في الوقت الذي كان رئيس الجمهورية اللبنانية الممدد له اميل لحود يعلن أمام الوفد العسكري السوري ان "الضغوط الدولية التي يتعرض لها لبنان وسورية تستهدف خياراته القومية والوطنية التي انهجاها ولاسيما في ما خص النزاع العربي الإسرائيلي" كان رئيس وزراء لبنان يقول من على منبر دولي ان بلاده ترغب في التعايش مع اسرائيل، وان لبنان من طلاب السلام والاستقرار من " اجل أولادنا وأحفادنا وأولاد إسرائيل وأحفادها أيضا".

الحريري تسلم في برشلونة جائزة الأمم المتحدة للإسكان لعام 2004 عن تجربة إعادة البناء والاعمار ما بعد الحرب في لبنان (1975-1990)، في بادرة تقدير دولي لافتة، سعى رئيس الحكومة الحالية إلى الاستفادة منها داخليا ودوليا، وعلى المستوى الدولي طرح موقفا قريبا من موقف الرئيس السوري بشار الأسد حول السلام مع إسرائيل، حيث شكر في أول الذين ذكرهم في كلمته سورية لمساهمتها في إحلال السلام في لبنان، قبل ان يقول:"نريد السلام لكل شعوب الشرق الأوسط وليس للعرب فقط، بل أيضا لإسرائيل ولكل من يعيش في الشرق الأوسط".

وفي حين كانت الطريق الدولية الممتدة بين بيروت ودمشق تشهد مرور سيارات الراغبين في تولي مناصب وزارية، كان رئيس الحكومة يجيب عن الأسئلة في المؤتمر الصحافي في برشلونة، قبل ساعات من موعده مع الملك خوان كارلوس، ليقول بان حكومته بحكم المستقيلة، وانه يترك قرار عودته إلى الحكم او بقائه خارجه إلى النواب، الذين سيجرون لقاءات مع رئيس الجمهورية يبلغونه خلالها بمن يرشحون لمنصب رئاسة الحكومة الجديدة.

ومقابل موقف رئيس الحكومة الذي بدا واثقا من المكافاة السورية على موقفه الذي سمح بتمديد ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية، رغم موقفه الشخصي من الرجل، فقد قرر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب جنبلاط الخروج من الحكم كما يبدو، ولزم الصمت، في لعبة يجيدها أكثر من غيره عندما تعاكسه الرياح السياسية، وبرغم تواصل الإشارات السورية التي تشيد بعمق تحالفه مع دمشق الا ان النائب يصر على ما يبدو على موقفه بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة، تاركا امر معالجة اختلال التوازن في التمثيل السياسي لغيره، وحافظا حقه في التصويت بالنقد ورفع سقف المعارضة السياسية بحال تم توزير شخصيات درزية على عداء تاريخي للإرث الجنبلاطي.

وعلى المستوى الدولي استقبلت دمشق المزيد من الازعاج حين تلقت موقفا فرنسيا مشابه إلى حد كبير للموقف الاميركي الذي اعلنه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط وليم بيرنز قبل ايام، بينما سيبحث اجتماع وزراء الخارجية العرب خلال الساعات المقبلة موقف الدول العربية من القرار الدولي لمجلس الامن الرقم 1559، الذي يطالب بانسحاب القوات الاجنبية من لبنان (الجيش السوري) وسحب سلاح المليشيات اللبنانية (حزب الله) وغير اللبنانية (الفصائل الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في لبنان). وسيواجه الوزراء العرب صعوبة في التوصل إلى موقف مشترك من القرار الدولي، وهو ما بدأت تظهر ملامحه مع اصرار الاردن على موقفه الرافض للتعليق على القرار الدولي.

الحريري يتسلم جائزته

رأى رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري من برشلونة في اسبانيا انه من الطبيعي ان يقدم استقالته من الحكومة اللبنانية الحالية التي يرأسها، مؤكدا ان الحكومة الحالية بالتالي بحكم المستقيلة قبل ان ينتهي الشهر الحالي، رافضا الإجابة عن سؤال عما اذا كان في نيته ترؤس الحكومة الجديدة، مكتفيا بالقول:" وان اترك للبرلمان التقرير بامكان اعادتي على رأس الحكومة". في إشارة إلى الاستشارات الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية مع النواب والكتل النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة.

