توقَعتحوّل التحالفات بين المعارضة اللبنانية قريبًا
حزب الله يتهم أميركا بمحاولة الوقيعة الطائفية

الموسوي يتحدث الى الزميلين عيتاني وجلول
فداء عيتاني ونبيل جلول من بيروت: ترك مصدر في حزب الله الإجابة على الأسئلة الصعبة التي تطرحها بعض اطراف المعارضة ودعواتها إلى اعتماد القرار 1559 الدولي والذي يطالب بسحب سلاح المقاومة والانسحاب السوري من لبنان، إلى المعارضة نفسها، وبالتحديد إلى بعض أطراف المعارضة، التي بدا وكأن حزب الله يتوقع تخليها عن موقعها في المعارضة مع توضح التدخل الاميركي في الشأن الداخلي اللبناني. واعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف الموسوي في حديث لـ"إيلاف" ان التموضعات السياسة الحالية هي ليست تموضعات غير قابلة للتحول، بل "هي الان في إطار التحول" مشيرا إلى انه "ليس هناك احد من السذاجة ليصدق انه لا هم لدى الإدارة الاميركية سوى ايفاد المبعوث الميداني لقائد ثورة الأرز إلى لبنان لتحقيق الحرية والسيادة والاستقلال، متحدثا عن نائب وزيرة الخارجية الاميركية دائفيد ساترفيلد. ورأى ان هناك خطة أميركية تستهدف المنطقة، والان تتخذ سبيلا لها من لبنان، وصولا إلى سورية والى إيران ثم بعد ذلك السعودية ومصر وغيرها، مؤكدا ان الحزب ليس في موقع الضعف، مشددا على ما قاله النائب الدرزي المعارض ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لدى خروجه من لقائه بالامين العام لحزب الله حسن نصرالله، حيث اكد انه "توجد أجندة أميركية إسرائيلية ونحن غير مستعدين للسير بها" حسب ما جاء على لسان جنبلاط.

ورأى الموسوي انه ليس للمشاريع الاميركية في لبنان من امل الا عبر خلق صراع بين الكتلتين الكبيرتين (السنة والشيعة) لينفذ من خلال ذلك كل العملاء والأميركيين. مشددا على توجه حزبه بالوقوف بقوة في مواجهة أي فتنة بين الكتلتين.

ورأى ان التثقيف السياسي الذي يقدم للشباب في لبنان لا يزال محكوما بالتحريض الطائفي، "وما المظاهر العنصرية التي ظهرت في أكثر من مناسبة الا رأس جبل جليد يدل على عوامل التحريض التي لا تزال في القاع، وفي الغرف والأقبية، ولا يستطيع احد ان ينكرها ويقول بانها شطحات شارع".

•تحدث الرئيس الاسبق امين الجميل عن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وعن تسليم المقاومة لسلاحها، وكأنه يطمئنكم بان أسوأ مخاوفكم ستحصل، هل سيتخذ حزب الله موقفا اخرا من موضوع سحب السلاح منه ومن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب؟

-انا اعتقد ان أول المعنيين بالرد على هذا الكلام هم بعض أقطاب المعارضة الذين أعلنوا انهم لا يوافقون على هذه النوعية من الطروحات، وهذا الكلام برسم بعض أقطاب المعارضة.

•تقصد تحديدا وليد جنبلاط؟

-كل الذين يعلنون موقفا مغايرا

•ميشال عون مثلا؟

-كل الذين يعلنون موقفا مغايرا.

