أحمد عبدالعزيز من موسكو، بيسلان: تدخل أزمة الرهائن في مدرسةفي بيسلان في القوقاز الروسي يومها الثالث معاستمرار المفاوضات، في حين اعلن رئيس خلية الازمة أن الرهائن الذين يتجاوز عددهم الـ300 لا يزالون من دون طعام منذ احتجازهم الاربعاء على ايدي مجموعة مسلحة. وانتهى اليوم الثاني من مأساة رهائن مدرسة "بيسلان" الأوسيتية بانفجارين نتجا عن طلقتين من قاذفات القنابل وأسفرا عن نشوب عدة حرائق حول مبنى المدرسة. ووقع الأول في الدقيقة 18 من صباح اليوم، وتلاه الثاني في الدقيقة 32. وفي الساعة الواحدة والنصف بتوقيت موسكو أعلن الخاطفون إيقاف الاتصالات مع السلطات الرسمية والوسطاء.


وفي نبرة جديدة، لم تكن موجودة في تصريحات المسؤولين من قبل، صرح المتحدث الصحافي للرئيس الأوسيتي الشمالي ليف دزوكايف بأن "اقتحام المدرسة لن يتم طالما بقيت إمكانية لتحرير الرهائن عن طريق المفاوضات"، الأمر الذي يشير بطريقة أو بأخرى إلى أن فكرة الاقتحام موجودة لدى السلطات الرسمية.


من جهة أخرى، وبعد نجاح وساطة الرئيس الأنجوشي السابق روسلان أوشيف في التفاوض مع الخاطفين وإطلاق سراح 26 شخصا، 15 طفلا و11 امرأة، قام بمحاولة ثانية لإطلاق مجموعة أخرى، إلا أن الأخبار انقطعت فجأة بهذا الصدد.


وفي ما أشارت مصادر إعلامية من موقع الحدث بأن هناك أنباء، لم تؤكد رسميا بعد، تدور حول محاولات أخرى لفتح ممر من أجل استبدال الأطفال المتبقين بين الرهائن بأشخاص كبار السن، صرح كبير أطباء الأطفال في روسيا ليونيد روشال، أحد المفاوضين الرئيسيين من الجانب الحكومي، بأنه نجح في الاتصال بالخاطفين بعد انقطاع دام أكثر من 18 ساعة. وأعرب عن أسفه بشأن رفضهم استقبال الطعام والمياه والمواد الطبية، وكذلك عدم قبول فكرة تأمين ممر لخروجهم إلى أنجوشيا أو الشيشان والإفراج عن الرهائن.


وفي معرض تصريحاته، انتقد روشال موقف الصليب الأحمر الدولي مشيرا إلى إنه لم يرسل إلى الآن ممثليه، أو مفاوضين من طرفه، وهي الأمور التي تدخل في صميم أعماله، وجرت ممارستها في أزمات مشابهة بدول ومناطق أخرى.

الرهائنمن دون طعام منذ يومين
وقال رئيس خلية الازمة ليف دزوغاييف صباح اليوم ان "الذين افرج عنهم قالوا ان الاطفال في حال مرضية وانهم يلقون معاملة لا باس بها". وكانت المجموعة المسلحة افرجت عن 26 رهينة. ولكنه اضاف "ولكن ماذا يعني هذا عندما لم يتلقوا طعاما منذ يومين تقريبا بغض النظر عن التوتر الذي يعيشونه؟". واكد ان المسلحين هم الذين يرفضزون ان يصل الطعام للمحتجزين. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس الخميس انها لم تتلق بعد ردا من الحكومة الروسية على اقتراحها تقديم مساعدة انسانية للرهائن. واوضحت اللجنة انها "لم تتلق اي طلب لا من قبل الروس ولا من قبل المجموعة التي تحتجز الرهائن" للتحرك كوسيط انساني.

وفي ما أعلنت الأجهزة الأمنية عن نجاحها في تحديد هوية بعض العناصر بين الخاطفين، أشارت إلى إنها تجرى تحرياتها للعثور على أقاربهم من أجل المساعدة في إقناعهم بتحرير الرهائن، أو على الأقل تحرير الأطفال والنساء. ويبدأ اليوم الثالث من المأساة وسط حالة من الضبابية والتعتيم من جميع الأطراف، وهو ما يسبب حالة من الرعب في أوساط الرأي العام الروسي.