في الوقت الذي هدأت سحابة إذلال ليفربول لمانشستر يونايتد، إلا أن سؤالاً واحداً ما يزال يُطرح في أنفيلد: متى سيتوج الملك كيني دالغليش بعقد دائم؟ خصوصاً أنه لم يتخذ أي خطوة خاطئة منذ إحلاله محل المدير الفني السابق روي هودجسون في 9 كانون الثاني الماضي.

بصرف النظر عن الفوز المثير لليفربول 3-1 على مانشستر يونايتد يوم الأحد الماضي، فإن دالغليش كان مشرفاً على الفوز 1- صفر على تشلسي في ستامفورد بريدج، وعثر على أسلوب ليلعب ليفربول بطريقة أنيقة مرة أخرى، وجلب الوحدة والاحترام إلى النادي الذي كانت تمزقه الفوضى منذ وقت ليس ببعيد.

كل هذا أدى إلى تعبير جون دبليو هنري، رئيس النادي وممثل مجموعة فينواي الرياضية الأميركية المالكة لليفربول، عن إعجابه بالعمل المميز الذي قام به الاسكتلندي، وذلك عن طريق ارسال رسائل مدوية عبر الفيسبوك، خصوصاً بعد ساعات من تأهل ليفربول إلى المرحلة الـ16 للدوري الأوروبي.

لذا، يستغرب أولئك الذين يراقبون أروقة أنفيلد أنه لا يوجد أي تحرك لجعل دور دالغليش كمدير فني رسمياً. إذ قال اسطورة ليفربول والناقد الحالي آلان هانسن: quot;إن تعيين أي مدير فني آخر غير كيني سيكون مخيباً لآمال المشجعينquot;.

ولكن هناك عدداً من العوامل يجب أخذها في الاعتبار: أولاً، كلا الجانبين يشعر بالراحة من الترتيب الحالي. فالاسكتلندي يحاول المستحيل للإستفادة القصوى من فرصة ولايته الثانية غير المتوقعة، في حين أن المجموعة الأميركية تعرف أن النادي لا يمكن أن يكون في أيد أكثر أماناً. وما إذا كان هذا الحال سيستمر دائماً، فإنه غير واضح الآن.

وعندما تولى دالغليش إدارة النادي بعد ذهاب هودجسون، كان واضحاً جداً أن دوره سيكون على أساس مؤقت، في حين طُلب من داميان كومولي، مدير استراتيجية الكرة في أنفيلد، وضع قائمة بأسماء مدربين شباب اللذين سيتلائمون مع خطط مجموعة فينواي الطويلة الأمد.

في بعض النواحي، ما قام به مهاجم ليفربول السابق أخذ مجموعة فينواي على حين غرة، وشوّش نياتهم الأصلية من وجود مدير فني، مثل ديدييه ديشان مدرب مرسيليا أو يورغن كلوب مدرب بوروسيا دورتموند، يعمل جنباً إلى جنب مع كومولي.

وهناك سبب آخر لعدم جفاف الحبر على العقد، وهو أن العروض الأربعة لليفربول التي سبقت الفوز على مانشستر يونايتد كانت أقل من المعتادة، واحدة على ملعب أنفيلد ضد ويغان واثنتان في الدوري الأوروبي أمام سبارتا براغ والأخيرة أمام ويستهام، عندها بدأ بعضهم يتساءل عما إذا كان quot;معمل كينيquot; قد أصابه الإرهاق. وعلى رغم أنه من الواضح أن مثل هذا الإرهاق لم يحصل، إلا أنه ينبغي على ليفربول أن يواصل اللعب مثل النمط الذي أظهره أمام الشياطين الحمر حتى يتم الإعلان عن توقيع عقد دالغليش الدائم عاجلاً وليس آجلاً.

في غضون ذلك، سيحاول دالغليش ndash; كما هو معروف عن طموحاته الشديدة ndash; بتحقيق ما أنجزه خلال فترته السابقة في هذا الموسم.
ودالغليش من عادته أنه لا يعطي الكثير في مؤتمراته الصحافية. وتعويذته الحديث عن مباراة واحدة في وقت واحد لم تتغير. ولكنه شخصياً يريد من ليفربول أن يطبق أقصى قدر من الضغط على المنافسة لاحتلال أحد المراكز الأربع الأولى في ترتيب الدوري الممتاز، الذي سيوصله إلى تأهله لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. وللقيام بذلك، يجب عليه أن يبحث عن التناسق في تشكيلة فريقه.

وقال ديريك كاوت، بطل الهاتريك في مباراة الأحد: quot;أظهرنا اننا نستطيع منافسة أفضل الفرق، ولكن هذا التنافس لا يكفي للفوز بالألقاب. علينا أيضاً الفوز في مباريات ضد فرق أخرى مثل وولفز وويستهام وبلاكبول، وهذا هو هدفنا المقبلquot;.

ولتحقيق ذلك، فإن على لويس سواريز استمرار تكرار تقديم أداءه الرائع ضد مانشستر يونايتد، لأنه أصبح لأنفيلد بطلاً جديداً.

والأوروغوايي واثق من أنه سيتخطى هذا الجهد بمجرد أن يحصل على الايقاع الصحيح، إذ يقول: quot;من الصعب بالنسب إليّ أن ألعب أسبوعاً ثم اضطر للانتظار أسبوعين للحصول على فرصة مشاركة أخرى. وهذا سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يرى أنصار النادي أفضل عروضيquot;.