•حزب الله اذا ليس لديه رد فعلي على موضوع سحب السلاح وتسويق القرار 1559 في لبنان؟

-لا، نحن قلنا بشكل واضح ونعتبر القرار 1559 يشكل تهديدا للوحدة الوطنية في لبنان، وان اللبنانيين قد جمع بينهم وثيقة وفاق يعبر عنها باسم وثيقة الطائف، ويعمل بهذا الاتفاق في كيفية تطبيقه، وعلى ما يبدو فثمة من لا يقرأ هذا الاتفاق جيدا، فهو في البند جيم من فقرته الثانية ينص على تدريب وإعداد القوات المسلحة بما يتناسب ومواجهة العدوان الاسرائيلي، والملفت ان هذه العبارة لم ترد في الفقرة الثالثة، وهي حول ازالة الاحتلال الاسرائيلي. مما يعني ان واضعي اتفاق الطائف يعتبرون ان العدوان الاسرائيلي على لبنان هو شيء غير الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي هناك إقرار من جانب اللبنانيين بوثيقة اتفاقهم الوطني ان ثمة عدوان اسرائيلي على لبنان وينبغي مواجهته، ولذلك النقاش يأتي حول كيف تتم مواجهة هذا العدوان الاسرائيلي.

هل كان الجيش اللبناني وحده كافيا لتحرير الاراضي اللبنانية في فترة الاحتلال الاسرائيلي؟ ام ان صيغة المقاومة والجيش والشعب والدولة هي التي أدت جميعها إلى التحرير، طبعا هذه الصيغة هي التي أدت إلى التحرير، أليست هذه الصيغة هي القادرة على الدفاع الان بمواجهة العدوان الإسرائيلي؟ وهذا الامر نحن نتركه للحوار الوطني.

•اذا المسألة ليست مزارع شبعا، او لم تعد كذلك على الاقل.

-قطعا، ولم تكن كذلك، ويمكنك العودة إلى الكثير من التصريحات التي قيلت في حينه، وانا أتذكر الان انه في مرحلة ماضية أجرت إحدى الصحف اللبنانية مقابلة معي تعليقا على تقرير لمركز دراسات كان عنوانه "حزب الله ثائر بلا قضية" ويمكنك العودة ورؤية كيف وصفنا مهمة المقاومة، وقلنا في حينه انها استكمال ما تبقى محتلا ومرتهنا من الأراضي، وللدفاع عن لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية ومواجهة العدوان، والقيام بدور لبنان في إطار الصراع العربي الإسرائيلي، لانه لا يمكن للبنان ان يكون خارج هذا الصراع، لأسباب تبدأ من الجغرافيا السياسية وتمر بالهوية العربية، وصولا إلى الحقيقة التوسعية العنصرية للكيان الصهيوني التي كان من ثمارها الماضية 300 الف لاجيء فلسطيني على الاراضي اللبنانية.

اذا لم تكن كذلك حتى نقول انها لم تعد كذلك.

•لماذا لا يقوم حزب الله اليوم بتقديم وجهة نظره الصريحة في الأطراف المعارضة، بينما كان قد اعتاد على مصارحة جمهوره ببواطن الأمور في السابق، والاشارة إلى بعض الاطراف في المعارضة والتنبيه إلى مشاريعها؟

-ليس بالضرورة، ولم نكن دائما نشير إلى كل الامور بصراحة. في اثناء فترة الاحتلال الاسرائيلي للبنان انت تعلم ان هناك قوى سياسية كانت في موقع التبرير لعملاء إسرائيل، وتبرير الخيانة، وبالرغم من ذلك نحن لم نتورط في سجال مع هذه القوى لاننا كنا دائما نضع اولوية الوفاق الوطني والوحدة الوطنية، فما كنا نفعله في الماضي نفعله الان.