وألقى الحريري كلمة خلال تسلمه في برشلونة جائزة الامم المتحدة للاسكان لعام 2004 عن تجربة اعادة البناء والاعمار ما بعد الحرب في لبنان (1975-1990). ورأى الحريري "ان اليأس الذي يشعر به كل عربي يرزخ تحت الاحتلال ومحروم من حريته وأرضه وكرامته يولد المزيد من العنف ويعمق الهوة بين العرب والعالم".

كلمة ومؤتمر صحافي

وبعد تسلمه الجائزة القى الحريري الكلمة الاتية: "اشعر بالفخر والاعتزاز اني مسرور بوجودي هنا وتسلم هذه الجائزة لأسباب عدة:

اولا: لان هذه الجائزة هي جائزة الشعب اللبناني وجميع مسؤوليه، والامم المتحدة تكرم بهذه الجائزة تضحيات وتصميم الشعب اللبناني الذي تجرأ على ان يحلم باعادة بناء نفسه وتحقيق حلمه رغم الصعاب.

ثانيا: اني افتخر انه تم اختيار برشلونة لمنح هذه الجائزة نظرا الى ما تمثله هذه المدينة من رمز للشراكة بين دول المتوسط وخصوصا نحن في الشرق الاوسط مع اوروبا عبر العملية التي تحمل اسمها عملية برشلونة.

وثالثا: واخيرا واسمحوا لي بشكر كل عائلي وبشكل خاص زوجتي نازك لمشاركتهم في هذه الفرحة بعدما شاركوني في تحمل الصعوبات والتحديات والتضحيات خلال هذه السنوات الطويلة من العمل الرسمي والعام، ان دعم عائلتي وتشجيعها والاهم محبتها الدائمة ساهمت الى حد كبير في استمراري في العمل حتى عندما كنت اشعر بالاحباط في مواجهة ما اعتبره البعض مستحيلا.

ان رسالة لبنان ايضا هي في حماية الديمقراطية الاقدم في العالم العربي لان لبنان يؤمن بان الديمقراطية هي املنا الوحيد في بناء دول حديثة وفي حفظ كرامة الانسان في هذه الدول عبر حماية حقه في التعبير وفي الرأي وفي اختيار مستقبله.

وأضاف: ان المشهد الحالي لمنطقة الشرق الأوسط يبعث على الأسى والخوف ليس على النمو والازدهار فقط، بل وعلى الاستقرار ايضا. ان كل المشروعات والمشاهد المستقبلية التي تعرضها الجهات الدولية الفاعلة تركز على الاعمار والديمقراطية. ان اليأس الذي يشعر به العربي اليوم جراء معاناته الاحتلال وسلب حريته وأرضه وكرامته يؤدي الى المزيد من العنف والى اتساع الهوة بين الانسان العربي والعالم. ان مهمتنا اليوم هي استئصال اليأس وجعل السلام حقيقة في فلسطين والعراق لتعود الثقة وليس التوجسس هي عنوان علاقتنا ورباطنا.

وتابع: "نحن نريد سلاما ودولة مستقلة للفلسطينيين" وأضاف مرتجلا:" نريد استعادة الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة. طبعا، نريد السلام لكل شعوب الشرق الأوسط وليس للعرب فقط، بل أيضا لإسرائيل ولكل من يعيش في الشرق الاوسط. نحن شعب يؤمن ايمانا عميقا بالسلام والتسامح والعدالة، ونود العيش بسلام من اجل اولادنا واحفادنا واولاد اسرائيل واحفادها ايضا. اننا نعتقد انه اذا ارادت اسرائيل العيش بسلام حقا مع جيرانها، فهناك دائما فرصة وكل ما تحتاج للقيام به هو احترام قرارات الامم المتحدة والانسحاب من الاراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية والسماح للفلسطينيين بالعيش في دولة مستقلة شأنهم شأن اي دولة اخرى في المنطقة".

