بهية مارديني من دمشق: إعتبرت مصادر سورية أن السياسة التي اعتمدتها دمشق إزاء التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود لم تحسب بشكل دقيق، وظهرت نتائجها السلبية سريعا عبر قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 ، وخلال زيارة وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي، الذي أكد قلق واشنطن العميق تجاه التدخل السوري في العملية السياسية اللبنانية ووجوب إنهاء هذا التدخل في الشؤون الداخلية وسحب القوات السورية من لبنان.
وفي هذا الصدد قال حزب التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة في سورية في بيان تسلمت "ايلاف " نسخة منه ان السياسة في لبنان" لم نلعبها بالشكل السليم ووقعنا بخطأ لم نقع به منذ زمن بعيد ربما لغاية ارادها بعض عناصر قدامى السياسيين محنطي الافكار في سورية، والخوف من ان تفقدهم بعض ميزاتهم ومكاسبهم التي طالما سعوا للحفاظ عليها اطول وقت ممكن ، وربما ارتأت هذه العناصر القديمة ان زج سورية في مواجهة خارجية سيؤدي الى فوضى يمكن استغلالها في وقف مسيرة التطوير والاصلاحات الديمقراطية في الداخل".
واضاف البيان انه "لايخفى على احد ترافق المواجهة الخارجية بين سورية واميركا وقرار مجلس الامن بشأن لبنان مع تصريحات وتبشير بعض هؤلاء القدماء، بعدم وجود أي تغيير في مبدأ الحزب الواحد او أي احتمال لصدور قانون احزاب ينظم النشاط السياسي في سورية وبالتالي لاامل في ممارسة أي نشاط سياسي واي مساهمة من قريب او بعيد في تنفيذ توجهات الرئيس السوري".
بيرنز والعصا التي لوح بها في دمشق
وعلى صعيد التحليلات التي لحقت بزيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز، فرأى البعض أن بين العصا الغليظة التي لوح بها بيرنز في بيانه الصحافي بعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الاسد والحقيقة بون شاسع ، فلا الكلام يعبر عن واقع الكلام ولا تهديدات بيرنز يمكن ان تجلب نتيجة تأخذ بعين الاعتبار دقة المرحلة الفاصلة بين الانتخابات الاميركية والانتخابات الاسرائيلية .
في هذا الاطار يقول مراقبون ان بيرنز لم يحمل أي جديد في تصريحاته لان الرسائل التي تلاها وصلت الى دمشق مرارا عبر توم لانتوس راعي قانون محاسبة سورية والقرار 1559 الذي اكمل المهمة.
ويتساءل المراقبون هل الامر مقدمة لاستهداف مباشر سورية عبر ضربات عسكرية مباشرة من الحدود مع العراق ام هو شبه ضوء اخضر لإسرائيل كي تشن عمليات عسكرية ضد أهداف داخل سورية في حال تصاعد العنف في الاراضي الفلسطينية ؟.
إن الامر الاول لايبدو مقبولا على الاطلاق لأن الورطة الاميركية في العراق لايمكن ان تغري لا اميركا ولا غيرها بتكرارها، اما الامر الثاني فهو مرجح وتتوقعه دمشق والدليل تصريحات نائب وزير الدفاع الاسرائيلي التي قال فيها انه لاحظ ان القوات السوريين مستنفرة على الجانب الاخر من الحدود وسلاح الجو السوري يشهد نشاطا .
فالى اين يمكن ان تستمر هذه اللعبة السورية الاميركية والى أي مدى تستطيع الولايات المتحدة انتزاع تنازلات من الحكومة السورية .
المراقبون يؤكدون ان سورية لا تزال تملك اوراقا في يدها، والدليل زيارة بيرنز وتحاوره مع الاسد والمسؤولين السوريين في قضايا كثيرة .
السوريون في وضع جيوسياسي غير مريح، ولكنهم قادرون على جعل المنطقة بأسرها تلتهب اذا غيروا مواقفهم الحالية الداعية الى الحوار والسلام وهم يرصدون بدقة كل مايحصل ولابد وانهم يدركون ان كل ماصدر من واشنطن حتى الان لايعدو عن كونه تصاعد للضغوط في سبيل الحصول على تنازلات على الارجح لن تحدث.
والانقلاب الوحيد الذي يمكن ان ننتظره في المنطقة اشتعال مواجهة محدودة في جنوب لبنان تنفس الاحتقان الحالي في المنطقة وتؤجل كل الملفات العالقة على الساحة اللبنانية اما اذا كنا من المتفائلين فيمكن ان ننظر الى مايجري على انه دخان يحجب "طبخة"سلام بشر مارتن انديك خلال زيارته سورية بها.
التعليقات