ريما زهار من بيروت: الاحداث المتسارعة لا تزال تخيم على الاوضاع في البلاد واستدعت اجتماعًا طارئًا للرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا كان فيه الملف الحكومي هو الحاضر الاكبر، وتم التوافق على ملء الشواغر في ضوء استقالات الوزراء بويز حمادة العريضي وفرحات، بتكليف نظرائهم بالوكالة اما عن مستقبل التركيبة الحكومية فالموضوع على نار هادئة كما يبدو والبحث مؤجل اقله الى ما بعد 17 ايلول نظرًا لارتباط الرئيس رفيق الحريري بزيارات خارجية، الامر الذي سيفسح المجال امام المزيد من التشاور وفي موازاة التحرك الرسمي وتيرة عالية لمعارضة النائب وليد جنبلاط الذي نعى الطائف بالامس اما فيما خص قرار مجلس الامن فقرر لبنان ان يحمل القرار الى الجامعة العربية في حين توالت القراءات العالمية في ابعاده.
ومع تسارع الاحداث والتطورات السؤال المطروح كيف يمكن ترتيب البيت الداخلي اللبناني او بمعنى آخر ما هو دفتر الشروط المطلوب للمرحلة المقبلة ؟ النائب بطرس حرب اجاب على تساؤلات "إيلاف" ولدى سؤاله :"انت من القائلين نريد ان نأكل العنب لا ان نقتل الناطور برأيك ما هو دفتر الشروط المطلوب لاجتياز الاوضاع الملبدة داخلياً؟ اجاب:"ما حصل خربط البيت الداخلي ونحن ملوعين وخائفين من ان مجرى الامور سيثير ثغرات كبيرة جداً في الجو الحاصل مع احتمال عدم تصحيح هذه الثغرات الا انه حتى مع الخطأ الدستوري الذي حدث من غير الضروري ان يدفع اللبنانيون ثمنه وبالنتيجة هذا بلدنا والمصلحة الوطنية نحن حريصون عليها اي طرح يستدل منه الجدية في اعادة النظر في الوضع واعادة النظر بالامور المبدئية وليست الشخصية لا يمكن ان نكون سلبيين تجاهه، نحن سلبيون ضد الخرق وضد اي امر يستهدف الوفاق الوطني والاعتداء على الدستور والاعتداء على الحريات يدنا ممدودة الى كل طرح جدي اما ان يلتف الجميع على المعاضة بهدف التوزير فلا أحد يهدف منا ان يكون وزيرًا ".
لكن اذا كانت الترجمة المطروحة في الحكومة المقبلة كيف برأيك يمكن ان تتم ترجمة هذه الجدية؟ اجاب:" بتصوري ليس المهم الحكومة بل ابرنامج المعارضة وباي حجم ستمثل في الحكومة؟ هناك اسئلة كثيرة وشعوري الشخصي ان الاجواء التي يجب ان تتوفر لمعالجة ما تم عندي شعور بعدم وجود طرح جدي لاستيعابها وهذا ما لمسناه بعد خرق الدستور".
ولكن من باب التفاؤل في حال تمت الاستجابة لمثل هذا المشروع هل تتوقع حكومة بمشاركة المعارضة؟ اجاب:"علينا اولاً ان ندرس مستوى الطرح وطبعاً برأيي ليس المسموح القول اننا نرفض الحوار لمصلحة وطننا نحن نفتح عقلنا وآذاننا للحوار وياتي في رأس المشروع المطروح العودة الى برنامج واضح يتضمن كل الثغرات التي نشكو منها والعودة الى الطائف ومعالجة قضايا البلد التي يتخبط بها.
ولدى سؤاله:" تحدث النائب جنبلاط امس عن خرق الطائف والاتجاه نحو نظام رئاسي هل فعلاً مثل هذا الامر مطروح حالياً ؟ فاجاب:"من وجهة نظر جنبلاط افهم هذا القول وافهم نتيجة الجو الذي خرق اخيراً ليس هناك نظام رئاسي بقدر ما هو انعدام للنظام ككل وكانت الامور تسير في لبنان دون اي قيود واذا استمرت الامور هكذا نحن مرشحون الى التوجه الى نظام جديد لا قيود فيه والامر خطير جداً.
وما حصل ترك جرحاً بليغاً في الرأي العام الداخلي والدولي والمواطنين.
التعليقات