وتابع من النص المكتوب :"ونحن نريد ان يعود العراق حرا مستقلا وموحدا وتعود الدولة فيه للعمل من اجل شعبها الذي عانى الكثير بكل فئاته ومكوناته. ونحن نريد ان تتوقف الضغوط على شعوبنا ودولنا لكي تستطيع العمل بشكل طبيعي من اجل النمو والتقدم، والمشاركة الفاعلة في حاضر العالم ومستقبله. الاعمار حضارة وامتنا صاحبة تجربة حضارية زاخرة ومهمة، شكلت اساسا ضمن اسس التقدم العالمي الحديث في اسيا وافريقيا واوروبا".

للاسكان وتوجه الى مؤسسة الامم المتحدة للاسكان بالقول:"لقد اخترتم تجربة لبنان الاعمارية للاحتفاء بها كحل مثالي لبلدان عانت وتعلمت الدرس، وارادت بناء المستقبل بسواعد ابنائها فنجحت في ذلك. واريد امام هذه النخبة المتميزة من رسميي العالم ومثقفيه ، وفي هذا البلد الزاهر الصديق للعرب والمسلمين،ان اشكر لكم هذا التقدير وان اوجه باسمكم نداء لانقاذ حضارات القدس وبيت لحم ورام الله وغزة وبغداد والموصل والنجف. ان لبنان دائما باب مشرع على الديموقراطية والحرية وعلى كل ما هو نبيل على هذه الارض وفي مقدمته رسالة السلام والتسامح التي تحملها هذه المنظمة وكل من آمن بها. ان الامم المتحدة ستبقى دائما اساسا في حياتنا.

وعقد رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري مؤتمرا صحافيا، بعد تسلمه جائزة الشرف لموئل الأمم المتحدة عن سنة 2004 خلال حفل افتتاح المنتدى الحضري العالمي في برشلونة.

وحول العزلة التي يعيشها لبنان قال الحريري: السؤال هو عما إذا كان لبنان في عزلة. لا بالطبع، لبنان ليس في عزلة، لبنان منفتح على كل البلدان في العالم. وإذا كنا نواجه بعض المشاكل حاليا فبإمكاننا أن نتخطاها من خلال الحوار ومن خلال دعم أصدقائنا في العالم. لذلك لبنان ليس في عزلة.

وردا على سؤال عن القرار 1559 الذي يطالب سوريا بالانسحاب من لبنان وسحب سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية قال :"كلي أمل بالمستقبل وانا آمل ان يتمكن لبنان دوما من تخطي المشاكل والتحديات وان ينجح في مواجهتها".

وعن استقالته اجاب: "طبعا سأستقيل، لقد سبق وقلت ذلك، ولكن لا اعتقد ان المكان هنا ملائم لمناقشة الوضع الحكومي".

وحول ترؤس الحكومة المقبلة: "من الطبيعي ان تستقيل حكومتي قبل نهاية الشهر، ويعود إلى البرلمان ان يقرر ما إذا كنت سأشكل الحكومة العتيدة ام لا. ولكنني بالطبع سأستقيل مع حكومتي قبل نهاية الشهر".

وقال في رد على سؤال: الكثير من اللبنانيين غادروا خلال الحرب، لا بل قبل الحرب وكذلك بعد الحرب. وكثيرون آخرون عادوا الى لبنان حين انتهت الحرب، لذلك ان تدفق المواطنين من لبنان واليه مستمر. ولكن مما لا شك فيه ان الكثير من اللبنانيين الذين عاشوا في الخارج خلال الحرب واكتسبوا مهارات وخبرات يساهمون اليوم في اعادة اعمار البلاد. وانا شخصيا امضيت 28 سنة في المملكة العربية السعودية قبل ان اعين رئيسا للوزراء. فقد جئت الى لبنان مباشرة من المملكة العربية السعودية لتولي منصب رئيس الوزراء في العام 1992".

