نبيل شـرف الدين من القاهرة: كشف ماجد عبدالفتاح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر عن تفاصيل الاتصال الهاتفي المطول الذي كان قد أجراه الرئيس المصري حسني مبارك يوم الخميس الماضي مع كل من ياسر عرفات وأحمد قريع لاحتواء الخلاف بينهما، "لأنه لا يجب حدوث خلافات بين الحين والآخر بينهما ولابد من تفويضات واضحة في السلطة من الرئيس عرفات إلى قريع , ولابد من وجود آلية للتشاور والتنسيق المستمر".
وأشارالمتحدث الرئاسي إلى أن أبو الغيط وسليمان سيقومان بزيارتهما المقررة إلى إسرائيل عقب انتهاء عطلة رأس السنة إليهودية خلال الأسبوع القادم، غير أن المتحدث، استدرك قائلاً إن هناك ادعاءات يجري تناولها بوسائل الإعلام الإسرائيلية بين الحين والآخر, وأننا لايجب أن ننساق وراءها, مثل عدم وجود خارطة الطريق, وانه لا التزام لاسرائيل التي كان لديها 14 تحفظا على هذه الخريطة التي وافق الفلسطينيون عليها، وقال إن كل ذلك سابق لأوانه , لأننا لو كنا نتحدث عن الانسحاب من غزة فإننا نتحدث عنه في اطار خارطة الطريق، وإذا لم يكن في اطار خريطة الطريق "فنحن لا نرحب بالانسحاب من غزة".
تأتي هذه التصريحات عشية توجه عدد من قادة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة إلى القاهرة في وقت لاحق, لبحث مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية في ضوء الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة.
من جانبه قال الدكتور صائب عريقات وزير شئون المفاوضات الفلسطيني، الذي يزور القاهرة حالياً، إن مصر تتحرك حالياً بطلب فلسطيني بهدف رئيسي هو وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وجعل فكرة الانسحاب الاسرائيلي من غزة جزءا من خارطة الطريق. جاء ذلك في تصريحات ادلي بها الدكتور عريقات لدي وصوله إلى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق عدة ايام يستقبله خلالها احمد ابو الغيط وزير الخارجية, والوزير عمر سليمان وعدد من كبار المسئولين, كما يشارك في الندوة التي ينظمها مجلس العلاقات الخارجية المصرية بالتعاون مع الامم المتحدة حول الاوضاع في فلسطين والعراق.
وأضاف الوزير الفلسطيني أن مصر تتحرك لاستئناف الحوار الداخلي الفلسطيني، بغية التوصل إلى ورقة عمل تأخذ في الاعتبار المصالح العليا للشعب الفلسطيني وكذلك لاعادة تدريب وتأهيل اجهزة الامن الفلسطينية التي دمرتها قوات الاحتلال الاسرائيلي .
وحذر الوزير من خطورة الممارسات الاسرائيلية على عملية السلام وقال انه بعد زيارة الوفد الرسمي المصري ولقائه بعرفات في رام الله قامت اسرائيل بقصف مخيم جباليا، ما أدى إلى مقتل 15 مواطنا فلسطينيا.
وحول التهديدات الاسرائيلية بالتعرض لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قال عريقات إن التصريحات التي جاءت على لسان وزيري الدفاع والخارجية الاسرائيليين حول المس بالرئيس عرفات انما تدل على ان الامور في الاراضي المحتلة تسير من السيء إلى الاسوأ وحذر من ان المنطقة ستشهد تصعيدا خطيرا" وقال "ان كل المؤشرات تؤكد ذلك".
وأكد الوزير انه ما لم تطرح اللجنة الرباعية آلية التنفيذ والجدول الزمني لخارطة الطريق وفرض الرقابة على الارض فان الامور ستكون اسوأ من الان، وقال "مطلوب من المجتمع الدولي العمل مع الولايات المتحدة بهدف طرح آلية التنفيذ لخارطة الطريق لانه بدون ذلك ستأخذ الحكومة الاسرائيلية منحي خطيرا جدا يتمثل في المزيد من التصعيد ونحن نأخذ على محمل الجد التهديدات الاسرائيلية معرباً عن اعتقاده بأن "هذا جزء من خروج اسرائيل الاستراتيجي من عملية السلام"، على حد تعبير الوزير الفلسطيني.
- آخر تحديث :
التعليقات