هيئة علماء المسلمين تدعو مسلحي الصحوات إلى quot;التوبةquot;
المالكي: واشنطن وافقت على سحب قواتها من مدننا منتصف 2009

أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها المقاتلة من جميع المدن العراقية في منتصف العام المقبل وسحب آخر جندي لها في العراق بنهاية عام 2011، لكنه أشار إلى أن عوائق خطرة ما زالت تواجه الإتفاقية الإستراتيجية طويلة الأمد معها، موضحًا أن العقبة الأهم في مفاوضاتها هي مسألة الولاية القانونية للقضاء العراقي على الجنود الأميركيين... فيما دعت هيئة علماء المسلمين السنية مسلحي مجالس الصحوات إلى التوبة والتوقف عن مساندة قوات الإحتلال وذلك بعد يوم واحد من تجميد واشنطن لأموال امينها العام الشيخ حارث الضاري وثلاثة عراقيين آخرين وإيراني وسوري بذريعة تشجيعهم على العنف في العراق.

وقال المالكي ان الجانب الاميركي لم يرد لغاية الآن على المقترحات العراقية بخصوص الاتفاقية الامنية بين البلدين . واوضح ان عدم تمرير الاتفاقية سيشكل كارثة سياسية وسيسبب حرجًا لبغداد وواشنطن على حد سواء . وحذر من أن الاتفاقية الأمنية المزمع عقدها بين العراق والولايات المتحدة تواجه ما وصفه بعوائق جدية وخطرة. واضاف المالكي خلال لقاء مع مدراء القنوات الفضائية العراقية في بغداد ونشرت مضامينه في بغداد اليوم إن المفاوضين عن الجانب الأميركي طلبوا مهلة أسبوعين للرد على مطالب الحكومة العراقي لكن هذه المهلة انتهت ولم يأتِ رده .

وأكد المالكي استعداد حكومته للتوقيع على الاتفاقية قريبا فيما لو أسرعت واشنطن بالاستجابة للمطالب العراقية غير أنه حذر من أن الاتفاقية ستواجه معوقات خطرة في حال تم رفض تلك المطالب. وأشار إلى وجود بدائل أخرى في حال رفض الجانب الأميركي تلك المطالب مؤكدا عدم وجود اي ملاحق سرية في الاتفاقية. وشدد المالكي على أن الجانب الأميركي وافق على عدم بقاء أي جندي أميركي في العراق بعد نهاية عام 2011 . واشار الى ان موعد انسحاب القوات الأميركية كان من أهم النقاط التي توقف عندها الجانب العراقي . وأكد أن الجانب الأميركي وافق على أن يكون تاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) من عام 2011 موعد انسحاب آخر جندي أميركي من الأراضي العراقية.

واوضح المالكي انه في حال وصول الرد الاميركي على المطالب العراقية فإن الصيغة النهائية للاتفاقية ستعرض على مجلس النواب للتصويت عليها اما اذا جاءت مخالفة فستوضع الصيغة بما فيها مقترحاتنا للجانب الاميركي وتعرض على المجلس وله الحق في رفضها او قبولها. واشار الى ان المفاوضات لم تنته بعد وهناك احتمال اللجوء الى بدائل في حال رفض الاميركيون المطالب العراقية. واوضح ان اهم عقبتين في الصيغة النهائية للاتفاقية هما مسألة تحديد موعد زمني لانسحاب القوات الاميركية ومسألة الولاية القانونية على الجنود الاميركيين في العراق. وقال انه اضافة الى ان الجانب الاميركي وافق مبدئيًا على ان يكون موعد انسحاب قواته من العراق في31 كانون الاول 2011 فإنه تم الاتفاق على انسحاب القوات المقاتلة من جميع المدن في منتصف العام المقبل على ان يبقى للعراق حق طلب تمديد بقاء بعضها لغرض التدريب والدعم الفني.

