خطف أميركيين وبريطانيفي بغداد
حملة لمواجهة العنف واجراء الانتخابات في موعدها
أسامة مهدي من لندن -وكالات:تتصاعد المواجهة في العراق بين المسلحين والقيادات الدينية والسياسية والرسمية حول الانتخابات العامة حيث يصعد الفريق الاول من عملياته لاعاقة اجرائها بينما القى الثاني بكامل ثقله لاتمامها في موعدها المحدد اواخر كانون الثاني (يناير) المقبل في حين تتسارع الاجراءات لبناء قوات جيش وشرطة بمساعدة الناتو ابتداء من الاسبوع المقبل قادرة على حفظ الامن لانجاز هذه الخطوة المهمة في العملية السياسية الجارية في البلاد. على الصعيد الأمني، اكد ضابط في الشرطة العراقية المسؤولة عن حي المنصور في بغداد ان أميركيين وبريطاني خطفوا في بغداد صباح اليوم، بينماهز انفجار قوي وسط بغداد عند الساعة 11:50 بالتوقيت المحلي (7:50 تغ) اليوم. ويأتي هذا الانفجار عقب موجة من عمليات التفجير في الايام الماضية من بينها انفجار سيارة مفخخة امام مركز رئيسي للشرطة اسفر عن مقتل 49 شخصا الثلاثاء.
السيستاني يلقي بثقله الى جانب العملية السياسية
ففي الوقت الذي شهد فيه الاسبوع الحالي اوسع عمليات مسلحة راح ضحيتها حوالي مائتي قتيل و400 مصاب الهدف منها التاكيد للعالم ان العراق غير مهيأ لاجراء الانتخابات دخلت المرجعية الدينية ممثلة باية الله اله السيد علي السيستاني بثقلها الى جانب اجراء الانتخابات في موعدها المقرر حيث دعا المرجع الاعلى خلال اجتماعه بالمرجعيات الدينية العليا في البلاد امس الحكومة العراقية المؤقتة الى اجراء الانتخابات في موعدها ومعالجة الوضع الامني المتدهور بهدوء وحكمه كما ادان خلال اجتماعه في مكتبه بمدينة النجف بالمراجع محمد سعيد الحكيم وبشير النجفي واسحاق الفياض اضافة الى عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الاحداث الدموية التي تشهدها البلاد حاليا والتي راح ضحيتها مئات العراقيين نتيجة الوضع الامني المتأزم .
وطالب السيستاني الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة اياد علاوي "بوقف حمامات الدم ومعالجة الامور بهدوء وحكمه دون اللجوء الى العنف" كما دعا "الى اجراء الانتخابات العامة في البلاد العام المقبل في موعدها المقرر وتوسيع المشاركة الشعبية ومعالجة الثغرات في قانوني الانتخابات والاحزاب". وأكد ضرورة "نبذ الخلافات والتأكيد على رص الصفوف وتكثيف الجهود لخلق وحدة وطنية متكاملة لمواجهة الخطر الذي يحدق بالبلاد".
ومن جهته قال نائب رئيس الجمهورية روز نوري شاويس اليوم انه كان متوقعاً تصاعد حدة العمليات الارهابية خلال هذه الايام وذلك لشعور القوى التي تقف وراء هذه العمليات بسرعة تنامي قدرات الحرس الوطني والشرطة واجهزة الامن العراقية الاخرى واضاف ان الحكومة مستمرة في عمل دؤوب لتنمية قوى الجيش والامن من حيث الكفاءة البشرية والتقنية اضافة الى استمرارها في العمل السياسي الهادف لتهيئة الاجواء نحو انتخابات تفضي إلى حكومة منتخبة بأوسع توافق وطني.
وشدد على ان الحكومة العراقية تعمل باصرار من اجل الالتزام باجراء الانتخابات في موعدها معبراً عن امله في ان تكون الاشهر الاربعة المتبقية على موعد الانتخابات كافية لاحداث تطورات ايجابية تكفل اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. واشار الى اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة سيساعد في تلافي المخاطر الامنية في حالة وجودها ومحدوديتها مؤكدا ان المستفيد الوحيد من تأجيل الانتخابات هو الارهاب والقوى التي تقف وراءه .