وردا على سؤال عن تطور عملية السلام والمخاطر من تجدد الحروب في لبنان فال :"انا متفائل بطبيعتي واعتقد انه بامكاننا دوما ان نجد الوسائل للحؤول دون زيادة الاعتداءات، لا اعتقد انه من مصلحة إسرائيل ان تشن حربا على اي من البلدان العربية، فمصلحة الولايات المتحدة والعالم الحر والعالم بأسره تكمن في ان يعم السلام والأمن الشرق الاوسط. والعرب مستعدون للمضي بعملية السلام شرط ان تحترم اسرائيل قرارات الامم المتحدة وان تنسحب من الاراضي المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان. وانتم تذكرون ان الرئيس بوش قال انه يريد ان يرى دولتين دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان بسلام جنبا الى جنب. الآن نحن على ابواب انتخابات رئاسية وسوف ننتظر نتائجها وآمل ان يجد العراق السلام يوما ما، وان تحل المسألة الاسرائيلية - الفلسطينية. ان ذلك يستوجب الكثير من الجهد والارادة والعزم. من جهتنا نحن نؤمن بان السلام هو الحل. الحرب ليست حلا، الحرب لا تولد سوى العنف والدمار وهي لا تؤدي الى اي نتيجة.

وقال: لقد تعلم اللبنانيون من خلال خبرة صعبة جدا . تعلموا ان الحرب والعنف لا يؤديان الى اي مكان وانما فقط الى الدمار. وبالتالي ما يجمعهم اليوم اكثر اهمية مما يمكن ان يفرق بينهم. وحين قلنا ان الحرب نشبت في لبنان بسبب الاختلافات بين اللبنانيين . نحن نبسط بذلك المشكلة. علينا الا ننسى انشاء اسرائيل في العام 1948، وذلك قد لعب دروا مهما جدا في جعل الوضع في لبنان ساخنا جدا وفي دفع الحالة الى ما وصلت اليه، اليوم الكل يعلم ان الوسيلة الوحيدة بالنسبة الينا هي التعايش. ليس من وسيلة اخرى. لقد دفعنا ثمنا باهظا ولكننا تعلمنا انه علينا ان نعيش معا وما من وسيلة اخرى لذلك ترون اللبنانيين اليوم يصرون على العيش معا ويعيشون بالفعل معا، وليس باستطاعة احد ان يفرقهم مهما كان السبب لان الثمن كان باهظا جدا ولم يأت بنتيجة، سوى العنف والقتل والدمار والمزيد من الهجرة، وبالتالي ليس من مصلحة احد ان يتكرر ما حصل في الماضي .

لحود

من ناحيته وبعد ان طلب رئيس الجمهورية اللبنانية الممدد له اميل لجود وقف الاحتفالات بتمديد ولايته من قبل المجلس النيابي وبطلب من سورية، وطلب خاصة ازالة الصور واللافتات المرحبة بتمديد ولايته لمدة 3 اعوام اضافية، التقى الرئيس احدى الشخصيات التي ربما تثير حساسية لدى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الا وهي شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث الذي هنأه على تمديد ولايته.

وكان لحود قد التقى وفد قيادة القوات السورية في لبنان، حيث كان من المفترض ان يتم البحث في الانسحاب السوري من لبنان، وهو الموضوع الذي تم تأجيله حتى لا يتم اظهار الانسحاب بمثابة ضربة اضافية تلقتها سورية ونفذتها تحت الضغط الدولي سواء عبر قرار مجلس الامن الدولي، او فرنسا، او الوللايات المتحدة التي قال موفدها إلى كلاما قاسيا من دمشق ولقياداتها.

وإعتبر لحود، أن علاقات الاخوة والتعاون والتنسيق القائمة بين لبنان وسوريا، تشكل نموذجا للعلاقات التي يجب ان تقوم بين دولتين شقيقتين، منوها بما قدمته سوريا للبنان للمحافظة على وحدته ارضا وشعبا ومؤسسات ومنع تقسيمه.

وأبلغ الرئيس لحود وفدا من قيادة القوات العربية السورية العاملة في لبنان بقيادة اللواء أديب القاسم زاره في قصر بعبدا مهنئا بتمديد ولايته، ان الضغوط التي يتعرض لها لبنان وسوريا تستهدف الخيارات القومية والوطنية التي انتهجها البلدان، ولاسيما في ما خص النزاع العربي-الإسرائيلي، مؤكدا ان القيادتين السياسيتين في البلدين مصممتان على مواجهة هذه الضغوط بموقف واحد يرتكز على المطالبة بالحق والعدالة، وبالسلام العادل والشامل والدائم القائم على تطبيق قرارات الامم المتحدة. ونوه الرئيس لحود بالدور الذي لعبته سوريا في اعادة بناء الجيش الوطني اللبناني، وبالوقوف الى جانب المقاومة الوطنية التي تمكنت من تحرير القسم الاكبر من الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي.