واكد رئيس الوزراء العراقي ان العقبة الاهم في المفاوضات هي مسألة الولاية القانونية للقضاء العراقي على الجنود الاميركيين موضحًا ان العراق طلب ان يكون الجندي الاميركي شأنه شأن الجندي العراقي معفى من الملاحقة القانونية اثناء ادائه الواجب غير انه يخضع للقضاء العراقي اذا ارتكب اي جرم خارج الواجب المكلف به. وقال ان الاميركيين يرفضون بشدة ولاية القضاء العراقي على جنودهم مؤكدين انه لا ولاية لاي قضاء اجنبي على جنودهم في اي بلد يعملون فيه خارج الولايات المتحدة ,اشار الى ان هناك بعض نقاط الخلاف غير الجوهرية في الاتفاقية مثل مسأئل الصياغة وعدم احقية القوات الاميركية باي عملية اعتقال الا بموافقة الجانب العراقي وألا يستمر الاعتقال اكثر من يوم واحد ثم يحال الى الجانب العراقي . وقال ان عدم التوصل الى صيغة نهائية للاتفاقية قبل نهاية العام الحالي سيسبب حرجًا لكل من العراق واميركا حيث ستنتهي ولاية الامم المتحدة ويرفع الغطاء القانوني على الوجود الاميركي في العراق . واضاف ان الحكومة العراقية قررت التفاوض والتوقيع على الاتفاقية الامنية حبًا بالعراق ودفاعًا عنه اذ ستوفر الاتفاقية منفذًا للخروج من البند السابع الذي يكبل قدرات العراق اضافة الى انها ستحمي العملية السياسية في البلاد واحتوائها على طلب ضمان الدفاع عن العراق من اي اعتـداء خارجي .

واوضح المالكي انه لم يقم بتغيير الوفد المفاوض بل ان الوفد انهى مهامه بالكامل وطلب تدخل الحكومة لوضع قرار سياسي اضافة الى ان الجانب الاميركي نفسه اراد ان تكون المفاوضات في المراحل النهائية مباشرة مع رئاسة الوزراء. وقال ان المفاوضات مرت بمراحل معقدة وتوقفت لأكثر من مرة ثم استؤنفت من جديد . واضاف ان اول صيغة وضعها الجانب الاميركي في بداية المفاوضات كانت صيغة كارثية وغير مقبولة غير ان الجانب المفاوض خفض كثيرًا سقف المطالب الاميركية . وتعهد المالكي بان الصيغة النهائية سوف تعرض على مجلس النواب وسيطلع عليها الشعب العراقي بالكامل وليس هناك اي بند سري فيها . واوضح ان المفاوضات مرت بمراحل عديدة شهدت عرض العديد من المسودات.

هيئة علماء المسلمين تدعو مسلحي الصحوات الى التوبة

دعت هيئة علماء المسلمين السنية مسلحي مجالس الصحوات الى التوبة والتوقف عن مساندة قوات الاحتلال في ضرب المقاومة وذلك بعد يوم واحد من تجميد واشنطن لاموال رئيسها الشيخ حارث الضاري وثلاثة عراقيين اخرين بذريعة تشجيعهم على العنف في البلاد. وخاطبت الهيئة مجالس الصحوات الذتي يشكل السنة معظم افرادها في رسالة مطولة اليوم لمناسبة نقل الجيش الاميركي الاشراف عليها الى السلطات العراقية قالت فيها ان العدو تمكن من استدراج اعداد ليست بالقليلة من أبناء البلد للوقوع في شراكه وتحقيق أهدافه مستغلا واقعا مرا عانت منه بيئاتهم رسم المحتل معظم معالمه بفرق الموت الخاصة به والتعطيل المتعمد للحياة من قبله وتورط في بقية معالم هذا الواقع أناس فقدوا بوصلة الشرع الحنيف في تقويم مسيرتهم في دفع العدو ومراعاة ضوابط الجهاد. وقالت quot;لقد أوهمكم المحتل أن مشاريع الصحوة ستدفع عنكم ظلم الظالمين وتدخلات الطامعين في بلدكم وأنها ستكون نافذتكم الجديدة للحضور على الساحة العراقية فشرعوا في تشكيل دوريات وأفواج مسلحة منكم بحجة تأمين مناطقكم السكنية وتحت ذريعة محاربة القاعدة والإرهاب والميليشيات الطائفية المجرمةquot;.

