نجاح خطة أمن الإنتخابات سيشجع على إنسحاب أميركي مبكر
المالكي أكبر الفائزين يليه العلمانيون... والمجلس أكبر الخاسرين
الانتخابات مرت آمنة والعراقيون عبروا عن خياراتهم للمستقبل |
أسامة مهدي من لندن: تشير نتائج اولية غير نهائية لإنتخابات مجالس المحافظات العراقية الى تحقيق القائمة الانتخابية لرئيس الوزراء نوري المالكي تقدمًا كبيرًا في المناطق التي جرى عد اصوات الناخبين فيها خلال الساعات الاخيرة، فيما حققت قوائم قوى علمانية يقودها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ورئيس جبهة الحوار صالح المطلك وكذلك التيار الصدري نتائج متقدمة. بينما يبدو المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم أكبر الخاسرين...
في وقت توقعت مصادر عراقية ان يقود النجاح الذي حققته القوات العراقية في حفظ امن الإنتخابات التي انتهت من دون خروقات امنية الى اتفاق بين واشنطن وبغداد لسحب القوات الاميركية من العراق قبل الموعد الذي حددته الاتفاقية الامنية بين العاصمتين في نهاية عام 2011 .
وابلغ مرشحون واعلاميون ومراقبون quot;ايلافquot; في اتصالات هاتفية اجرتها معهم في مدن عراقية عدة ان القائمة الانتخابية التي يتراسها المالكي قد حققت نتائج متقدمة في العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب . واشاروا الى ان النتائج الاولية في بغداد تشير الى تقدم قائمة المالكي تليها قائمة علاوي ثم قائمة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري فالتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر يليهم المجلس الاعلى برئاسة الحكيم . وفي مدينة البصرة الجنوبية فإن قائمة المالكي تتقدم بقوة تليها قائمة حزب الفضيلة الاسلامية ثم الحزب الاسلامي السني بقيادة نائب الرئيس طارق الهاشمي فالمجلس الاعلى . اما في الموصل الشمالية فإن قائمة الحدباء العلمانية تتقدم تليها قائمة التاخي الكردية في المناطق الكردية بالمحافظة، إضافة الى شخصيات مستقلة.
ويقول التيار الصدري إن القائمتين اللتين يدعمهما حققتا تقدمًا في المحافظات الجنوبية ميسان والنجف والبصرة وبابل وكربلاء، لكن المجلس الاعلى يقول ان النتائج الاولية تضعه في المركز الاول في محافظتي الديوانية والنجف غير النتائج الاولية تؤكد ان المالكي هو الذي حقق فوزًا كبيرًا في النجف. كما تشير النتائج كذلك الى تحقيق علاوي لنتائج متقدمة في بغداد والديوانية والحلة وصلاح الدين . اما الحزب الاسلامي فقد قق نتائج طيبة بمحافظة الانبار الى جانب قائمة مجالس الصحوات. اما قائمة صالح المطلك فحققت نتائج طيبة في بغداد وديالى وصلاح الدين .
وتعتبر هذه النتائج اولية وعرضة للتغيير مع تصاعد عمليات فرز وعد الاصوات التي يقوم بها 260 الف موظف قامت مفوضية الانتخابات العراقية بتدريبهم للقيام بهذه المهمة . وفي مؤتمر صحافي في بغداد الليلة الماضية أعلن رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري ان النتائج الاولية للانتخابات ستظهر تباعا خلال الاسبوع الحالي على ان تصدر النهائية بعد اسابيع . وعزا الحيدري ذلك الى quot;اعتماد اسلوب جديد ومعقد لفرز الاصوات واحتسابها داعيا الكيانات السياسية الى quot;التحلي بالصبرquot; . واكد ان المفوضية هي التي ستصدر النتائج حصرًا .وقد اثار التأخر الذي اعلن عنه الحيدري للنتائج النهائية مخاوف من ممارسة عمليات تزوير او تغيير للنتائج .
وفي كلمة الى الشعب العراقي عقب غلق صناديق الاقتراع وصف رئيس الوزراء نوري المالكي الانتخابات بالناجحة وشكلت ملحمة تاريخية لم يصوت فيها الشيعي والسني والمسلم والمسيحي والعربي والكردي والتركماني لطائفته اولقوميته وانما للعراق الموحد . وقال ان الجميع صوتوا ضد الطائفية التي ابتلت بها البلاد وجرت عليها المواجهات والدماء وعطلت عمليات ابناء وتسببت في الدمار . واضاف ان العراقيين صوتوا اليوم للتداول السلمي للسلطة حتى لاتعود الديكتاتورية والانقلابات العسكرية .. وصوتوا لقيام حكومات محلية قوية قادرة على تحقيق امن واستقرار وبناء المحافظات وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين .
