"شتاء بيروت": شتائم وتهديدات بالسلاح
إطلاق نار في عدة مناطق في بيروت

عاصم قانصو في بداية التجمع
فداء عيتاني ونبيل جلول من بيروت: وقع اطلاق نار من قبل الموالين للسلطات اللبنانية والسورية في لبنان استهدف المعارضين اللبنانيين في منطقة مسيحية من بيروت وهي ساحة ساسين، حيث كانت مسيرات سيارة للموالاة تجول توقفت هناك وهتفت للرئيس السوري بشار الاسد وحين حاول بعض المعارضين التصدي للموالين اطلق هؤلاء النار في الهواء وعلى بعض المحال التجارية وباتجاه اقدام المعارضين المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بما اعتبروه انتصارا لهم الليلة في قرار سورية بالانسحاب من لبنان. ولم يؤد اطلاق النار إلى اصابات في الارواح، وتدخلت بعض القوى الامنية لضبط الوضع، بينما استمرت التظاهرات السيارة للموالاة في التجوال بالشوارع مع اطلاق النار بشكل متفرق في بعض الاحياء.

راية حركة امل الشيعية وسط الموالين
ومن الساعة التاسعة بتوقيت بيروت (الساعة السابعة بتوقيت غرينتش) كانت هواتف المؤيدين لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيروت وانصار لحركة امل والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيره تقرع، ويستدعي الشبان المحازبون بعضهم البعض، ثمة تجمع وسننطلق بمسيرة سيارات في شوارع بيروت "تأييدا لخطاب الرئيس (السوري) بشار (الاسد)" الذي القاه في الرابعة من بعد الظهر بتوقيت غرينتش. وعند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي كان بضع مئات من الشبان يتجمعون في محيط مركز الاستخبارات السورية في بيروت (البوريفاج) حيث يقطن الامين العام لحزب البعث الوزير عاصم قانصو، وحيث كان يتم الصاق صور الرئيس السوري على السيارات.

بضع عشرات من الشبان كانوا يتجمعون هنا وهناك ويصرخون "بالدم بالروح نفديك يا بشار"، كانت المرة الاولى التي تعمد فيها الموالاة للسلطات اللبنانية والسورية إلى اجراء تحرك في الشارع رغم انها سبق ان هددت عدة مرات بـ"كنس" المعارضين من أمام ضريح رفيق الحريري الذي تم اغتياله في الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) الماضي، وفي هذا التجمع الليلة كانت العشرات من السيارات تقف في وسط الشارع وتحمل البنادق الالية والاسلحة الخفيفة، بينما كان جنود من الاستخبارات السورية يقفون إلى جانب موقعهم ويشاهدون الحشد وهو يهتف، واتخذوا الموقف نفسه الذي اتخذوه ظهرا من ظهور قوات الجيش اللبناني ومجموعة المصورين أمام مركزهم "عدم التدخل"، بينما وقف عاصم قانصو يشير إلى مساعديه بطريق سير الحشد في الموكب، مؤكدا ان ثمة قوى اخرى ستنضم إلى الحشد قرب النصب الذي اقيم تخليدا لذكرى الرئيس السوري الراحل بشار الاسد عند مدخل بيروت وضاحيتها الجنوبية، قرب السفارة الكويتية.

السيارات المجمعة في طول الشارع وعرضه كانت تحمل السلاح بداخلها، وكان الشبان يهتفون ببضعة شعارات "بالروح بالدم نفديك يا بشار" وببعض الشتائم لاطراف المعارضة اللبنانية، التي طاولت بشكل خاص الزعيم الدرزي النائب المعارض وليد جنبلاط، والرئيس الاسبق للجمهورية المعارض امين الجميل، وبعض الاطراف الاخرى، وكان من بينها شتائم اعتدنا سماعها من المعارضة لسورية قبل ان يحورها انصار سورية في لبنان إلى ما يخدم توجهاتهم.

قانصو حاملا ميكروفون الجزيرة يخاطب محازبيه
مجموعات الشبان كانت تحمل صورا للرئيس السوري، قبل يتم توزيع صور الرئيس اللبناني الحالي اميل لحود أيضا، ثم ظهرت بعض الصور لرفيق الحريري علقت على بعض السيارات، ورفعت اعلام سورية وحركة امل الشيعية التي يترأسها رئيس مجلس النواب اللبناني والمعروفة بتأييدها للوجود السوري في لبنان، كما رفع علم الحزب القومي السوري الاجتماعي، وكان الحشد ينتظر قرار قيادته ليتحرك، بينما كانت الدعوات في البداية محمسة جدا، وتفيد بان "الليلة سننزل إلى ساحة الشهداء" او ما بات يعرف بساحة الحرية حيث تتخذ المعارضة منها مقرا لها ولتحركات "شتاء بيروت"، ومع الوقت بات يتضح ان الحشد سيكون فقط تعبويا بانتظار الغد.

راية للحزب القومي السوري الاجتماعي في التجمع
وينطلق الحشد بسياراته وبسلاحه المخفي فيها نحو مسديرة السفارة الكويتية، هناك تفد سيارات فيها العديد من الشبان من الضاحية الجنوبية ذات الكثافة الشيعية نحو النصب، وتشارك بقيادة النائب الموالي لسورية ناصر قنديل في الهتاف والشتائم التي باتت تشمل قائد القوات اللبنانية المسجون سمير جعجع، والتي باتت تقول "يا (امين الت)جميل ويا..... حضر حالك حتى تموت" (يا جميل جهز نفسك للموت) و الشعار نفسه تقريبا رفع ضد الزعيم الدرزي جنبلاط، كما سيقت شعارات ضد جنبلاط تحذره من العودة إلى بيروت، التي رحل منها بعد حوالي الاسبوع من مقتل الحريري تحت ضغط المقربين منه، الذين طالبوه التزام قريته المختارة في الجبل حفاظا على امنه.

وتحت نصب الرئيس حافظ الاسد كان الحشد يبلغ حوالي خمسمئة شخص، من كل الانتماءات، وهناك ادلى عدد من المسوؤلين من حزب البعث وغيره بتصاريح تشير إلى تأييد مواقف الرئيس السوري، والى التحذير من مغبة الانسحاب السوري والى الجهوزية لمواجهة ما حذر منه الاسد الليلة من "17 ايار جديد" (وهو اتفاق السلام الذي ابرمه لبنان مع اسرائيل عقب الاجتياح الإسرائيلي للعام 1982 والذي كان جنبلاط احد ابرز الذين اسقطوه).

بعد حوالي الساعة من التجمع في الساحة تحت النصب، وهناك كانت السيارات أيضا تحمل السلاح بينما حرص المشاركون على عدم اظهار السلاح، وان كان اغلب من وقف بين المعتصمين وهتف هم من المقاتلين السابقين في الحرب الاهلية الماضية (1975- 1990).

وتقرر ان تعود المسيرة السيارة إلى قرب منزل الامين العام لحزب البعث قانصو وان تنطلق إلى تظاهرات سيارة في كل شوارع بيروت، على ان تنتظر قرار "القوى والاحزاب الوطنية" بعد اجتماعه الطارئ ليوم (غد) الأحد، وقرارها المتوقع بالنزول إلى وسط ساحة الشهداء، حيث كان يقول احد المنظمين لتظاهرات الليلة "ان الغد سنجرفهم جرفا" وهو يعني قوى المعارضة التي نجحت في انزال ما يقارب 25 الفا إلى ساحة الحرية الليلة، وتسعى إلى تنظيم نوم المعارضين في هذه المنطقة وقرب ضريح رفيق الحريري، بانتظار الغد.