صدام ومجموعة ال11 الذين يحاكمون معه
أسامة مهدي من لندن : بعد تحفظ لأيام عدة بسبب مخاوف أمنية، أعلنت في بغداد اليوم أسماء قضاة المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ، بينما تردد أن محام مصري يشارك في الدفاع عنه قد طلب يد ابنته الكبرى رغد، في حين وصف راعي الحركة الملكية العراقية الشريف علي بن الحسين عمليات الاختطاف بأنها منافية للأخلاق العراقية والعربية والإسلامية مطالبا بإطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين. هذا وأعلن رئيس الوزراء العراقي اليوم أن "العمليات الارهابية" في العراق ادت الى مقتل ثلاثة الاف عراقي واصابة 12 الفا اخرين بجروح مختلفة.

وذكرت انباء صحافية في بغداد أن الحكومة العراقية قد عينت القاضي نعيم العكيلي رئيساً للمحكمة الجنائية الخاصة التي تتولى محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأحد عشر مسؤولا كبيرا في نظامه السابق. كما عينت القاضي طالب الزبيدي مديراً لإدارة المحكمة بدلاً من سالم الجلبي الذي أعفي من منصبه مؤخرا، اضافة إلى القاضي رائد جوحي الذي تم عرض صدام حسن عليه في بداية تموز (يوليو) الماضي رئيساً لمحكمة التحقيق التي تتولى التحقيق مع المسؤولين السابقين المحالين عليها كما اشارت صحيفة الصباح الجديد اليوم التي توقعت ان تبدأ المحكمة الجنائية اعمالها قبيل نهاية العام الحالي.

سالم الجلبي
وأعفى مجلس الوزراء العراقي الاسبوع الماضي مدير المحكمة سالم الجلبي من منصبه بعد صدور استدعاء قضائي له للتحقيق معه بتهمة التحريض على قتل مدير عام في وزارة المالية العراقية كان يحقق في ممتلكات عائلة الجلبي ومقرات حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه الدكتور احمد الجلبي الذي صدر امر مماثل بالتحقيق معه .

واعلنت وزارة العدل العراقية الاسبوع الماضي ان محاكمة صدام حسين واركان حكومته ستبدأ في غضون الشهرين المقبلين وتستمر لغاية كانون الثاني المقبل لتنتهي قبيل اجراء الانتخابات العامة المقررة في البلاد اواخر هذا الشهر.

وكان صدام و11 من أبرز مساعديه بينهم اثنان من أشقائه "برزان ووطبان" قد مثلوا أمام قاضي التحقيق رائد جوحي لكنه رفض التوقيع علٌ مذكرة الاعتقال وطالب ان يتم ذلك بحضور محام خاص.

ولم يتم بعد الاعلان عن اسم المحامي الذي سيدافع عن صدام حسين رغم مرور اكثر من شهر على مثوله أمام قاضي التحقيق في حين تشير الانباء ان ابنته الكبرى رغد استعانت بالمحامي الاردني محمد الرشدان لقيادة فريق من المحامين للدفاع عن أبيها.

وفي هذا الاطار نقلت شبكة (الرافدين) العراقية عن مصادر مصرية قولها ان رغد ابنة صدام حسين رفضت عرضا بالزواج من محامي مصري شاب كان قد التقاها اكثر من مرة في عمان وقطر في نطاق الاستعدادات لتشكيل هيئة دفاع عن رئيس النظام السابق.

رغد صدام حسين
قالت المصادر ان رغد كانت قد وعدت المحامي المصري الذي لم تذكر اسمه بالنظر في رغبته فاقدم من جانبه قبل ثلاثة شهور على تطليق زوجته المصرية وله منها ابنة عمرها سنتين، لكن رغد تعرضت إلى تعنيف من والدتها ساجدة طلفاح التي تقيم في قطر .واضافت المصادر ان العلاقة بين المحامي المصري ورغد قد نشات اثر زيارات قام بها لعمان بين فترة واخرى للقاء رغد بهدف التنسيق مع مجموعة المحامين المصريين الذين اعلنوا تطوعهم للدفاع عن الرئيس السابق واركان نظامه واكدت ان المحامي المصري الذي يبحث عن الشهرة قد يعلن من طرف واحد عزمة على الزواج من رغد إذا ما قبلت ذلك لغرض ترويج اسمه وذلك بعد ان شهدت قضية الدفاع عن صدام حسين ملابسات عدة بدخول التمويل الليبي على الخط واستقالة نقيب المحامين الاردنيين السابق صالح عبدالكريم العرموطي من مجموعة الدفاع وتكذيب مجموعة من المحاميين المصريين انباء مشاركتهم في الدفاع .