جنبلاط يلزم الصمت

ولزم الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب جنبلاط الصمت، في لعبة يجيدها أكثر من غيره عندما تعاكسه الرياح السياسية، وبرغم تواصل الاشارات السورية التي تشيد بعمق تحالفه مع دمشق الا ان النائب يصر على ما يبدو على موقفه بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة، تاركا امر معالجة اختلال التوازن في التمثيل السياسي لغيره، وحافظا حقه في التصويت بالنقد ورفع سقف المعارضة السياسية بحال تم توزير شخصيات درزية على عداء تاريخي للارث الجنبلاطي.

وكان جبنلاط عقد اجتماعا لـ"اللقاء الديموقراطي" وحضر الاجتماع امين السر العام في الحزب التقدمي المقدم شريف فياض. اضافة إلى النواب الاعضاء فيه، ولم يصدر عن الاجتماع اي بيان.

كما استقبل جنبلاط السفير الروسي لدى لبنان سيرغي بوكين.

فرنسا تريد من دمشق خطوات "عملية"

وفي تدفق الموفدين الدوليين إلى سورية وصل رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السورية في مجلس الشيوخ الفرنسي إلى دمشق، ومنها قال ان باريس تأمل في "انفراج" الوضع في لبنان بعد تبني مجلس الامن قرارا يدعو إلى احترام الدستور في لبنان "دون تدخل أجنبي".

وتابع "ان ما يجري في لبنان لا يتوافق مع ما نأمل والإصلاحات متعثرة والبلاد يمكن ان تتحول الى برميل بارود" بسبب الوضع السياسي المحتقن.

واضاف "لولا فرنسا لما كان هناك مؤتمر باريس 2"، في اشارة الى اجتماع دائني لبنان في العاصمة الفرنسية في تشرين الاول/اكتوبر 2002 والذي ساعد على انقاذ بيروت من الإفلاس مقابل وعود بإصلاحات اقتصادية لم تر النور.

وقال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي "يمكن لسوريا ان تمارس تاثيرها على طريق انفراج الوضع في لبنان ومن الافضل ان تتم خطوات عملية في هذا الاطار".

لكن ماريني الذي التقى الرئيس بشار الأسد، لاحظ كما قال "نية طيبة" لدى محاوريه في دمشق في هذا الشان.

وزراء الخارجية العرب

وفي خط عربي سيبحث وزراء الخارجية العرب قرار مجلس الأمن 1559 الذي يدعو إلى احترام سيادة لبنان وسحب جميع القوات الأجنبية من اراضيه، خلال اجتماعهم الدوري نصف السنوي في يومي الثلاثاء والأربعاء في القاهرة.

ومن المقرر ان يناقش الوزراء الثلاثاء مشروع قرار اعدته الامانة العامة للجامعة العربية بالتشاور مع لبنان يؤكد "مساندة" الجامعة العربية لـ"لبنان في حقه السيادي في ممارسة خياراته الداخلية ضمن الأصول والممارسات الدستورية".

ويشدد مشروع القرار على "دعم قرار (لبنان) الحر في إقامة وتعزيز علاقات الاخوة والتنسيق والتعاون خاصة مع سوريا وسائر الدول العربية الشقيقة".

ولا يشير مشروع القرار إلى قرار مجلس الأمن الصادر في الثاني من أيلول/سبتمبر الجاري والذي يدعو أيضا إلى انتخابات نزيهة في لبنان "من دون تدخل أجنبي" في اشارة الي الدور السوري في في الحياة السياسية اللبنانية. رغم ان مشروع قرار الوزراء العرب هو في الواقع عملية اغلاق الباب لاي تدخل من مجلس الامن في الشأن اللبناني وفي العلاقات اللبنانية السورية، حيث تتدخل سورية، بحسب المعارضة اللبنانية بتفصيلات الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان.

ولا يتضمن مشروع القرار الذي سيعرض للنقاش على الوزراء العرب اية إشارة إلى تعديل الدستور اللبناني الذي تقرر في الثالث من الشهر الجاري حتى يتسنى التمديد ثلاث سنوات (نصف ولاية دستورية) للرئيس اللبناني اميل لحود.