•يوجد معارضة لبنانية تطالب بانتصار كامل وشامل ومنجز على كل الأراضي اللبنانية، ويوجد أطراف أخرى كالموالاة وغيرها تطالب بالعودة إلى ما قبل 14 شباط وتطرح الحوار، وهو ما كان طرح المعارضة في الماضي، وانتم اليوم طرف ضعيف في الحوار، هل هذا يعود إلى عقلانية ما؟ او التزامكم بموقف انتم غير قادرين على الدفاع عنه؟

-في الحقيقة نحن حتى الان وبالرغم من كل التصنيفات الموجودة وفي نهاية التحليل ستجد ان التموضعات السياسة الحالية هي ليست تموضعات غير قابلة للتحول، بل هي الان في إطار التحول، وخذ على سبيل المثال القرار 1559، هل تستطيع ان تقول ان هناك وحدة موقف حتى بين المعارضة حوله؟ وهل دور المقاومة في المرحلة المقبلة هو موضوع توافق بينهم؟

اذا هناك تباينات سياسية مختلفة. ونحن باعتقادنا اليوم ان ما يتعرض له لبنان من حملة دولية ليست حملة من اجل تحقيق حرية لبنان واستقلاله، فأين كانت هذه الحملة الدولية حين كان لبنان محتلا من قبل القوات الإسرائيلية. هذا المجتمع الدولي ان كان حريصا على حرية الشعوب وسيادتها واستقلالها اين هو الآن من الشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا نر حملة دولية تدفع القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذا ليس هناك احد من السذاجة ليصدق انه لا هم لدى الإدارة الاميركية سوى ايفاد المبعوث الميداني لقائد ثورة الارز الى لبنان لتحقيق الحرية والسيادة والاستقلال.

نحن وفق ما نراه ان هناك خطة أميركية تستهدف المنطقة برمتها، والان تتخذ سبيلا لها من لبنان.

•من لبنان او سورية؟

-من لبنان وصولا إلى سورية والى إيران ثم بعد ذلك السعودية ومصر وكل هذا المسلسل.

•هذه هي قراءتكم لخريطة المسار الأميركي؟

-كلا هذا ما يكتبه الأميركيون بأنفسهم، ولا اريد ان أعود إلى الخطة التي باتت واسعة الشهرة، التي لا زالت موجودة على الانترنت واتذكر ما قاله "عاكيفا الدار" الذي كتب في مطلع العام 2003 قبيل غزو العراق "اذا أردتم ان تعلموا ماذا تفعل الادارة الاميركية اقراؤا الخطة". واليوم "روبرت ساتلوف" كتب في 15 و16 من الشهر الحالي حلقتين وهو المدير التنسيقي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وتكلم عن "عدم الاستقرار البناء" واتبع بالأمس بتحليل من جانب جنرال إسرائيلي يقترح كيف ينبغي التعامل مع حزب الله.

اذا لا يوجد داعي لان نشرح ان ما يجري ليس حملة لدعم سيادة واستقلال لبنان، وانما هو جزء من المخطط الاميركي في المنطقة والذي يستهدف قوى المقاومة فيها وبالتالي جعلها مطواعة وقابلة للاملاءات الأميركية.

ونحن في موقع من يدرك حقيقة الهجمة ولسنا في موقع الضعيف، وندرك ان ما يجري حاليا يستهدف القضاء على قدرة المقاومة لتصحيح الخلل الاستراتيجي الذي حصل بالاندحار الإسرائيلي من لبنان، اذ تبين ان الدولة التي صرفت المليارات على جيشها كانت اعجز من ان تسطير على مساحة جغرافية محدودة، فكيف بها بان تكون أداة للتطويع السياسي كما كانت تقوم دائما.

وفي هذا الاطار فان ما نقوم به هو محاولة تحصين الداخل اللبناني من ان يخترق بهذه الهيمنة الاميركية، فسنقوم بما امكننا من تجميع قوى لا توافق على الأجندة الأميركية الإسرائيلية، ولذلك عندما قلت تابعوا ما قاله وليد جنبلاط لدى خروجه من لقائه بالامين العام لحزب الله، فقد قال انه توجد أجندة أميركية إسرائيلية ونحن غير مستعدين للسير بها، والدعوة للحوار الوطني هي لتجنيب اللبنانية التحول الى ادوات للاميركيين والتي انضم اليهم الفرنسيين لهذا السبب او ذاك.

