ريما زهار من بيروت: توفرت معلومات ل"إيلاف" في موضوع إعادة انسحاب للقوات السورية من لبنان،مفاده أن الموضوع أدىإلى خلق هوة ما بين الدولة والمعارضين،وأعربت المعارضة عن شكوكها فيما خص هذا الانسحاب، أما المسؤولون فيؤكدون ان مثل هذه الخطوة هي نتيجة لقرار لبناني سوري وليس للقرار1559 الصادر عن الامم المتحدة

وبحسب المعلومات تشدد كل هذه الأمور على عدم الثقة في العلاقات الثنائية بين سورية ولبنان، وفي هذا الخصوص صرح مطران جبيل للموارنة بشارة الراعي بانه لا يكفي تراجع القوات السورية من لبنان وانما اعادة العلاقات اللبنانية السورية من اساسها الى مسارها السليم ولا شك ان رجال الاقتصاد والتجارة والزراعة وحتى سائقي التاكسي لهم اراؤهم في هذا المجال، وأخيراً لم تتردد السلطات السورية في قطع التيار الكهربائي عن لبنان الا بعد تأمين الشروط والمبالغ المترتبة والمؤسف ان المسؤولين اللبنانيين لا يتخذون الموقف نفسه حيال بعض الامور الداخلية المتعلقة مع سورية مباشرة، وكل هذه المسائل زادت من عدم الثقة بالعلاقات الثنائية ، وفي هذا الخصوص صرح احد المسؤولين الاميركيين ان الامور تغيرت في المنطقة بعد سقوط الامبراطورية السوفياتية واحداث 11 ايلول والعولمة ، لم تعد العلاقات اللبنانية السورية كما كانت في عهد بريجنيف والحرب الباردة وهذا بلا شك جوهر ازمة الثقة ما بين بعض اللبنانيين وسورية ويبقى دور حلفاء سورية في لبنان رئيسي في تصحيح مسار العلاقات وذلك لمصلحة كل من سورية ولبنان.

من جهة اخرى وفي حين لا زالت القراءات مستمرة في الحوار الاميركي السوري في دمشق بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليم بيرنز، تشهد الساحة المحلية اعادة تمركز سياسية في ضوء حسابات الربح والخسارة وامكانات التعويض المستمرة بعدما رست الامور على بر التمديد، ولا يستبعد في ضوء هذه القراءة عودة الاشتباك السياسي على بعض المحاور في ضوء اقتراح النائب وليد جنبلاط اعادة النظر في التعديل الدستوري واجراء انتخابات حرة كأفضل مخرج من الضغط الدولي على لبنان. في حين كان الوزير عاصم قانصو ينتقد بعض الذين كانوا بالامس معنا، وهم خدم عند الاجنبي وخصوصاً الاميركي والفرنسي بحسب قوله. هذا المشهد المحلي المستعر في جانب منه على موعد مع هبة باردة في الايام المقبلة تتمثل في زيارة رئيس الجمهورية اميل لحود الى بكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في اول لقاء بين الرجلين منذ تمديد الولاية الرئاسية

العلاقات الاميركية السورية
العلاقة الاميركية السورية من جهتها لم تبلغ بعكس ما تردد اعلامياً نقطة السخونة التي حكي عنها بعد زيارة بيرنز الى العاصمة السورية، والامور حالياً في مرحلة التقويم والمتابعة. والبارز في هذا المجال اعلان سفير سورية في واشنطن عماد مصطفى ان الطرفين حققا امس الاول تحولاً في علاقاتهما التي اتجهت نحو الحوار الايجابي الاعمق في عهد الرئيس بوش بعدما كانت شبيهة بحوار الطرشان بحسب تعبيره.

واشار الى ان من مظاهر هذا الحوار، اللقاء الذي سيعقد بين وزيري خارجية سورية فاروق الشرع والولايات المتحدة كولن باول بعد 10 ايام على هامش اللقاء السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

في موازاة ذلك زيارة متوقعة على خط بعبدا- بكركي بعد عودة البطريرك من الديمان الى بكركي وهي عودة متوقعة الاربعاء المقبل وعلم في هذا الاطار ان رئيس الجمهورية سيزور بكركي للقاء البطريرك الماروني.

على خط آخر يزور وفد عسكري سوري بقيادة قائد القوات السورية في لبنان اللواء اديب القاسم، قصر بعبدا اليوم لتهنئة الرئيس لحود بتمديد ولايته.

سماحة
وسط هذه الاجواء اجرى وزير الاعلام ميشال سماحة محادثات في العاصمة السورية مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووزير الاعلام احمد حسن، وتناول سماحة والحسن في مؤتمر صحافي مشترك المحادثات التي اجراها الرئيس السوري بشار الاسد ومساعد وزير الخارجية وليم بيرنز والقرار 1559 وما يتردد عن اعادة انتشار القوات السورية واستغرب الوزير سماحة الحديث عن انسحاب سوري.

وفي موضوع القرار 1559 اشار سماحة الى ان لبنان سيتحرك لشرح موقفه من مضامين هذا القرار.وشدد الوزير السوري من جهته على ان القرار 1559 لا يعطي سنداً قانونياً وسياسياً لفرض وصاية دولية على لبنان .

القرار 1559
وسيكون للقرار حضوره في اجتماع وزراء العرب الذي يعقد في القاهرة تحضيراً للدورة العادية لمجلس الجامعة العربية وسيتوجه وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد اليوم الى العاصمة المصرية لترؤس الوفد اللبناني الى الاجتماع الوزاري.

وحضر القرار 1559 في المواقف المحلية في عطلة نهاية الاسبوع وشدد وزير الصحة سليمان فرنجية في هذا الاطار على ان عدم الوجود السوري في لبنان لا يعني عدم وجود حلفاء لسورية، وقال في لقاء دعا اليه النائب وجيه البعريني في عكار ان الخط السوري هو الاقوى في لبنان.

وكرر وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي، الذي شارك في اللقاء، الدعوة الى الانفتاح من خلال حركة دبلوماسية خارجية لشرح الموقف اللبناني من القرار 1559.
ورأى النائب وليد جنبلاط في حديث الى صحيفة "المستقبل" ان افضل مخرج على الضغط الاميركي على لبنان وسورية، هو اعادة النظر في التعديل الدستوري واجراء انتخابات حرة وقال جنبلاط، انه لا بد من ورقة عمل مشتركة بين جميع القوى والفئات التي عارضت التمديد من اجل الاستمرار في معركة الدفاع عن الدستور والحريات وتحصين المجتمع الاهلي، ولفت الى ضرورة ان تتضمن ورقة العمل الرؤية الى تصحيح العلاقات اللبنانية السورية بالاستناد الى اتفاق الطائف والى ما كان طرحه منذ العام 2000 لجهة التمركز الاستراتيجي السوري والخروج من الجزئيات اللبنانية الداخلية.

واكد النائب نسيب لحود ان معركة الدفاع عن الدستور والديموقراطية والحريات وعن علاقات لبنانية سورية نقية لا تنتهي هنا،وكشف ان الحلفاء الذين رفضوا تعديل الدستور في مجلس النواب يصوغون ورقة للمرحلة المقبلة.

وطالب الوزير عاصم قانصو بان تكون الحكومة المقبلة في خط الرئيس لحود نفسه، منبها الى انه اذا لم نطبق هذا النهج لا نكون فعلنا شيئاً وقال ان بعض الذين كانوا بالامس معنا هم خدم عند الاجنبي وخصوصاً الاميركي والفرنسي.