أوصل رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي قبل يومين أثناء زيارته لأحد معسكرات قوات الطوارئ العراقية التي كانت ألقت القبض على أربعة متسللين عرب رسالة واضحة للإرهابيين في العراق بان لا مهادنة معهم بعد أن وصلت المفاوضات مع ممثلي بعض المسلحين في عدد من المدن العراقية لطريق مسدود وفقا لما تسرب من تلك الاجتماعات.


و اصر ممثلو المسلحين على تقلد من يمثلهم مناصب قيادية في الحكومة والسماح لانضمام عدد من عناصر الحرس الجمهوري السابق لقوات الحرس الوطني العراقي وزيادة حقائب السنة في الوزارات العراقية واعمار المدن التي تعتبر تجمعات للمسلحين المناهضين للحكومة. وهي مطالب رفضتها الحكومة العراقية المؤقتة التي أصرت على ان يحتكم الجميع للانتخابات العامة أول العام المقبل. وهو مار فضته الجماعات المسلحة التي تراهن على كثرة ونوعية تسليحها ومقدرة مقاتليها من قوات الحرس الجمهوري المنحل ومقاتلين عرب واجانب قادمين من اقطار شتى. وتيقنها ان مواجهة بينها وبين القوات العراقية التي لما تزل في طور البناء والتسلح لن تكون لصالح القوات العراقية من حيث الحسم السريع كما حصل في النجف في الشهر الماضي حيث ان عناصر جيش المهدي بلا خبرة عسكرية وقليلو التسلح كما ونوعا.


فاتجه المسلحون للتصعيد والقوات الحكومية لمطاردتهم. والعمل على استنزافهم لكسب الوقت ريثما تستكمل القوات تدريباتها ووصول اسلحة اكثر تطورا. فدخلت القوات العراقية سامراء بعد هرب الارهابيين منها. ومازالت تحاصر تلعفر حيث يتمركز مسلحون تقول القوات العراقية والاميركية انهم تسللوا من الحدود السورية. اما الفلوجة فقد تركت الحكومة للطائرات الاميركية انتقاء مخابيء المسلحبن فيها تمهيدا لاجتياحها عراقيا.


وفي اللطيفية حيث خطف وقتل الكثير من العراقيين والاجانب اعلنت الشرطة العراقية والقوات الاميركية عن توقيف 500 شخص في اللطيفية 35 كلم جنوب بغداد.


وفي تطور جديد القت القوات العراقية القبض اليوم على ثلاثة ارهابيين مصريين حسب المصادر العراقية وهرب احدهم بعد ثلاثة ايام من القاء القبض على متسللين اخرين تزامنا مع زيارة وزيرة الداخلية العراقي فلاح النقيب لدمشق التي سبتم تسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بين البلدين. وهو مايمكن وصفه بانقطاع (شعرة معاوية) بين الحكومة والمسلحين الذين تفاوضت معهم على وقف اطلاق النار ودخول العملية السياسية والشروع بالاعمار.


وفي سياق متصل اكد رئيس الوزراء اياد علاوي على اصرار حكومته على اجتثاث الارهاب الذي يشكل تحديا لكل دول العالم كما وصفه في تصريح له بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر قال رئبس الوزراء العراقي اياد علاوي اليوم ان معركة بلاده ضد الارهاب تشكل "تحديا سافرا لكل دول العالم وقال علاوي "ان معركتنا مع الارهاب هنا في العراق تشكل تحديا سافرا لكل دول العالم وبخاصة الدول المجاورة من قبل قوى الشر والظلام".


واضاف "الارهاب يطمح بان يسجل في العراق لا سمح الله انتصار ارادته الشريرة المتخلفة بازاء ارادة قوى الخير والتمدن وانها بمثابة رسالة مفتوحة لدول العالم بان العراق ليس هو مستهدفا وحده فقط، بل ان يد الارهاب سوف تتسلل لضرب الامن والاستقرار اينما وجد هادفة".


وتابع علاوي "منذ ثلاثة اعوام امتدت يد الارهاب لتطال الاف الابرياء في مبنى مركز التجارة العالمي ولم يكتف الارهاب بفعلته الدنيئة تلك، بل راح يعيث فسادا بعد ان طال مواقع عدة من العالم لا يفرق بين دين واخر ولا بين شعب واخر".


اما وزير الدولة للشؤون العسكرية قاسم داود فقد اعلن اليوم السبت ان القوات العراقية تحارب بمساندة القوة المتعددة الجنسيات "الارهابيين" في شمال وجنوب وغرب البلاد. وقال في مؤتمر صحافي "اود اعلامكم ان القوات العراقية اطلقت عملية عسكرية ضد الارهابيين في اماكن مختلفة من البلاد".


واضاف " نحن ماضون في العملية بمساندة من القوات المتعدد الجنسيات في تلعفر شمالا والفلوجة غربا والمحمودية واللطيفية (جنوب بغداد)". وتابع "سيتطلب انهاء (العمليات) وقتا الا اننا نعمل استنادا الى معلومات تلقيناها عن وجود ارهابيين في هذه المناطق". واشار داود الى ان الحكومة تحارب "عملاء صدام حسين وحلفاء بن لادن و(الاردني ابو مصعب) الزرقاوي".


وكان ناطق باسم الحرس الوطني العراقي صرح بان 57 إرهابيا قد قتلوا وتم اسر ثلاثة آخرين وذلك في الاشتباكات التي اندلعت منذ يوم السبت الماضي.وكان الدكتور ربيع ياسين مدير صحة نينوى قد صرح يوم الخميس الماضي بان قوات الحرس الوطني العراقي قد منعت سيارات الإسعاف من دخول مدينة تلعفر وهو غير صحيح , حيث تم وصول سيارات الإسعاف والإمدادات والتجهيزات والفرق الطبية وهي تمارس الان مهامها في تلعفر .


وسوف تستمر قوات الحرس الوطني العراقي في مطاردة واسر المقاتلين الغرباء الذين يتسببون في قتل النساء والاطفال وسرقة ممتلكات الدولة والعبث بأمن البلاد حسب الحرس الوطني العراقي.
من جانب اخر قتل اعلن قائد الشرطة في تكريت العقيد مزهر خلف اليوم السبت لوكالة فرانس برس العثور قرب مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) على جثتي مقاولين عراقيين يعملان لحساب قاعدة عسكرية اميركية.


ورفض العقيد العراقي كشف هوية المقاولين اللذين يعيشان في تكريت شمال بغداد. وحسب الطبيب الشرعي ثائر الجنابي في مستشفى تكريت فان "الرجلين قتلا بالرصاص وان وفاتهما تعود الى نحو 24 ساعة". وكان مقاولان آخران من تكريت يعملان ايضا لحساب الجيش الاميركي خطفا قبل اسبوعين في المنطقة نفسها ولا يزال مصيرهما مجهولا. يأتي ذلك بعد تهديدات بوجهها مجهولون لكل عراقي يعمل في الجيش او الشرطة العراقيين او مع القوات الاميركية.