قصة إجتماع الساعات التسع رغم النفي الرسمي للخلافات
دبلوماسي يكشف جانبًا مما دار بكواليس الوزاري العربي

كتب ـ نبيل شرف الدين: كشف دبلوماسي عربي عن تفاصيل المناقشات التي دارت خلف الأبواب المغلقة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ في القاهرة، والتي إمتدت نحو تسع ساعات الليلة الماضية، وأفضت إلى قرار بعرض قضية غزة على مجلس الأمن الدولي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة. وقال الدبلوماسي إن سوريا المتحالفة مع حركة حماس الفلسطينية طلبت أن يدعو وزراء الخارجية مصر إلى فتح حدودها مع قطاع غزة والمغلقة منذ أن سيطرت حركة حماس على القطاع وطردت قوات حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، غير أن الاقتراح السوري قوبل برفض سريع وقاطع من قبل الوزراء العرب، باعتباره قرارًا سياديًا يتعلق بمقتضيات الأمن القومي المصري .

ومضى الدبلوماسي مشيرًا إلى ما وصفه ببروز اتجاهات مختلفة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ بالقاهرة، موضحًا أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قاد الاتجاه الوسط الذي طالب باستصدار قرار من مجلس الجامعة يدعو مجلس الأمن الدولي للانعقاد فورًا للعمل على وقف إطلاق النار.
وأشار الدبلوماسي العربي إلى أن الخيار الأرجح خلال مناقشات الاجتماع الوزاري كان الاتفاق على خطة تحرك سياسية عاجلة بغية التعامل مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ولفت الدبلوماسي أيضاً إلى أن هذه الخطة تتضمن عدة عناصر منها تشكيل موقف عربي ضاغط على عواصم القرار الدولي الكبرى للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار .

وقال ذات المصدر إن خطة التحرك التي طرحت على الاجتماع شملت أيضا خطوات عاجلة لتوسيع حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة، إضافة إلى طرح دعوة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما لإعطاء أولوية كبيرة لعملية السلام في الشرق الأوسط .

ولفت المصدر إلى أن الجلسة المغلقة تطرقت إلى ضرورة العمل على تهيئة الأجواء العربية - العربية ووقف حملات التحريض ضد بعض الدول العربية حتى يمكن بناء موقف عربي جماعي والتعامل مع الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة .

دفاع عن مصر

وبينما تصاعدت خلال الأيام الماضية حدة الانتقادات الموجهة إلى الحكومة المصرية خلال هذه الأزمة، فقد كان لافتًا أن يتضمن البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي، إشادة بالجهود المصرية في التعاطي مع الأزمة الراهنة، وفي هذا السياق أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي رفض مجلس وزراء الخارجية العرب لما وصفه بـquot;كافة محاولات التطاول أو المزايدة على الدور المصري في القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن quot;وزراء الخارجية العرب جميعاً يثمنون عالياً الدور المصري في خدمة القضية الفلسطينيةquot; .

وقال سعود الفيصل رئيس الدورة الحالية لوزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب quot;إن المجلس يثمن عالياً دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، ويقدر الدور المصري الكبير في مساعدة قطاع غزة لتخفيف آثار العدوان الإسرائيليquot; .

وأضاف الفيصل أن وزراء الخارجية العرب يقدرون المبادرة الفورية للرئيس المصري حسني مبارك بفتح معبر رفح لاستقبال الجرحى وتسهيل دخول المساعدات العربية لقطاع غزة، موضحا أن المجلس يثمن الجهود المصرية لتنسيق وتأمين دخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة .

وأكد الفيصل تأييد مجلس وزراء الخارجية العرب استمرار الجهود المصرية لاستئناف مسيرة المصالحة الوطنية الفلسطينية وصولا الى انهاء حالة الانقسام، مشيراً إلى أن المجلس يدعو كافة الأطراف الفلسطينية إلى التجاوب مع الجهود المصرية لإنهاء حالة الانقسام الراهنة .

ومضى وزير الخارجية السعودي قائلاً إن المجلس يرفض أي مزايدة أو تطاول على مصر التي وصفها بأنها quot;لا تدخر جهدا لخدمة قضايا أمتها العربية، ونثق في استمرار هذا الدور بالقوة نفسها لمصلحة أمتنا وقضاياها العادلةquot;، على حد تعبير الفيصل .

الموقف القطري

من جانبه، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للصحافيين قبيل نهاية الاجتماع بوقت قصير، إنه كمواطن عربي غير راض تمامًا عن نتائج الاجتماع، لكن هذا هو ما أمكن الوصول إليهquot;، على حد تعبيره .

أما وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل فقال إن أهم ما يسعى اليه العرب الآن هو تحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي ليس ضعفاً، بل على العكس أعتقد انه دليل على الثقة بالنفسquot; .

وأوضح الأمير سعود الفيصل أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ناقش أيضا حالة الانقسام الفلسطيني ومدى تأثيراتها على تعميق معاناة الفلسطينيين وتشجيع إسرائيل على المضي قدمًا في عدوانها على الفلسطينيين في قطاع غزة .

وأشار الفيصل إلى أن المجلس طالب الفلسطينيين بتغليب مصالحهم الوطنية على أي اعتبار آخر، والعمل على نبذ الخلافات فيما بينهم والدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لجميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء لحل خلافاتهم القائمة وتوحيد صفوفهم وتشكيل حكومة توافق فلسطيني وتنفيذ مبادئ الحوار على ضوء المبادرة التي ترعاها مصر لانهاء حالة الانقسام الراهنة .

وأضاف الوزير السعودي أن المجلس رحب بالدعوات إلى عقد قمة عربية، وقرر تهيئة الظروف الملائمة لها والنظر فيها على ضوء الاستجابة لجهود الجامعة العربية مع مجلس الأمن الدولي والأطراف الدولية الفاعلة، موضحا أنه تقرر أن يبقى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب مفتوحًا لمتابعة تطورات العمليات العسكرية الإسرائيلية، وما يتطلبه الأمر من اجراءات واتصالات .