•هناك تطوع لبناني ليتحولوا إلى أدوات، هناك تطوع حقيقي وعن قناعة، والنقطة الثانية كيف توافقون على الحوار في موضوع استراتيجي وتعود للقول نحن نعارض ونقاوم، هل هذا يعني انكم توافقون على الحوار في موضوع سلاح المقاومة، في نفس الوقت الذي تقول فيه ان الهجمة هي لسحب سلاح المقاومة، فهل استسلمتم سلفا؟

-اولا بخصوص الفكرة الأولى لا يخفاك ان هناك ذهنية سياسية لدى البعض في لبنان نشأت منذ قرون، وهي ذهنية التعامل مع القناصل، ولا اريد ان أتحدث عن هذا التاريخ، ولكن هذه الذهنية عمرها قرون، ولذلك هناك بعض القوى السياسية التي لا تجد لها موقع الا بالتعلق بقنصل او مبعوث ما.

وما يفعله اليوم ساترفيلد هو تكرار ممل لاسطوانة مجروحة لطالما ملأت أسماع اللبنانيين، وهي اسطوانة وقحة الان، بكل التهذيب الذي أراد ان يظهره ساترفيلد فهناك وقاحة كبيرة على اللبنانيين. ويصح هنا ما قيل "ما كانت الحسناء لترفع سترها لو ان في هذه الجموع رجال"، لو كان هناك احد عرف كيف يضع له حد من بعض قوى المعارضة ما كان ليتجرأ ويصل لهنا، وعلى كل فقد قفل عائدا إلى بلاده، "فلا أرده الله".

•دائما هناك كلام عن ساترفيلد وعن غرف مظلمة وصولا إلى غرف عمليات، فأين يمكن تقديم دلائل عن التدخل الأجنبي؟

-هناك حكومة ظل والامور معلنة.

•هل جداول اجتماعاته معروفة، وهل ما يتحدث به في الخفاء معلن أمام الملاء؟

-هم لديهم الوقاحة بالتصريح عن ذلك علنا، عندما يقف ويقدم لك الأجندة، وكيف يجب ان تفعل، واحيانا يقول يجب عدم التطرق إلى هذا الموضوع، ويجب الحديث عن موضوع اخر، فانهم الان يضعون الأجندة ويحددون المواضيع تفصيليا.

وبما يتعلق بان حزب الله أعلن استعداده للحوار حول سلاح المقاومة، فانسجاما مع دعواتنا للحوار الوطني فقد قلنا ان ما نحن بصدده هو كيف نؤمن حماية للبنان، ولذلك فان ما سنناقشه في أي اطار حواري هو: ما الصيغة التي تؤمن حماية لبنان، وبالتالي كيف يتعارض هذا مع ما نعلنه؟ فنحن همنا هو حماية لبنان.

•ولكن هناك اطراف تطرح امورا مغايرة مباشرة لرؤيتكم، مثل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، فعلى ماذا ستتحاورون؟

-امين الجميل.. ليس هناك من وقت للعمل معه، لأنك اذا أردت ذلك يجب ان تبدأ من اتفاق 17 أيار
•بالمناسبة هل هو اتفاق تاريخي وجيد للبنان؟

-نريد ان نسأل الحزب التقدمي الاشتراكي، لان الجميل ما زال يعتبر اتفاق 17 ايار انجازا تاريخيا نادرا وبالتالي يجب ان تعلق الاوسمة.

•هل يمكن ان تقدم لنا قراءتك للمعارضة؟ وهل تراهنون على انشقاقها؟

-لا ... نحن لا نراهن على ذلك، في لبنان هناك قوى سياسية قد تلتقي احيانا على موضوع وتختلف على اخر، لا اصطفافات دائمة، ولا المواجهات هي مواجهات دائمة، هكذا عودتنا اللعبة السياسية اللبنانية.

