دفعت ردود الفعل الغاضبة التي شهدتها المواقع الاجتماعية على غرار فايسبوك وتويتر وتعليقات الزوّار والحرفاء والتهديدات بالمقاطعة، موقع أمازون الشهير إلى سحب كتاب كان عرضه للبيع ويحمل عنوان quot;دليل المتحرشين جنسياً لممارسة الجنس والمتعة: مدونة قواعد السلوك لمحبي الأطفالquot;.


واشنطن: تسبب كتاب إلكتروني تم عرضه للبيع على موقع quot;أمازون دوت كومquot; الشهير في إثارة موجة من الغضب بين كثير من مرتادي الموقع المتخصص في عمليات البيع بالتجزئة، بعدما تبين أن هذا الكتاب يدافع عن استغلال الأطفال جنسياً، ما أدى كذلك إلى ظهور تهديدات بمقاطعة متجر التجزئة على شبكة الإنترنت، إذا لم يقم بسحب الكتاب.

هذا وقد تمت سحب القائمة الخاصة بهذا الكتاب الذي حمل عنوان quot; دليل المتحرشين جنسياً لممارسة الجنس والمتعة: مدونة قواعد السلوك لمحبي الأطفالquot; من على الموقع، بعد أن ترك أكثر من ألفي مستخدم تعليقاتهم على الكتاب.

وقد استنكرت الأغلبية نشر الكِتاب، وتعهدت مقاطعة أمازون، إلى أن يقوم برفع الكتاب من على الموقع، وقد تم تخصيص صفحتين على الأقل على موقع فايسبوك من أجل الإعلان عن مقاطعة الموقع بسبب نشره هذا الكتاب.

وفي هذا السياق، قالت شبكة quot;سي إن إنquot; الإخبارية الأميركية إن المحتوى المذكور ينتهك في ما يبدو اثنين من المبادئ التوجيهية الخاصة بمحتوى موقع أمازون في ما يتعلق بالنشر الرقمي
وأشار مؤلف الكتاب المثير للجدل إلى أنه قام بنشره لمعالجة ما يعتبره بمثابة التصوير غير العادل لمشتهي استغلال الأطفال جنسياً في وسائل الإعلام.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن هذا الكاتب الذي يدعى فيليب غريفز، قوله :quot; إن المشتهين الحقيقيين يحبون الأطفال ولن يؤذوهم على الإطلاق. كما يتضمن الكِتاب أجزاء تعنى بتقديم المشورة. صحيح أن الاختراقات موجودة، لكني لا أعتقد أن تقبيل وملاطفة الأطفال مشكلة كبرىquot;.

وفي حديثه إلى الشبكة الإخبارية الأميركية، كشف هذا المؤلف، وهو من مقاطعة بويبلو التابعة لولاية كولورادو الأميركية على أنه لم يقم بأي اتصال جنسي مع أي من الأطفال بعد أن أصبح شخصاً بالغاً، لكنه قام بذلك عندما كان مراهقاً. وقال إنه مر بتجربة ممارسة الجنس عن طريق الفم حين كان يبلغ من العمر سبعة أعوام مع أنثى تكبره في السن، لكنه لم يكشف المزيد من التفاصيل المتعلقة بتلك الواقعة.

وفي وصفه للكتاب الذي تم نشره على موقع أمازون، قال غريفز إنها محاولة من جانبه لجعل المواقف الخاصة بعملية استغلال الأطفال جنسياً أكثر أماناً لأولئك اليافعين الذين يجدون أنفسهم متورطين فيها، من خلال إنشاء قواعد معينة يتَّبِعها هؤلاء الأشخاص الكبار.

وأضاف في هذا السياق قائلاً :quot; آمل أن أنجح في تحقيق ذلك من خلال التعرض لأفضل ما في الاعتداء الجنسي على الأطفال، على أمل أن يؤدي قيامهم بذلك إلى تقليل حجم الكراهيةquot;.

مجموعة عبر فايسبوك تدعو إلى مقاطعة موقع quot;أمازونquot; على خلفيّة ترويجه للكتاب

وعن ردود فعل المستخدمين الغاضبة تجاه فحوى ومضمون هذا الكتاب الذي يمكن تصنيفه في إطار quot;الدليل الجنسي الخاص بطريقة التعامل مع الأطفالquot;، أوردت السي إن إن واحدا من التعليقات التي تركها أحد المستخدمين، ورددها آخرون، وجاء بها :quot; من غير القانوني أن تتحرش بالأطفال، وأرى أن ترويج أمازون لأمر مثل هذا يعد ضرباً من الجنون. لقد سبق لي أن مررت بتلك التجربة، وأشعر بالغضب بسبب اختيار أمازون الترويج لهذا الهراء. ولن أقوم بشراء أي شيء من موقعكم، إلى أن تقوموا بإزالة هذا الكتابquot;. فيما أبدى مستخدم آخر استغرابه من إقدام أمازون على بيع مثل هذا الكتاب الذي يدعم ويروج لمثل تلك الأفكار.

وفي المقابل، لم يَرُدّ مسؤولو أمازون على المحاولات التي قامت بها السي إن إن للحصول منهم على تعليق في ما يتعلق بتلك المسألة. لكن أحد المستخدمين نشر تعليقاً قيل إنه رد أمازون على رسالة بريدية بعث بها أحد الأشخاص، وقال فيه :quot; دعوني أؤكد لكم أن أمازون دوت كوم لا يدعم أو يروج للكراهية والأعمال الإجرامية؛ ونحن ندعم بالفعل حق جميع الأفراد في ما يتعلق باتخاذ قراراتهم الشرائيةquot;.

ورغم هذا كله، إلا أن عدداً قليلاً من مستخدمي موقع أمازون دوت كوم قد دافعوا عن حق الكاتب في التعبير عن رأيه بحرية، كما خاض النقاش الذي تم طرحه على الموقع تحت عنوان quot; لما يعتبر موقع أمازون على صوابquot; في التداعيات الدستورية لهذا الجدل.

كما كثرت نظريات المؤامرة حول الكتاب، لدرجة أن بعض المستخدمين تركوا تعليقات أكدوا فيها أنه يُمثل حيلة دعائية، أو خدعة من نوع ما.