بفضل تلسكوب كيبلر الفضائي، تمكن علماء الفلك من اكتشاف أكثر من 2000 كوكباً تدور حول نجوم بعيدة. وكان يهدف هذا التلسكوب في الأساس إلى اكتشاف كواكب أخرى نابضة بالحياة مثل كوكب الأرض، أو أماكن تتاح بها فرص الحياة للغرباء.

وقد يتم فحص تلك الكواكب عن قرب، مع ظهور جيل جديد وأكثر فعالية من التلسكوبات. غير أن مجلة التايم الأميركية أشارت في هذا السياق إلى أن البحث عن حياة في الفضاء الحافل بالنجوم لن يكون بالمهمة السهلة، وسيتعين على التلسكوبات الأكثر تطوراً كذلك أن تعمل جاهدةً كي تتمكن من اختيار أفضل الأهداف الممكنة.

وهذا هو السبب الذي يقف وراء تلك الدراسة التي نُشِرت في مجلة بيولوجيا الفضاء، التي اقترح فيها عالم شؤون البيئة درك سكولز ماكوش، من جامعة ولاية واشنطن، إلى جانب 9 زملاء آخرين، برنامجاً جديداً لتصنيف الكواكب لجعل عملية الغربلة أسهل.

وقد اقترحوا في واقع الأمر برنامجين، وُضِعا للسماح للمراقبين بتقسيم بحوثهم إلى طريقتين مختلفتين. أول الطرق الخاصة بهم هي ذلك الشيء الذي يطلقون عليه مؤشر تشابه الأرض ويعرف اختصاراً بـ ESI. وهي الطريقة التي تعني بقياس مدى قرب عالم خاص بالغرباء ويطابق أجواء الأرض الحياتية من حيث الحجم والمناخ.

وهما العاملان الذين شدد الباحثون على أهميتهما، فالعلماء يقولون إن الماء السائل يعتبر من المكونات الأساسية بالنسبة للحياة، وكذلك يحظى حجم الكوكب بأهمية خاصة، لكن دون سبب واضح في حقيقة الأمر. ثم أعقبت المجلة هنا بقولها إنه إن كان الكوكب صغير للغاية، مثل كوكب المريخ، فقد لا يكون به قدر كاف من الجاذبية تعينه على الاحتفاظ بغلافه الجوي. ثم أوضحت إنه في حالة العثور على كوكب أكبر من كوكب الأرض بأربع أو خمس مرات، فإنه قد يكون جيداً بالنسبة للسكن، لكن إن تم العثور على شيء أكبر من ذلك، فقد يتسبب هذا في حدوث مشكلات.

وثاني هذه الطرق، التي تحدث عنها سكولز ماكوش، رفقة زملائه، هو عبارة عن نظام تصنيف ثاني، أطلقوا عليه مؤشر صلاحية الكواكب للسكن أو PHI. وهو المؤشر الذي يضم ببساطة تلك الكواكب التي تحظى بـ quot;ركيزة مستقرةquot;، بمعنى امتلاكها سطح صلب من نوع ما ويحميه غلاف جوي من نوع ما آخر. ومن بين المعايير الأخرى لهذا المؤشر نوع ما من مصادر الطاقة ونوع ما من البيئة الكيميائية التي تسمح بتكون جزيئات معقدة ووجود مذيب سائل، لكنه لا يجب أن يكون مياه.

وفي الوقت الذي يشتمل فيه مؤشر صلاحية الكواكب للسكن على سمات كوكبية من الصعب قياسها في تلك المرحلة، فإن كيمياء الكوكب يصعب تحديدها أكثر من حجم الكوكب، سواء إن كانت تبعد بضعة ملايين أو عدة تريليونات، مع تحسن وتطور التكنولوجيا.

ونقلت التايم في تلك الجزئية عن سكولز ماكوش، قوله :quot; العملية مرنة. فقد نبدأ فقط بمعرفة القُطر ودرجة الحرارة، لكننا إن اكتشفنا مركب ما في غلافه الجوي، فإن مؤشر صلاحية الكواكب للسكن قد يتغير. وقد تصبح الأمور أكثر إثارة للاهتمامquot;.