واليوم نقول حول الموضوعات المطروحة: نحن نعتقد وفي قراءتنا اننا ذاهبون نحو الهجمة الدولية التي لا يختلف اثنان حولها، حتى الموجودين بأقصى العمالة لأميركا لا يستطيعون ان ينكروا ان الهدف الأميركي تجاه لبنان ليس لبنان انما الوصول إلى شيء أخر.

ونقول كيف يمكن مواجهة هذه الهجمة الدولية؟ هناك قوى يمكن لنا التفاعل والتفاهم معها، ولكن هناك ايضا قوى اصلا هي خارج التفاهم مطلقا، وبهذا الإطار، عندما تقف السيدة بهية الحريري وتتحدث عن اتفاق الطائف ومقاومة الاحتلال والأعمار والعلاقات الأخوية مع سورية، فهذا أساس صالح للبناء عليه.

•14 شباط هل هو مؤامرة على لبنان، او جزء من رفض هذه الهجمة على لبنان؟ علما انكم لم توجهوا أصابع الاتهام لإسرائيل، ولم تتهموا أي طرف آخر حول مقتل رفيق الحريري.

-نحن في هذا الموضوع حرصنا على ان نبقى منسجمين مع الدقة، نحن نعتقد ان المسارعة في توجيه الاتهام قبل ان تظهر اية مؤشرات كافية يؤدي اليها التحقيق لن تكون عملية مجدية، لذلك احيانا وفي بعض التكهنات ياتي التحقيق ليغير من طبيعة هذه اللتكهنات، ونحن نقول دعنا نعرف الحقيقة كاملة، ثم بعد ذلك سوف نقف جميعا في مواجهة الفاعل كائنا من كان.

اما اذا اتينا لنسأل من المستفيد من مقتل رفيق الحريري، فان اكبر الخاسرين من مقتل رفيق الحريري فهي سورية، كما اننا كحزب الله نحن خاسرون من غيابه، وعلى مستويين، المستوى اللبناني الداخلي اللبناني، والمستوى الخارجي.

•التقرير الدولي يشير إلى عكس ذلك، أي ان الخاسر قد يكون هو من قام بالجريمة، أي سورية تحديدا.

-نحن حريصون على عدم الدخول في مناقشة هذا التقرير، ولنا مسافة من هذا الموضوع، ولكن يعنينا الوصول إلى الحقيقة.

•حريصون على عدم المناقشة في التقرير للجنة تقصي الحقائق للامم المتحدة؟

-لا نريد ان نناقشه.

•ولجنة التحقيق؟

-لا نريد ان نناقشه.

•أتحدث عن التحقيق اللاحق.

-لا نريد ان نناقشه، أليس هو شأنا تقرره الحكومة اللبنانية؟ فلتقرره الحكومة اللبنانية.

•بغض النظر من هو رئيس الحكومة؟

-هذا شان سيادي، تقرره الحكومات، ونحن همنا من هذا الموضوع كيف نصل إلى الحقيقة.

•وبحال طلب منكم التعاون في التحقيق الدولي؟

-سوف نرى عندما نصل إلى هذا الموضوع.

•هل ستتعاونون مع الأمم المتحدة برغم كل المآخذ عليها من قبلكم؟

-تعاون في أي مجال؟

•بمجال التحقيق في مقتل رفيق الحريري.

-هذا الموضوع سيناقش في ضوء ما ستؤول إليه الأمور. اليوم لا نستطيع مناقشة هذا الأمر بالمطلق، واحيانا يأخذ الإجراء شكلا معينا وأحيانا يأخذ شكلا اخر، سوف نناقش الأمر في حينه.

•في حال جرت الانتخابات النيابية اليوم، فهناك توقعات تشير إلى ان المعارضة ستكتسح المجلس النيابي.

-لا احد في لبنان يمكنه اكتساح الأخر، وفي احسن الاحوال لا يستطيع احد ان يلغي الاخر في لبنان، واذا راقبت جيدا الداخل اللبناني والتاريخ اللبناني سترى بان الاغلبيات كانت دائما اغلبيات ضئيلة.