واضافت quot;دفعوا بكم إلى هذه المشاريع بهذه الذرائع واضمروا عنكم أن الأميركيين المحتلين ما أرادوا من وراء ذلك دفع الظلم عنكم ولا قصدوا توفير الأمن لكم إنما أرادوا استعمالكم في مهمة عجزوا عنها وهي القضاء على المقاومة العراقية التي تبذل جهدًا في سبيل تحرير البلاد والعباد فجعلوا منكم أداة لملاحقة أبناء المقاومةوطعن عناصرها من الخلف، بالإضافة إلى رفع العبء عن كاهل جنود الاحتلال الأميركي، الذي كان له الدور الأكبر ـ ولا يزال ـ في قتل أبنائكم وهدم بيوتكم وتحطيم البنى التحتية لمناطقكم وسرقة خيراتكم واستعماركم إلى أمد غير منظورquot;.

واشارت الهيئة الى ان مسلحي الصحوات ساعدوا على quot;انخفاض عدد العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلالquot; فتحت ذريعة محاربة القاعدة و الإرهاب تم توجيه مجالس الصحوة للقضاء على المقاومة في المناطق المستعصية على الاحتلال أو الساخنة وذلك من خلال تشكيل قوات شبه عسكرية تكون بمواجهة فصائل المقاومة بغية خلق مناطق عازلة تفصل قوات الاحتلال عن ضربات المقاومة وكذلك تقلص من مساحة انتشار قوات الاحتلال التي تحد بالنتيجة من عدد عمليات المقاومة نتيجة تقلص عدد الأهداف المتاحة. واوضحت ان العدو المحتل استطاع بهذه الذريعة أن يحقق نتائج ما كان يحلم بتحقيقها وقد لاحظ المراقبون أن الصحوة حيثما وجدت قضت على نشاطات المقاومة تقريباً من غير تمييز بين تنظيم وتنظيم أو فصيل وآخرquot; .

واضافت مخاطبة عناصر الصحوات قائلة quot;ان العدو استغلكم مرة أخرى في إجبار القوى السياسية المحسوبة على السنة على تقديم المزيد من التنازلات والتبعية السياسية وذلك من خلال التلويح لهم بأنكم البديل الجاهز لملء الفراغ السياسي في حال رفضهم الانصياع للإدارة الأميركية واملاءاتها، وفي الحالين كان الأمر مجرد استغلال وخديعة دونما مقابل... كما تمكن المحتلون بكم من تأمين انسحابات مهمة لقواتهم هذا العام فقد أناطوا بعاتقكم مسؤولية حفظ الأمن لهم، واستطاعوا بهذه الطريقة تأمين هذه الانسحابات من المناطق الساخنة، وابقاءكم في موقع المواجهة مع ابناء جلدتكم.quot; وقالت ان وجود الصحوات اعطى زخمًا كبيرًا للاحتلال في فرض سياساته وتسويق نجاحاته المزعومة الى العالم.

وحذرت الهيئة عناصر الصحوات من مصير اسود قائلة quot;واليوم بعد كل ما تقدم تعلن قوات الاحتلال انها استنفدت من قوات الصحوة أهدافها ولم تعد لها بهذه التنظيمات حاجة وكأنها مناديل ورقية تريد الآن بعد أن قضت منها حاجتها أن تودعها سلة المهملات .. وقد أعلنت قوات الاحتلال قبل أيام عن قرب تسليم ملفاتها إلى حكومة طائفية تنتظر على أحر من الجمر لحظة تسلم هذه الملفات لتصفي معها الحسابات وتجعل منها أثرا بعد عين فهذه الحكومة ومكوناتها السياسية لن تسمح بأن يشاركها في السلطة الأمنية أحد كائناً من كانquot;.

