعب الإيراني مصمم على إسقاط النظام الديكتاتوري داعيةً إلى ضرورة إقامة جمهورية ديمقراطية طارحةَ رؤية بديلة للنظام الإيراني الحالي تتمثل في جمهورية ديمقراطية قائمة على التعددية والحرية وحقوق الإنسان، وخاطبت سيادتها المجتمع الدولي، وحثته على اتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ودعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، وعبرت السيدة رجوي عن شكرها وتقديرها لجميع من حضروا التجمع مؤكدة على أن دعمهم يشكل مصدر قوة للمقاومة الإيرانية.
كما ألقى كبار السياسيين والقادة الدوليين كلمات دعم وتضامن مع الشعب الإيراني وقضيته، كذلك تم تنظيم جلسات حوارية وورش عمل تتناول مواضيع مختلفة مثل حقوق الإنسان، والسياسات الدولية، والاقتصاد الإيراني، وتخلل هذا التجمع العديد من الفعاليات الجانبية، شملت: معارض صور عُرِضت فيها صوراً توثق نضال الشعب الإيراني وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها، وندوات نقاشية تم فيها مناقشة مختلف جوانب الأزمة الإيرانية، وسبل الخروج منها، وعروض ثقافية فنية تسلط الضوء على التراث الثقافي الإيراني وتشجع على الحفاظ عليه.
الأهداف والرؤية
تهدف قمة المقاومة الإيرانية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية من بينها توحيد الجهود الدولية لدعم التغيير في إيران حيث تعمل القمة على جمع أكبر عدد ممكن من الداعمين والمؤيدين لقضية الحرية في إيران من سياسيين وصحفيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وتعزيز الوعي الدولي حول الوضع في إيران من خلال تسليط الضوء على الانتهاكات الحقوقية والسياسية التي يتعرض لها الشعب الإيراني وتقديم بديل ديمقراطي حيث تقدم القمة منصة لعرض رؤية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمته المحورية منظمة مجاهدي خلق لمستقبل إيران كدولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتقوم على حكم القانون.
التأثير الدولي
على صعيدٍ آخر تُعتبر قمة المقاومة الإيرانية السنوية العالمية فرصة لزيادة الضغط الدولي على النظام الإيراني من خلال جمع التأييد من مختلف الدول والمنظمات، وتُسهِم القمة في تكوين جبهة موحدة ضد سياسات القمع والتهميش التي ينتهجها النظام الإيراني كما تساعد في إبراز قضية المعارضة الإيرانية كقضية دولية تستحق الاهتمام والدعم.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم النجاحات التي حققتها قمة المقاومة الإيرانية في السنوات السابقة إلا أن التحديات ما زالت قائمة، ومن أبرز هذه التحديات: الضغط السياسي والإعلامي من النظام الإيراني حيث يسعى هذا النظام الفاشي إلى تشويه صورة المعارضة وتقويض جهودها من خلال الحملات الإعلامية المضادة والضغوط السياسية والتحديات الأمنية حيث تواجه القمة تحديات أمنية كبيرة نظراً للطبيعة الحساسة للقضية ولوجود تهديدات من النظام الإيراني تجاه منظميها والمشاركين فيها.
التعليقات