وكان الممثل الخاص للامين العام في العراق اشرف قاضي قد حذر امس من ان انعدام الامن يهدد جهود اعادة اعمار البلاد كما يقوض جهود الامم المتحدة في مساعدة البلاد في اجراء الانتخابات . واشار قاضي الى ان بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق ملتزمة تماماً بدعم اللجنة الانتخابية العراقية في ادارة انتخابات حرة نزيهة ولكنه اكد ان (حجم وتحركات البعثة في هذا الصدد ستكون محددة حسب الظروف الامنية السائدة في ذلك الوقت). واكد قاضي ان مشاركة البعثة في العملية السياسية والانتخابية يعد امراً ضرورياًُ من قبل الكثير من العراقيين من اجل ضمان انتخابات نزيهة، الا ان الوضع الامني الحالي يحول دون نشر موظفين دوليين في العراق الا بأعداد قليلة جداً.
ومن جهتها بدأت المفوضية العليا للانتخابات تفقّد بعض المحافظات العراقية للإطلاع على حاجاتها في سياق تسهيل عملية الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل .
وقال رئيس المفوضية الدكتور حسين الهنداوي ان اللجنة زارت اولاً مناطق كردستان وعمدت إلى اختيار مواقع التصويت والالتقاء بمديري المراكز الانتخابية بموجب المعايير التي حددتها الأمم المتحدة, مؤكداً ان ما تردد حول تأجيل الانتخابات او عدم اجرائها في مناطق معينة ليس من مسؤولية المفوضية بل من شأن الحكومة العراقية, كون المفوضية جهة قانونية فنية مهمتها الاشراف على التصويت. ورأى ان الاضطرابات الأمنية لا ينبغي ان تعيق الانتخابات وتبقي مصير العراق والعراقيين رهن التوتر مشيرا إلى انبثاق لجنتين مكلفتين باجراء الانتخابات ترتبطان بالمجلس ومهمتهما تنحصر بالتحير للاقتراع ودعوة القوى السياسية والدينية التي لم تشارك في العملية السياسية الى الالتحاق بها.
وقد اكد الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي خلال الاسبوع الحالي أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد دون تأخير رغم أعمال العنف والمعارك التي تشهدها البلاد بين مسلحين والقوات العراقية والمتعددة الجنسيات. كما جدد رئيس المجلس الوطني العراقي فؤاد معصوم خلال لقائه مع سفير الولايات المتحدة جون نيغروبونتي دعوته إلى جميع المنظمات والأحزاب السياسية إلى المشاركة في العملية الانتخابية المقبلة.
وتترافق هذه الجهود السياسية مع استعدادات عسكرية لتامين اجواء امنة لاجراء الانتخابات حيث اكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان اليوم اتخاذ اجراءات جديدة لبسط الامن في المدن العراقية التى تشهد احداثا دامية تتمثل بنشر القوات المسلحة بشكل لم يشهده تاريخ العراق من قبل للحد من العمليات المسلحة.
وشدد الشعلان في تصريح للصحافيين على تلقين من وصفهم بالمجرمين المتمركزين في شارع حيفا وسط بغداد درسا لن ينسوه ابدا. وفي معرض رده على سؤال حول التعامل مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعد الاتفاق الاخير معه اوضح الشعلان "على جيش المهدي ان يسلم جميع اجهزته واسلحته وفي حال عودة جيش المهدي الى القتال سنقوم بسحقه هذه المرة".
وقال الشعلان ان الجيش العراقي سيتمتع بقدرات تكنولوجية متطورة وان العمل يجري للانتهاء من تشكيل تسع فرق عسكرية منها سبع من افراد الحرس الوطني واثنتين من عناصر الجيش التقليدي .
وتاتي تاكيدات وزير الدفاع العراقي هذه في وقت قال مسؤول بحلف شمال الاطلسي اليوم انه من المتوقع ان يعطي الحلف خلال ايام الضوء الاخضر لمهمة تدريب موسعة في العراق بعد تسوية خلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين حول قيادة المهمة.
واضاف المسؤول انه كان هناك توافق قوى خلال اجتماع سفراء الحلف امس في بروكسل لانشاء اكاديمية عسكرية في العراق وتقديم خدمات تدريب اخرى خارج العراق الذي تعصف به عمليات المقاومة. وقال "نتوقع قرارا خلال الايام المقبلة ...نأمل ان يكون خلال الاسبوع المقبل اذا سارت الامور على مايرام." واضاف انه "لم يتم الانتهاء من الترتيبات بعد. ولكن الامين العام لحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر يعتزم المضي قدما بسرعة شديدة في التطبيق."