ويخصص قانون الانتخابات مقاعد للاقليات ثلاثة منها للمسيحيين في بغداد ونينوى الشمالية والبصرة الجنوبية اما الصابئة فلهم مقعد واحد في بغداد ومقعد واحد لكل من الايزيدين والشبك في نينوى .وتتوزع المقاعد على المحفظات الاربع عشرة كما يلي: الانبار وعاصمتها الرمادي 29 مقعدًا .. و بابل وعاصمتها الحلة 30 مقعدًا .. و بغداد 57 مقعدًا .. و البصرة 35 مقعدًا .. والقادسية وعاصمتها الديوانية 28 مقعدًا .. و ذي قار وعاصمتها الناصرية 31 مقعدًا .. و ديالى وعاصمتها بعقوبة 29 مقعدًا و كربلاء 27 مقعدًا .. و ميسان وعاصمتها العمارة 27 مقعدًا .. ومحافظة المثنى وعاصمتها السماوة 26 مقعدًا .. و النجف 28 مقعدًا .. و نينوى وعاصمتها الموصل 37 مقعدًا .. و صلاح الدين وعاصمتها تكريت 28 مقعدًا .. وواسط وعاصمتها الكوت 28 مقعدًا .
نجاح أمن الإنتخابات سيسرع الإنسحاب الأميركي
وإثر النجاح الذي حققته الخطط الامنية العراقية في حماية الانتخابات المحلية في انحاء البلاد امس حيث جرت من دون اختراقات امنية فقد توقعت مصادر عراقية ان يؤدي ذلك الى تسريع عملية سحب القوات الاميركية من العراق والتي لم تشارك في تنفيذ هذه الخطة التي تولتها القوات العراقية لوحدها .
واشارت المصادر الى ان هذا الامر سيدفع السلطات العراقية والاميركية الى تسريع عملية سحب القوات الاميركية قبل الموعد المحدد في الاتفاقية الامنية بين البلدين بنهاية عام 2011 . واضافت ان ذلك يتجاوب مع وعود اطلقها خلال حملته الانتخابية الرئيس الاميركي باراك اوباما بسحب قوات بلاده من العراق خلال 16 شهرًا ما يعني ان يتم الانسحاب منتصف العام المقبل .
فقد تولى نصف مليون عسكري بنجاح بحماية 7 الاف مركز اقتراع في عموم العراق في مهمة هي الاوسع التي تتولاها هذه القوات منذ عام 2003 . وقد وصف اوباما اليوم انتخابات مجالس المحافظات في العراق بانها quot;خطوة مهمة الى الامامquot; بالنسبة الى مستقبل البلاد . وقال اليلة الماضية quot;ان هذه الخطوة المهمة الى الامام ينبغي ان تدفع بالعملية التي تسمح للعراقيين ان ياخذوا مستقبلهم بين ايديهم quot;. واضاف quot;اني اهنئ الشعب العراقي على تنظيم انتخابات اقليمية مهمة اليومquot; لافتا الى ان الملايين منهم توجهوا الى صناديق الاقتراع quot;سلمياquot; . وخلال الاسبوع الاول من تسلمه لمهامه طلب اوباما من المسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية التخطيط لسحب القوات الاميركية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهرًا .
وفي بيان مشترك لهما اليوم قالت سفارة الولايات المتحدة الأميركية فى بغداد والقوة متعددة الجنسيات في العراق ان الإقبال على التصويت كان كبيرًا كما نجحت قوات الأمن العراقية في توفير الحماية لملايين العراقيين ومكنتهم من التعبير عن آرائهم بحرية في ربوع محافظات العراق الأربعة عشر. واضافتا ان هذه الإنتخابات تمثل معلمًا هامًا لشعب العراق quot;كما أنها تعد خطوة كبيرة إلى الأمام على طريق التطور الديمقراطي في العراقquot;.
وأكد وزيرا الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني نجاح الخطط الامنية التي وضعت لحفظ عمليات الاقتراع في انحاء البلاد . وقال العبيدي ان اختراقات امنية بسيطة قد حصلت اليوم ومنها في مدينة تكريت شمال غرب بغداد لكنه لم تحدث اصابات في الارواح . واشار في تصريح لفضائية العراقية الى ان التقارير التي تصله من بقية المحافظات تؤكد استباب الامن والتصويت يجري بأجواء امنة . ومن جانبه، اشار البولاني الى انه قد اشترك في تنفيذ الخطة الأمنية لحماية مراكز الاقتراع والناخبين 500 ألف رجل امن في جميع انحاء العراق منهم 400 الف من قوات الداخلية و100 الف من وزارة الدفاعrdquo;. واضاف ان جميع مؤسسات الدولة ومنهم حرس الحدود والأجهزة الاستخبارية قد شاركوا في الخطة الامنية .
التعليقات