القاهرة: قامت الجهات التنظيمية الاتحادية بتصعيد وتيرة التحقيقات التي تجريها مع عملاقة الإنترنت الأميركية quot;غوغلquot; بشأن مكافحة الاحتكار، عن طريق تعاقدها مع محامية بارزة، في إشارة قوية على أنها مستعدة للذهاب بالشركة إلى ساحات القضاء.

وتقوم حالياً مفوضية التجارة الاتحادية بفحص تقنية بحث غوغل المربحة والقوية للغاية، التي توجه المستخدمين لمئات الملايين من الجهات المتوافرة وغير المتوافرة على شبكة الإنترنت يومياً. وقد تتحول تلك القضية لأكبر مواجهة بين الجهات التنظيمية ووادي السيليكون منذ مواجهة الحكومة مع مايكروسوفت قبل 14 عاماً.

وأشارت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن التحقيق الذي تجريه الجهات التنظيمية الآن يتركز حول ما إن كانت غوغل قد استغلت نتائج البحث الخاصة بها أم لا، بغية تقليل احتمالات ظهور المنتجات أو الشركات المنافسة على صدر صفحة النتائج. وقد رفض ناطق باسم غوغل التعليق على هذا الأمر.

وحذر في نفس الإطار مسؤولو مفوضية التجارة الاتحادية من أنه لم يتخذ قرار بعد بشأن رفع دعوى رسمية ضد غوغل. غير أن الصحيفة نوهت إلى أن الاستعانة بخدمات بيث ويلكينسون، النائب العام السابق التي سبق لها أن لعبت دوراً رئيسياً في إدانة المتهم في قضية تفجير مدينة أوكلاهوما، تيموثي ماكفي، نقلت التحقيق لمستوى آخر. علماً بأن الوكالة لم تستعن بمحامين خارجيين سوى مرتين طوال العقد الماضي.

وقال دافيد ويلز، مسؤول سابق بمفوضية التجارة الاتحادية :quot; إنها لحظة حاسمة حين تستعين بشخص كهذا. وهذا يبين لغوغل أنها إن لم تعطيك الدواء الذي تحتاجه، فإنك ستسير في طريق التقاضيquot;.

وقارن كثير من الخبراء المتخصصين في جهود مكافحة الاحتكار بين الاستعانة بويلكينسون بسابق استعانة الحكومة بدافيد بويز لتمثيلها خلال المعركة التي كانت تخوضها ضد شركة مايكروسوفت من قبل
.
وتابعت الصحيفة الأميركية بنقلها عن دوغلاس برودر، الشريك القانوني لدى كي آند إل غيتس في نيويورك ومؤلف العديد من الكتب المدرسية والمقالات التي تتحدث عن قانون مكافحة الاحتكار، قوله: quot;هذا يزيد من احتمالية وجود دعوى قضائيةquot;.

ووفقاً للأوضاع الراهنة، وما سبق أن حدث من قبل مع مايكروسوفت، يبدو واضحاً أن غوغل تحظى الآن بنفس نوع القوة التي كانت تحظى بها مايكروسوفت وأنها تتعرض كذلك لنفس نوع الفحص والتدقيق. وأكد جون ليبوويتز، رئيس مفوضية التجارة الاتحادية، أن هناك حاجة لإجراء تحقيق شامل في قضية تحظى بتلك الأهمية، معتبراً في الإطار ذاته أن ويلكينسون واحدة من أبرز وأشهر المحامين في العالم.

وفي مقابلة أجريت معها، قالت ويلكينسون، وهي شريك في مكتب المحاماة بول وايس في واشنطن :quot; التكنولوجيا بدأت تحول مجتمعنا. وهي تؤثر على الناس في كافة المستويات. وكأم، فإني ألمس ذلك مع أطفالي. وكمحترفة، ألمس تأثيرها على عملي. وفي المجتمع، أراها تؤثر على الخصوصية والمنافسة وتواصلنا مع الآخرين. وسيشكل عملي بهذا التحقيق تحدياً كبيراً بالنسبة لي. وأنا لا أقلل من غوغلquot;.