بهية مارديني من دمشق:اعتبر محامي و ناشط حقوقي ان هناك تداخلا حقيقيا بين الاصلاح في سورية وقضية الوجود السوري في لبنان وان ممارسة الديمقراطية في الداخل تنعكس بالضرورة على الديمقراطية في الخارج ، كما ان الممارسة الاستبدادية الداخلية تنعكس على الاستبداد مع الاخر ، مشيرا الى ان الموقف السوري من لبنان يعبر عن مصالح اشخاص ومافيات ارتبط مصالحها بالوجود السوري في لبنان حيث ان هناك تشابكا واضحا في الارتباطات مع المافيات السياسية اللبنانية ، وبالتالي اتت سياسة سورية لخدمة مصالح هذه الاشخاص والزعامات . وراى المحامي والناشط انور البني ان الضغوط الخارجية ستلعب دورا مؤثرا تجاه السياسة السورية في لبنان وسوف تكون فعالة بالنسبة للتواجد السوري ، اما الممارسات الاستبدادية في الداخل فهي شأن سوري لن تستطيع القرارات الاميركية التأثير عليه.
وخلص البني الى القول ان المافيات السورية سوف تتنازل في المحصلة عن مصالحها في لبنان حتى تبقى مصالحها في سورية.
من جانبه راى الكاتب والمحلل السياسي السوري محمد جمال باروت ان الوجود السوري في لبنان هو أحد المحاور المعلنة للحوار السوري الأمريكي، إلى جانب الدور السوري في العراق، وما تسميه الولايات المتحدة الإرهاب ، لافتا الى ان الولايات المتحدة لن تقبل بالحلول الوسط في المحور الثاني والمماطلة في الثالث، فإنها يمكن أن تساوم على المحور الأول الذي يرسم ملامح التفاهمات النهائية التي يمكن أن يتوصل إليها السوريون والأمريكيون.
وتابع باروت ان الهدف من تصريحات وزير الاعلام السوري احمد الحسن ،حول رفع مستوى الاتصالات مع الولايات المتحدة ، توجيه رسائل إلى المعارضين للتدخل السوري في لبنان، وإلى الفئات السورية التي تنتظر ضغوطاً أمريكية متزايد لتحقيق انفراجات للوضع في سورية، بأن لا يتفاءلوا كثيراً، لأن السلطة لديها ما تقدمه للأمريكيين، وبالتالي تستطيع الإبقاء على خيوطها معهم، ومن ثم فإنها ستتمكن من المحافظة على وجودها، وربما نفوذها، بغض النظر عن التنازلات التي ستقدمها في سبيل ذلك في مواضع أخرى.
واضاف باروت ان السلطة في دمشق مستعدة لتقديم تنازلات في الكواليس لكنها تحاول الظهور بموقف الصامد في العلن وهذه السياسة ليست عيباً بالمطلق، لكن الخلل يكمن في أمرين هما اللين مع الخارج والبطش مع الداخل، أي أن التنازلات تقدم باتجاه واحد، منوها الى عدم وضح الرؤية لدى المواطن السوري الذي يتلقى معلومات من اتجاهين متناقضين، الإعلام السوري الذي يصور أن الأمور تحت السيطرة ولا شيء يدعو إلى القلق، وإعلام خارجي تتصدره تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين لا يكفون عن التهديد والتحذير والتخيير بين النموذجين الليبي والعراقي.
واعتبر باروت انه من شبه المؤكد أن الأمريكيين لا يريدون إعادة التجربة العراقية في سورية، ومن الواضح أن السلطة في سورية تدرك هذا تماماً ولكن هذا يعيدنا إلى سؤالنا ما هو الثمن الذي سيقبل به الأمريكيون؟ .
- آخر تحديث :
التعليقات