•في المقابل تتهم المعارضة الموالاة حاليا بانها لا تريد إجراء انتخابات خوفا من الخسارة الكبيرة.

-في هذا المجال نحن حذرنا سابقا من دفع حكومة كرامي إلى الاستقالة، لان من شأن ذلك ان يولد فراغا، ولكن الأمور ذهبت إلى هذا الاتجاه، وتلاحظون ان كل الأمور علقت منذ دفع كرامي إلى الاستقالة. وعندما أعيد تكليفه كان واضحا انه يريد تأليف حكومة اتحاد وطني، لانه لا يستطيع ان يؤلف حكومة كالسابقة، ولا توجد ضمانة لعدم سقوطها مرة اخرى، وهو متمسك بحكومة اتحاد وطني، ونلاحظ بان الاطراف جميعا معنية بصورة او باخرى بالقيام بخطوات من اجل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي.

•ماذا عن طرح الحكومة الحيادية؟ وهل طرح هذا الموضوع خلال زيادة جنبلاط إلى نصرالله؟

-هذا الموضوع لم يطرح خلال الزيارة، وفي الحقيقة في لبنان ليس هناك من حياد، كل الناس متومضعة، والحديث عن حكومات حيادية غريب بعض الشيء. وبالمناسبة فان اتفاق الطائف الذي اناط بموجب التعديلات الدستورية السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء لا يمكن ان يسمح بتشكيل حكومة تكوقراط او مجلس حيادي، فمجلس الوزراء بات مناط بالسلطة الإجرائية، وبالتالي ينبغي ان يكون هناك حكومة وحدة وطنية عامة فكيف خلال الأزمات؟

•المعارضة تقول كيف يمكن ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية وميشال عون منفي وسمير جعجع في السجن؟

-حسب ما سمعت فان العماد عون يقول ان هناك قوى كانت دائما مشاركة في الحكومات، فلماذا لا تشارك الان وقد قالها بلهجة حادة، شيء مثل "جلسوا في حضن الشيطان خمسة عشر عاما فما يضيرهم ان جلسوا شهرين اخرين؟".

•طبعا انتم سعداء بهذا النوع من التصريحات؟ فهو يرد الأمور إلى نصابها.

- لا...ولكن احاول فقط ان اتذكر هذا الكلام لانه لافت، ونحن لسنا في مرحلة "تشاطر سياسي" ومن يسجل نقاطا على الاخر، ودعوتنا صادقة وجدية إلى حكومة اتحاد وطني، واذا لم يكن ذلك فحكومة حوار يؤدي إلى خروج من التأزم.

•في الفترة الأخيرة تحدث حسن نصرالله عن الخوف من فتن مذهبية بين السنة والشيعة في لبنان، فما هي حقيقة هذا التخوف وهل هناك معلومات محددة في هذا المجال؟

-هناك بعض المعلومات وهناك بعض التحليل للواقع، ولا أريد ان أتحدث عن المعلومات، ولكن عندما حصلت التفجيرات الانتحارية في كربلاء وقف الأمين العام (لحزب الله) وقال انظروا إلى المخابرات الأميركية والإسرائيلية، اليوم هناك معطيات مؤكدة عن قيام المخابرات الأميركية بإدارة وتوجيه انتحاريين في العراق. وكان المخطط الاميركي السيطرة على العراق، واظهرت نتائج الانتخابات العراقية عدم تمكن الادارة الاميركية من السيطرة السياسية على العراق.

وفي لبنان أظهرت التحركات الميدانية ان هناك كتلتين كبيرتين هما السنة والشيعة، واذا اردت ان تقوم باستطلاع المزاج الشعبي في هاتين الكتلتين فسوف تجد بان مزاجها هو حماية المقاومة والتمسك بالقضية الفلسطينية، وهذا الشارع ملتزم بالقضايا العربية، وفي بعض الاستطلاعات اظهر الشارع السني حماسة لعمل عسكري لنصرة الانتفاضة اكثر من الشوارع الاخرى.

