حسام عبد القادر من مصر: من المنتظر أن يتولى أحد المطارنة بين الـ15 مطراناً على مستوى قارة أفريقيا، شئون إدارة البطريرك بصفة مؤقتة حتى تتم العملية الانتخابية وفق اللائحة الجديدة والتى وضعها الفقيد بيتر السابع بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية والذى لقى مصرعه فى حادث الطائرة الهليكوبتر، حول انتخاب البطريرك وهى أن يقوم القساوسة بانتخاب خمسة من المطارنة ليكون أحدهم بطريركاً، ثم يقوم المطارنة باختيار ثلاثة منهم، ثم يتم الاقتراع بينهم، وكانت اللائحة القديمة تنص على أنه يدخل أبناء الطائفة بالكامل من الشعب فى العملية الانتخابية فى المرحلة الأولى وهذا ما قام الفقيد بإلغائه منذ عامين.
وقد كان البطريرك فى رحلة عمل توجه بطائرة (مصر للطيران) بصحبة 16 من المطارنة والقساوسة منهم ثلاثة من بطريركية الإسكندرية هم (مطران إيرانيوس الوكيل العام والقسيس كاليستراتوس والشماس نكتاريوس) إلى جانب مطران مدغشقر ومطران ليبيا وعدد من القساوسة وغادر فجر الجمعة 10/9/2004 متوجهاً لمطار أثينا الدولى ووصل هناك فى الخامسة من فجر الجمعة اجتمع هناك برئيس الكنائس اليونانية وتفقد مجلس الشعب اليونانى والتقى برئيسته ثم توجه للمطار الحربى واستقل طائرة هليكوبتر خاصة مع المطارنة والقساوسة وكان ذلك فى الساعة العاشرة والنصف صباحاً، لتكون الرحلة الأخيرة التى كان من المقرر أن تكون لزيارة مجمع الأديرة بمنطقة آتوس بشمال اليونان واختفت الطائرة من على شاشة الرادار وبعد ساعات أعلن المسئولون بالمطار عن تحطم الطائرة وسقوطها فى أعماق بحر "إيجة"، وفور انتشار الخبر، توافد المئات من أبناء الجالية اليونانية الأرثوذكسية على مقر البطريركية بالإسكندرية ولم ينقطع سيل المكالمات التليفونية من جميع أنحاء العالم للتأكد من صحة الخبر وتقديم العزاء، وأناب اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية نائبه اللواء عزت شعبان لتقديم واجب العزاء بمقر البطريركية وتلقى العزاء (جورج فلاديميرو) وكيل البطريركية، كما توافد على مقر الكنيسة رجال السلك القنصلى بالإسكندرية ومنهم قنصل اليونان وروسيا ولبنان وغيرهم، وقد لقى أيضا ثلاثة من المطارنة مصرعهم على متن الطائرة وهم مطران إيرانيوس الوكيل العام المسئول عن كنائس بورسعيد ودمياط والمنصورة وكذلك مطران ليبيا ومدغشقر.
والمعروف أن المحجوب كان قد أرسل مذكرة للبطريرك الفقيد منذ بضع شهور يطلب مشاركته فى حوار الأديان الذى كان مزمع عقده بالإسكندرية منذ فترة، ومنذ ذلك الحين كان البطريرك يحمل على عاتقه فكرة استئثار الإسكندرية بأن تكون مركزاً لحوار الأديان، وبالفعل تقرر إقامة مركز للحوار بين الأديان بمكتبة الإسكندرية وأرسل المحافظ شكراً لنيافة البطريرك لدوره فى اختيار الإسكندرية بإجماع الآراء.
وقد أكد كل المحيطين بالفقيد الخسارة الفادحة التى حدثت بوفاته حيث كان الفقيد يتمتع بالذكاء الحاد بشهادة كل المحيطين به لدرجة وصفه بأنه أعظم بطريرك جاء بالبطريركية اليونانية التى يتجاوز عمرها أكثر من 2000 سنة، كان يشرف بنفسه على كل كبيرة وصغيرة فى إدارة بكل المسئولين فى مصر والقارة الأفريقية، كان يخرج بنفسه (زكاة عيد رأس السنة الميلادية) وكان أهالى منطقة محطة الرمل وبالتحديد فى الشارع الذى تقع به مقر البطريركية يتوافدون على مقر الكنيسة يوم 31/12 سواء أرثوذكس أو أى طوائف أخرى، دؤوب فى عمله لم يحصل على أجازة طوال فترة توليه البطريركية بعكس كل القساوسة الذين كانوا يحصلون على أجازتهم فى شهر أغسطس، كان متعدد الأسفار والجولات المكوكية لإدارة شئون البطريركية ومتابعة أحوال الطائفة فى قارة إفريقيا والمساهمة بالدور الخيرى فى حل مشاكل المجاعات وتوفير المأوى والملبس والمدارس والمطاعم المجانية لأعضاء الطائفة، وكان حريصاً على إرسال خطابات التهانى لرجال الدين الإسلامى فى كل المناسبات ولذلك حضور احتفال استقبال محافظ الإسكندرية بقاعة المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية فى أعياد المسلمين، وكان اللواء المحجوب محافظ الثغر حريصاً على زيارته بمقر البطريركية فى 6 يناير من كل عام، وكان حريصاً على دعوة الجاليات اليونانية فى العالم للعودة مرة أخرى للإسكندرية وفتح مجالات الاستثمار وجذب رؤوس الأحوال إلى الثغر للمساهمة فى انتعاش الحالة الاقتصادية وكان يعقد اجتماعات سرية مع المطارنة بمقر البطريركية لمناقشة الميزانيات وأمور البطريركية ولم يبخل بالمشورة فى أى شئ.
الجدير بالذكر أن بيتر السابع بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية من مواليد 3 سبتمبر 1949، ولد فى قبرص وتلقى تعليمه فى المدرسة اليونانية بالإسكندرية ثم سافر لليونان وألتحق بكلية اللاهوت، اختار الرهبنة منذ كان عمره 13 عاماً، تدرج من شماسى إلى قسيس إلى مطران حتى تم تعيينه كبطريرك فى 9 مارس 1977 بمقر الكنيسة اليونانية بالإسكندرية ليكون مسئولاً عن طائفة الروم الأرثوذكس فى مصر وسائر أفريقيا، وهى ثانى بطريركية للروم الأرثوذكس فى العالم بعد كنيسة تركيا، رعاية الفقيد (15 مطرانية) على مستوى مصر وقادة أفريقيا، على مستوى مصر وقارة أفريقيا (إثنان فى مصر و13 مطرانيا فى أفريقيا)حصل على الجنسية المصرية بقرار جمهورى بعد تعيينه كبطريرك الروم الأرثوذكس لأنه ممنوع على أى جهة دينية غير مصرية ممارسة نشاطها داخل حدود الدولة، وحصل على جواز سفر مصرى وبطاقة تحقيق شخصية مصرية.رعاياه فى الإسكندرية وحدها يتجاوز (5 آلاف يونانى) وبالإسكندرية وحدها يوجد 16 كنيسة تابعة للروم الأرثوذكس.
التعليقات