فالح الحُمراني من موسكو: قالت مصادر مطلعة إن وفدا من عناصر الاستخبارات الاسرائيلية زار روسيا الاسبوع الماضي، بعد ايام معدودة من احداث بيسلان للتعرف على المساعدات التي بمقدور اسرائيل تقديمها في مكافحة الارهاب،طبقا لما ذكرته المصادر.
ووفقا لتلك المصادر فان السلطات الروسية تنتظر الان في استقبال تلك المساعدات وتتخوف موسكو من ان تضفي تل ابيب طابعا سياسيا على مثل تلك المساعدات.
من جانب اخر يوجد الان في اسرائيل وفدان يضمان كبار مسؤولي رجال الاستخبارات الروسية، لدراسة التجربة الاسرائيلية في التصدي لما يسمى "بالعمليات الارهابية" أي العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. ووفقا لتلك المصادر فان عناصر الاجهزة الامنية الروسية تدرس عمل احدى كتائب "مكافحة الارهاب".
ونقلت وسائل اعلام عن مصادر في الاستخبارات الاسرائيلية، اشارتها الى ان عناصر الاجهزة الامنية اولت اهتماما باسلوب ضمان الامن في الطائرات والمطارات.
ويجمع المراقبون على ان الاجهزة الروسية المعنية ورغم فرض رقابة مشددة على الركاب وامتعتهم فشلت في مهمتها. ولم يعلن الى الان نتائج التحقيقات باسباب تحطم طائرتي الركاب في 24 آب(اغسطس)الماضي بينما اكد مسؤولون فرضية مفادها ان تحطم الطائرتين نجم اما عن انفجار قنبلة في الأمتعة او حزام متفجر لاحد الركاب.
وكان رئيس مجلس لجنة الامن في الدوما فلاديمير فاسيليف زار ايضا الى اسرائيل ولم يكشف عن اهداف زيارته، وزار فاسيليف بمرافقة مسؤولين اسرائيليين الجدار الفاصل واطلع على عمل احد نقاط التفتيش.
ويرى مراقبون انه من غير الصحيح الحديث عن بداية تعاون امني بين روسيا واسرائيل، نظرا لان مثل هذا التعاون قائما منذ زمن بعيد،بيد ان الجانب الروسي يحيط ذلك التعاون بنوع من السرية من اجل ان لا تنعكس تداعياته على علاقة روسيا مع الدول العربية.
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي ايفانوف الذي تزامن وجوده في اسرائيل مع احداث العملية الارهابية في بيسلان، حرص على تاكيد أن وجود فرق بين النزاع في الشيشان التي هي جزء من الاتحاد الروسي، والاحداث في الاراضي الفسطينية التي هي اراضي محتلة وفقا للشرعية الدولية.
ولايستبعد مراقبون من ان تطلب اسرائيل من موسكو لقاء مساعداتها تلك، تقليص التعاون النووي مع ايران.