ويكتفي مشروع القرار الذي يحمل عنوان "التضامن مع الجمهورية اللبنانية" بالإشارة إلى "التطورات الداخلية والدولية المتعلقة بلبنان".

ورغم ان خلو القرار من اي إشارة الى قرار مجلس الأمن يستهدف تسهيل تمريره في اجتماعات الوزراء العرب، بعد معارضة الاردن صراحة لاي قرار يناقض قرارات مجلس الامن حول لبنان وخاصة القرار الرقم 1559، وبعد سعي عدد من الدول العربية إلى "التدخل في الشأن السوري" من بوابة التدخل السوري في لبنان. الا ان مصادر ديبلوماسية عربية توقعت لوكالات الانباء ان يشغل الوضع اللبناني والتطورات المحتملة مستقبلا حيزا هاما من مناقشات الوزراء العرب.

ورغم ان القاهرة ابدت تحفظا على القرار 1559 فور صدوره الا انها عادت وبدت خلال اليومين الأخيرين اقرب الى الموقف الأردني وخاصة في ما يتعلق بضرورة دراسة الخطوات المقبلة التي قد يتخذها مجلس الامن في اطار متابعة هذا القرار.

وحذر المتحدث باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح من ان "عدم تجاوب سوريا مع متطلبات القرار 1559 يفتح الباب لتدخل اخر من مجلس الامن بموجب التقرير الذي سيقدمه كوفي انان (خلال 30 يوما من تاريخ اعتماد القرار) باتخاذ اجراءات اقتصادية او غيرها من الاجراءات" العقابية.

ونقلت الصحف المصرية عن عبد الفتاح قوله ان "هناك شعورا اميركيا برغبة سوريا في التجاوب مع قرار مجلس الامن بشكل او باخر وهذا شئ مطمئن وهو نفس ما لمسه وزير الخارجية (المصري) أحمد ابو الغيط خلال زيارته لسوريا" الخميس الماضي.

الاردن وقرار مجلس الأمن 1559

ودعا وزير الخارجية الأردني مروان المعشر من ناحيته الى "التعامل بهدوء وحكمة" مع قرار مجلس الامن الدولي 1559 مؤكدا انه "اصبح جزءا من الشرعية الدولية".

وقال المعشر، عقب اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "إننا قلنا أننا لم نوافق على القرار ولكن نقول أننا لسنا فى مجال معارضته بإعتبار انه قرار صادر عن مجلس الامن الدولى".

واضاف "أن الانتقائية وموضوع إختيار قرارات مجلس الأمن سابقة خطيرة لا يجوز أن تحدث بإعتبار أن هناك قرارات عديدة لصالح الدول العربية وأولها القرار رقم 242" الذي يدعو الى انسحاب اسرائيل من ارض او الاراضي (طبقا للنسختين الانكليزية والفرنسية) التي احلتتها عام 1967.


الأسد ووزير الخارجية القطري

وبحث الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني الوضع في الشرق الأوسط، بعد ان عاد الوزير القطري بلاده إلى سورية لاستكمال مهمته التي قطعها توعكه الأسبوع الماضي ما اقتضى نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.

وكان الوزير القطري يقوم بوساطة بين سورية والولايات المتحدة تسبق زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليم بيرنز، حيث اضطر لقطع الزيارة ومهمته في الوساطة بسبب الوعطة الصحية. تناول اللقاء بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي سيعقد في القاهرة غدا، والعلاقات العربية العربية واستمرار التشاور بين "البلدين الشقيقين سوريا وقطر".

وكان مجلس الامن الدولي تبنى في الثاني من ايلول/سبتمبر القرار رقم 1559 الذي يدعو الى احترام سيادة لبنان والقواعد الدستورية فيه وانسحاب "كل القوات الاجنبية" من لبنان من دون ان يسمي سوريا بالاسم.

وطلب مجلس الامن من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان يقدم تقريره بشان تنفيذ هذا القرار في مهلة ثلاثين يوما تنتهي في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

وكان البرلمان اللبناني وعلى الرغم من قرار مجلس الامن الذي كانت باريس وواشنطن وراءه، صوت على تعديل الدستور ومدد ثلاث سنوات للرئيس لحود.