السودان: الإفراج عن غيبوتز وتسليمها إلى سفارة بلدها
لندن:
قضية المدرسة البريطانية جيليان جيبونز، التي كانت قد تلقت حكما بالسجن 15 يوما لسماحها لطلابها بإطلاق اسم quot;محمدquot; على دميةquot; حظيت بتغطية واسعة في صحف اليوم كما الأيام الماضية. فقد نشرت معظم الصحف أنباء عودتها المرتقبة إلى بريطانيا بعد قرار الرئيس السوداني عمر حسن البشير بإصدار عفو رئاسي عنها.

فبالإضافة إلى نشر نبأ عودة جيبونز إلى لندن صباح اليوم على صفحتها الأولى، نشرت الديلي تلجراف تحقيقا مصورا آخر عن المدرسة تحدث عن quot;معنوياتها العاليةquot; بعد قرار البشير بالعفو عنها وعن اعتذارها للمسلمين في العالم كافة إن كان تصرفها قد سبب لهم إهانة أو إزعاجا تقول إنها لم تكن تقصده البتة.
وقد خصصت الصحيفة أيضا إحدى افتتاحياتها للتعليق على القضية إذ قالت فيها: quot;يجب الاحتفال من كل القلب بعودة جيليان جيبونز إلى وطنها وعائلتها.quot;
ورغم تعبير الحكومة البريطانية لامتنانها على لسان وزير خارجيتها، ديفيد ميليباند، لقرار البشير بالعفو عن جيبونز، إلا أن الصحيفة رأت أنه ما زال يتعين على بريطانيا استدعاء سفيرها من الخرطوم والنظر في إمكانية فرض عقوبات ضد النظام السوداني بسبب ما اعتبرته quot;إذلالا لأمة ديمقراطية كبيرة تتلقى الخرطوم منها مساعدات ضخمة لتعود وتقابل كل ذلك باحتجاز إحدى مواطناتهاquot;.
قضية جيبونز، التي باتت تُعرف في الصحافة البريطانية بـ quot;قضية مدرسة الدمية الدبquot;، استقطبت أيضا رسامي الكاريكاتير، فقد نشرت صحيفة التايمز رسما ساخرا يظهر فيه البشير ببدلته الرسمية الأنيقة وبيده دمية دب (تيدي بير) كتب عليها quot;أعفيتquot;، كناية إلى قرار البشير بإعفاء جيبونز.
في خلفية الرسم تظهر كومة هائلة من الجماجم، في إشارة إلى الدور السوداني المزعوم في أزمة دارفور التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل.
أما التعليق الرئيسي في الرسم فيقول: quot;أنا في نهاية المطاف رجل معقولquot;، وكأنها محاولة لقراءة أفكار البشير لما يمكن أن يتركه قراره بإعفاء المدرسة البريطانية على الرأي العام رغم الانتقادات الموجهة إليه بسبب أزمة دارفور .