نصر المجالي من لندن: قال تقرير بريطاني اليوم أن غالبية المعتقلين "النوويين" الذين أعلنت عنهم حكومة طهران أمس ينتمون إلى حركة "مجاهدين خلق" المعارضة التي تناهض الحكم الإسلامي المتشدد في طهران وكانت بضيافة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلى أن حاصرتها قوات التحالف التي احتلت العراق في مارس (آذار) من العام الماضي.

وكانت حكومة طهران أعلنت أمس أنها اعتقلت عددا من الجواسيس من جماعة مسلحة معارضة سربوا للجهات الغربية المعادية معلومات عن برنامجها النووي، وهو ما اعتبرته طهران "عش الدبابير التجسيسة النووية" ضدها.

وجاء الإعلان عن حملة الاعتقالات عشية نشر تقرير الأمم المتحدة الليلة حول تعاون الحكومة الإيرانية مع فرق التفتيش الدولية حول برامجها في شان أسلحة الدمار الشامل. وتعتقد مصادر دبلوماسية غربية أن التقرير سيكون "إيجابيا في كل المعايير لصالح إيران". وقالت أن التقرير سينفي اتهامات طهران بأنها تحاول تحقيق إنجاز برنامج نووي ذا أغراض عسكرية.

وتقول التقارير الصحافية البريطانية أن إيران قدمت من جانبها وثائق مرضية خلال الشهور القليلة الماضية، تثبت تعاونها الأكيد مع وكالة الطاقة الذرية من أن منشآتها النووية أقيمت لمهمات سلمية لا غير. وقد أثبتت وكالة الطاقة الدولية صحة التقارير الإيرانية ، كما أكدت ذلك تقارير دبلوماسية غربية.

يذكر أن الولايات المتحدة، كانت هددت بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي في حق إيران، لاستمرارها بناء برنامجها النووي ، ومحتمل أن تطالب بفرض حصار ومقاطعة ذلك البلد الآسيوي المسلم، إن لم يتوقف عن استمراره في بناء تلك القوة النووية. لكن على ما يبدو أن تقرير لجنة الطاقة النووية الدولية لن يقدم وثائق كافية تدعو الولايات المتحدة لاتخاذ مثل هكذا قرار عبر مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه المنتظر في 13 من الشهر الحالي.

وكان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ، أكد أمس، على أن الدبلوماسية وحدها ستتعامل في الشان الإيراني، ولا خيار من دون ذلك، وهو استبعد إي حرب ضد إيران، ويذكر أن الولايات المتحدة التي لها مئات من آلاف الجنود في العراق صارت جارة غربية عدوة قريبة لإيران في مفهوم جيوبولوتيكي.

وعلى هذا الصعيد، فإن السؤال الذي ظل يتردد في المحافل الغربية، هو مدى ارتباط حملة الاعتقالات التي نفذتها حكومة طهران في اليومين الأخيرين، مع تسريب معلومات حول برنامجها النووي، وكشف وزير الأمن الإيراني علي يونسي عن أن المعتقلين "من الجواسيس النوويين" ينتمون إلى جماعة "مجاهدين خلق" المعارضة للنظام في طهران وهي جماعة مسلحة كان يستضيفها حكم البعث السابق المنهار في العراق.

وأخيرا، اتهم وزير الأمن الإيراني تلك الجماعة المعارضة التي تدعو على قيام حكم علماني إسلامي في إيران بأنها تجسست لصالح الأميركيين حول جهود غيران في بناء قوة نووية "لأغراض سلمية". وقال "لقد اعتقلنا العديد من أنصار تلك الحركة لتورطهم بالتجسس على منشآتنا النووية، وإفشاء معلومات خاطئة عنها".