الكويت : في الماضى تحدى اخصائي الديكور الفلبيني راي أكينو المقيم في الكويت القنابل والرصاص من أجل العمل في العراق اما الان فانه يقول ان راتبه الكبير فقد بريقه بعد ان بدأ مسلحون في اختطاف وقتل الاجانب في العراق.
وقال اكينو (39 عاما) والذي عمل لمدة شهرين في قاعدة عسكرية امريكية في العراق في وقت سابق هذا العام براتب شهري يبلغ 2125 دولارا امريكيا مقابل 850 دولارا يحصل عليها عادة في الكويت "عندما كنت هناك من قبل كانت الامور جيدة ...كانت هناك قنابل فقط ". وقال مشيرا لصورة نشرتها الصحف للنيباليين الاثني عشر الذين قتلتهم جماعة اسلامية عراقية متشددة بقطع رقابهم ورميا بالرصاص هذا الاسبوع "لم يحدث شيء مثل هذ".
وتحولت دولة الكويت المجاورة لمركز توظيف اساسي لعمال من دول فقيرة يسعون لتحسين حياتهم بالحصول على وظائف باجور أعلى في العراق. وحصلت العديد من الشركات الكويتية على عقود مربحة مرتبطة بجهود اعادة اعمار العراق والتي تحتاج لمليارات الدولارات او لتقديم امدادات للقوات متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق مما زاد من الطلب على الايدي العاملة والسائقين والطهاه وعمال النظافة.
ولكن متشددين يسعون لطرد القوات التي تقودها الولايات المتحدة من العراق وشل الحكومة الانتقالية العراقية قوضوا الاغراء المادي للعمل في العراق باختطاف اجانب ينتمون لاكثر من عشرين دولة منذ ابريل نيسان الماضي في محاولة لطرد قوات وشركات هذه الدول من العراق.
واطلق سراح العديد من الرهائن. واطلق متشددون هذا الاسبوع سراح سبعة سائقي شاحنات هم ثلاثة هنود وثلاثة كينيين ومصري واحد بعد ان دفعت الشركة الكويتية التي يعلمون بها فدية قدرها 500 الف دولار للخاطفين.
ولكن 25 رهينة قتلوا بعضهم بقطع رقبته وعرضت عمليات قتلهم بوسائل الاعلام على نطاق واسع. ومثل اكينو قال عديد من العمال في الكويت ان افكارهم تغيرت بشان الذهاب الى العراق.
واقسم الباكستاني اكبر علي (60 عاما) ويعمل نادلا بان لا تطأ قدمه العراق مهما كانت المبالغ المعروضة عليه.
وقال علي الذي يقيم في الكويت منذ 41 عاما "حتي اذا كان المقابل المادي في العراق افضل فهناك خطر...عندما تقول هذه الجماعات للناس الا يذهبوا الى العراق فهذا يعني انه يجب ان لاتذهب." ويقول السائق المصري محمد مصطفي مهدي انه يتوكل على "العناية الالهية" في كل مرة يعبر فيها الحدود الى العراق. ويقول السائق (33 عاما) انه محظوظ لانه لايتوغل كثيرا في الاراضي العراقية حيث يقوم بانزال العمال المتجهين للعراق في مدينة صفوان الحدودية ومنها تقوم سيارات عراقية بنقلهم. وقال السائق لرويترز "بعض الناس لايرغبون في الذهاب للعراق ولكنهم يذهبون على اي حال للحصول على اجور جيدة. مايحدث هناك لبعض الاجانب شيء مخيف . ولكنني اقوم بعملي والله تعالي هو الحارس . ولدينا ايضا حماية من الجيش الامريكي."
وتحظر العديد من الدول الاسيوية الفقيرة على مواطنيها السفر الى العراق ولكن العديد منهم يتسلل عبر الدول المجاورة تحدوهم الامال برواتب مرتفعة لمساندة اسرهم في بلدانهم الاصلية.
وقال السائق الباكستاني انجم حسين ان الاجور الاضافية التي تدفعها الشركات للعمال للذهاب للعراق مغرية وان القوات الامريكية والبريطانية تحرسهم مما يجعلهم يشعرون بامان اكبر.
ورغم ان حسين يعلم انه يغامر بحياته في كل مرة يعبر فيها الحدود الى العراق ولكن الوعود بالحصول على اموال أكثر لمساعدة اسرته تقلل من المخاوف المتعلقة بسلامته.
وقال حسين "أشعر بالخوف عندما أرى مايحدث هناك. ولكن اذا توفرت لي فرصة عمل اخرى فانني سأعود." من هيثم حدادين (شاركت في التغطية نورا قاسم .
التعليقات