واضافت قائلة quot;يؤسفنا الآن أن نقول لكم مجددا: إن مشاريع الصحوة التي انتسبتم إليها مهما بذلتم من جهد في تبريرها لا تعدو أن تكون الكمين الذي وضعه المحتل بدهاء في طريقكم والخديعة الكبرى التي انطلت عليكم، فسقطتم في أحابيلها من أول وهلة فكنتم كمن يذبح نفسه بسلاحه ويقتل أولاده بيديه ويهدم داره بمعاولهquot;. ودعت هيئة علماء المسلمين عناصر الصحوة قائلة quot;إن أمامكم اليوم الطريق معبدة لتكفير خطاياكم وإصلاح ما بينكم وبين الله جل جلاله وتعويض أهل الميدان والجهاد ما فوتموه عليهم من فرص النيل من العدو المحتل وإعادة الثقة بأنفسكم كأبناء بررة للوطن لا يرضون بغير التحرير مصيرا لبلدهم .. وتذكروا أن المحتلين على وشك الخروج من البلاد صاغرين والخير قادم بإذن لله لكل الأخيار فحذار أن تبقوا في دائرة الصغار هينة للذل والعار وحذار أن تضيعوا على أنفسكم فرصة الاعتبار مماجرى، وفرصة رد الاعتبار.

وتأتي رسالة الهيئة هذه بعد يوم من اعلان وزارة الخزانة الأميركية تجميد أموال وحسابات ثلاثة عراقيين وإيراني وسورية ووسيلتي إعلام سوريتين بتهمة تهديد سلام وامن العراق وحكومته. وقال ستيوارت ليفي مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الاستخبارات المالية والإرهابية في بيان صدر عن الوزارة أن هؤلاء الأشخاص يخططون ويستهدفون في هجماتهم العراقيين الأبرياء والحكومة العراقية وقوات التحالف ومن ضمنها القوات الأميركية. وأضاف ليفي إنهم في وسائلهم المميتة خصوصا تلك المتبعة من قبل فيلق القدس الإيراني يحاولون زعزعة استقرار العراق وجهوده في تحقيق السلام والازدهار.

وعرف البيان الأشخاص المجمدة حساباتهم وهم الإيراني عبد الرضا شاهلي والعراقيين أكرم عباس الكعبي وحارث سليمان الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين واحمد حسن العبيدي وسورية تدعى روعة الاسطة بالإضافة إلى قناة الرأي ومؤسسة سوراقيا للإعلام والبث في دمشق. وقال البيان إن شاهلي هو عضو في فيلق القدس ذراع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني المسؤول عن توفير الدعم المادي لحزب الله اللبناني وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة. إضافة لذلك يوفر فيلق القدس دعما فتاكا للمقاتلين الشيعة في العراق على شكل أسلحة وتدريب وتمويل وإرشاد. وأشار البيان الى أن الكعبي وهو عضو في جيش المهدي كان يخطط في بداية عام 2008 لشن هجمات ضد الحكومة العراقية وقوات التحالف من ضمنها إعلان مسؤوليته عن هجمات صاروخية ضد القوات العراقية وقوات التحالف في فبراير/شباط الماضي.

أما بالنسبة للضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين فقد أوضح البيان أنه يساهم في تهديد الأمن والاستقرار في العراق عن طريق إعطاء الأوامر والإشراف على شن هجمات ضد المدنيين العراقيين وقوات التحالف وعلى سبيل المثال فأنه أعطى أوامره لقادة تنظيم القاعدة في العراق لمهاجمة تجمعات قوات الصحوة العراقية. وعرف البيان العبيدي على أنه ضابط مخابرات عراقي سابق وعضو في حزب البعث المنحل ويدير شبكة في كركوك بشمال العراق ويشكل خطرا كبيرا على استقرار وامن العراق.

أما روعة الاسطة فهي زوجة مشعان الجبوري النائب العراقي السابق وتعمل لصالحه وتدير محطة الرأي الفضائية التي يملكها الجبوري. وقال البيان إن الوزارة قامت بتجميد حسابات الجبوري في كانون الثاني (يناير) عام 2008 بعد أن وجهت إليه نفس التهم التي وجهت للآخرين .. ولم يعط البيان أية تفاصيل أخرى عن مؤسسة سوراقيا للإعلام والبث.