ولفتت المصادر إلى ان المحامي المصري الشاب طلب إلى شخصية اردنية معروفة التدخل لدى رغد لاقناعها بالزواج منه وقد قامت هذه الشخصية فعلا بتقديم النصيحة لرغد التي ابلغته ان عليه ان يطلبها من والدتها المقيمة في الدوحة حاليا .

وكانت رغد متزوجة من وزير التصنيع العسكري الاسبق حسين كامل الذي انشق عن النظام مع شقيه صدام كامل وطلبا اللجوء السياسي في الاردن مع زوجتيهما ابنة الرئيس المخلوع رغد ورنا لكن صدام حسن امر بقتلهما اثر عودتهما إلى بغداد عام 1996 .

علاوي: "العمليات الارهابية" في العراق ادت الى مقتل 3 الاف عراقي واصابة 12 الفا

واعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اليوم في مدينة البصرة الجنوبية ان "العمليات الارهابية" في العراق ادت الى مقتل ثلاثة الاف عراقي واصابة 12 الفا اخرين بجروح مختلفة.

وقال علاوي في تصريحات للصحافيين في اعقاب لقائه بمحافظ البصرة حسن الراشد ان "العمليات الارهابية في العراق ادت الى مقتل اكثر من ثلاثة الاف عراقي واصابة اكثر من 12 الفا اخرين".

ووعد علاوي بأن "الوضع الامني سيشهد طفرة نوعية اعتبارا من الشهر المقبل في الجيش والشرطة والحرس الوطني في جميع الجوانب التسليحية والتدريبية والانتشار". وقال ان "12 فوجا سيتم نشرها في جميع محافظات العراق".

وعلى صعيد الوضع الامني في بغداد التي تشهد منذ صباح اليوم اشتباكات متفرقة بين مسلحين مقاومين من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى اسفرت عن مقتل واصابة حوالي 50 شخصا ذكر عراقيون اتصلت هم " ايلاف" ان هذه القوات تواصل عمليات تمشيط لاحياء مدينة الصدر الشعبية معقل رجل الدين مقتدى الصدر بحثا عن اسلحة ومطلوبين واشاروا إلى ان الطائرات الاميركية قصفت بعض المواقع المنتخبة هناك .

ومن جهة اخرى استنكر الشريف علي بن الحسين راعي الملكية الدستورية عمليات خطف الاجانب وقتل البعض منهم بيد اشخاص يختبئون تحت ستار واسماء منظمات اسلامية واصفا هذه العمليات بانها خارجة عن الاخلاق العراقية والعربية والاسلامية.

وقال في بيان له في بغداد انه في الوقت الذي تمتلئ قلوب العراقيين حزناً والماً على مصابهم بذهاب المئات من الضحايا الابرياء في مدن البلاد المختلفة نتيجة تدهور الاوضاع الامنية جاءت عملية اختطاف الصحفيين الفرنسيين لتضيف حزناً لصحفي ومثقفي العراق الذين طالما عانوا من كبت لحرية الرأي والتي من شانها الاساءة إلى حرية الاعلام وعرقلة كشف الحقائق وفضح الممارسات السلبية للعملية السياسية ومرحلة الاحتلال الراهنة.

واضاف انه من منطلق بان فرنسا دولة لا علاقة لها بالاحتلال ودولة لها تاريخ صداقة وتعاون مع الشعب العراقي على مدى طويل ولأن صحفيوها المحتجزون من المناهضين للحرب وليسوا من دعاتها وعملهما الصحفي لا يسمح لهما القيام باية اعمال عسكرية لذلك ندعو إلى اطلاق سراحهما.

وطالب راعي الملكية الدستورية بايقاف عمليات الخطف بشكل عام معرباً عن احتجاجه على هذه العمليات التي يرفضها الانسان العراقي والدين الاسلامي وخاصة انها تاتي تحت اسم (جيش الاسلام) وشعارات اسلامية تتنافى مع توجهنا في ضبط الامن وتحقيق الاستقرار وبناء علاقات سليمة مع دول العالم. وشدد الشريف علي بن الحسين على رفض عمليات الاختطاف وطالب بالكف عن هذه الممارسات التي تضر بالاسلام والعراق والعراقيين وتشوه روح التسامح والرحمة والسلام التي هي احدى مرتكزات الرسالة الاسلامية السمحاء.