وقالت مصادر دبلوماسية انه طبقا لاتفاق ابرم بين الدول الست والعشرين اعضاء الحلف فان المهمة الوليدة ستكون مسؤولة امام الميجر جنرال ديفيد بيتراوس الضابط الامريكي المسؤول عن عمليات التدريب في العراق واشارت الى انه امكن التوصل للاتفاق بعدما بدا ان فرنسا اسقطت اعتراضاتها على ما يطلق عليه ازدواجية القيادة لان ضابطا واحدا سيتولى مسؤوليات في القوات متعددة الجنسيات وفي مهمة الاطلسي في نفس الوقت.
وقد استبعد سفراء الاطلسي دورا جماعيا مباشرا للحلف في مهام حفظ السلام ولكنهم وافقوا في تموز ( يوليو) الماضي على مساعدة الحكومة العراقية على اعادة بناء قوات الجيش والشرطة قبيل الانتخابات العامة مطلع العام المقبل .
تقرير متشائم للاستخبارات الاميركية حيال مستقبل العراق
بالمقابل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليومان تقريرا سريا اعدته الاستخبارات الاميركية للرئيس الاميركي جورج بوش في اواخر تموز/يوليو يرسم صورة قاتمة لمستقبل العراق ويتنبأ بنشوب حرب اهلية في اسوأ الاحوال وحدوث استقرار غير ثابت في احسن الاحوال.ونقلت الصحيفة عن مسؤول قرأ التقرير انه ينطوي على "قدر كبير من التشاؤم" الا انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.ويضع التقرير الذي حمل عنوان "تقديرات الاستخبارات القومية" واعده مجلس الاستخبارات القومي ثلاثة احتمالات لما سيحدث في العراق حتى نهاية 2005.
وتفيد اسوأ التقديرات ان التطورات قد تقود الى حرب اهلية. اما افضلها فهو حدوث استقرار سياسي واقتصادي وامني غير ثابت حسبما افاد مسؤولون قريبون من التقرير.وتتناقض التوقعات الواردة في التقرير مع وصف بوش المتفائل للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاحلال الاستقرار والديموقراطية في العراق.كما تم اعداد التقرير قبل موجة العنف الاخيرة في العراق والاعلان عن ان عدد القتلى من الجنود الاميركيين في البلد المضطرب تجاوز الالف.
الغربيون الثلاثة الذين خطفوا في بغداد هم اميركيان وبريطاني
وقال عقيد من مركز شرطة المأمون الذي يشرف على العمليات في منطقة المنصور التي اختطف فيها الغربيون الثلاثة ان "الاشخاص المخطوفين هم اميركيان وبريطاني".واضاف ان المخطوفين يعملون لحساب شركة امدادات الا انه رفض الكشف عن اسمائهم او اي تفاصيل اخرى.
وكان متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية صرح في وقت سابق ان ثلاثة مدنيين بريطانيين اختطفوا من منزلهم صباح اليوم.وقال ريتشارد شميرير المتحدث باسم السفارة الاميركية "سمعنا التقرير من وزارة الداخلية ونحاول ان نعرف حقيقته".وذكرت متحدثة باسم السفارة البريطانية ان السفارة تحاول جاهدة تحديد ما حدث.وقالت "نسعى للحصول على معلومات ونحاول التحقق من ما حدث".
وتعمل عشرات شركات الامن البريطانية في العراق. ومع ان العديد منها متعاقدة مع قوات التحالف، يوصف الحراس العاملون فيها عادة بانهم مدنيون.وكان مسلحون من المسلمين الشيعة خطفوا الصحافي البريطاني جيمس براندون الذي كان يعمل لحساب صحيفة "صنداي تلغراف" وصحيفة "كريستيان ساينس مونيتر" في 12 اب/اغسطس في مدينة البصرة جنوب العراق. وتم الافراج عنه في اليوم التالي عقب وساطة قام بها مسؤولون من مكتب رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر.
جرح خمسة من عناصر الحرس الوطني العراقي في الموصل
وفي مدينة الموصل(شمال)، اعلن المسؤول الامني عامر معتز ان خمسة من عناصر الحرس الوطني العراقي جرحوا اليوم في انفجار قنبلة عند مرور آليتهم. واوضح المسؤول ان الانفجار وقع عند الساعة 8:15 بالتوقيت المحلي (4:15 تغ) في شارع مزدحم جدا في وسط الموصل. وقال الطبيب سالم الزبيدي من مستشفى الموصل ان شرطيا اصيب بجروح خطيرة في الرأس والصدر بينما اصيب الاربعة الآخرون بجروح اقل خطورة.
التعليقات