وبالتالي، وحتى لو ذهبت الأمور إلى الانتخابات في لبنان فمن الواضح ان الكتل التي ستنشأ لن يكون بوسع الإدارة الاميركية ادارتها لتحقيق الهدف الأساسي، وهو محاصرة حزب الله وعزله.

المخطط الأميركي الان هو بإجراء انتخابات تؤدي إلى عزل حزب الله. ولكن الوقائع تقول ان الانتخابات اذا حصلت ستؤدي الى قيام كتل سياسية هي في موقع احتضان المقاومة وحمايتها، لذلك يمكن اللجوء إلى شيء أخر، وروبرت ساتلوف رفع شعار انه "لم يعد المطلوب الترويج إلى الديمقراطية، بل ان المطلوب هو ديمقراطية تسمح لحلفاء أميركا الذين يقاسمونها قيمها بالوصول إلى السلطة، وطالما ان هناك ليبرياليون عرب يشاطرون الولايات المتحدة قيمها فيجب ان إيجاد نظام يوصلهم إلى السلطة". وليس هناك من امل لهم في لبنان الا عبر خلق صراع بين الكتلتين الكبيرتين (السنة والشيعة) ينفذ من خلاله كل العملاء والأميركيين. وينبغي علينا الوقوف بقوة في مواجهة أي فتنة بين الكتلتين.

•هناك فئة شابة انخرطت في التحركات التي تلت اغتيال رفيق الحريري، وسواء في المعارضة او الموالاة، وهي جمهور غير تابع حاليا لاحزاب ولا لعائلات سياسية او طائفية، فهل ستتمكن هذه الفئة الشابة برأيكم من التعبير عن نفسها سياسيا بعيدا عن الوراثة العائلية السياسية ام انها فقط تجير عملها وجهدها للزعامات الطائفة العائلية؟

-اقل مكافأة لهؤلاء الشباب هي ان نوقف الظلم اللاحق بحقهم في منعهم من حقهم بالانتخاب، فهل تنكر ان الشريحة الكبرى من المتظاهرين هي بين الـ18 والعشرين. على الاقل هذا القدر المتيقن منه، لماذا نقبل ان ينزل هؤلاء الى الشارع ويقومون بالخدمة الالزامية في الجيش ولا نقبل ان يذهبوا لممارسة حقهم في الانتخاب، وان يرد اليهم هذا الحق المسلوب، حيث هو مكلف أمام القانون بسن الـ18، بينما يعطى حق الانتخاب في الواحدة والعشرين.

ونحن نقول ان هذا الفارق الزمني بين 18 و21 كسن للانتخاب جعل عمدا، فبذلك يبدأ سن الاقتراع في سن الاستقطاب السياسي، ففي سن الواحدة والعشرين تبدأ الهموم المعيشية وبالتالي تصبح الحاجة للحماية والمرجعيات للوصول الى التخلص من هذه الهموم، فتفضلوا وأعيدوا حقه في الانتخاب، وباشروا باعطائهم الحق الانتخابي ومكافأتهم ونكون بهذه الخطوة بدأنا فعليا بعملية التغيير.

وفي الناحية التي أشرت اليها في سؤالك فباعتقادنا ان التثقيف السياسي في لبنان لا يزال محكوما بالتحريض الطائفي، وما المظاهر العنصرية التي ظهرت في أكثر من مناسبة الا رأس جبل جليد يدل على عوامل التحريض التي لا تزال في القاع، وفي الغرف والأقبية، ولا يستطيع احد ان ينكرها ويقول بانها شطحات شارع. أبدا، فهذه صدرت عن من يفترض به ان يكون في إدارة وتوجيه الرأي العام.

•هل هناك من جديد في موضوع تبادل الأسرى مع إسرائيل؟

- إذا كان هناك من جديد فهو عند الأمين العام (للحزب).