ـ سماحة السيّد ؟
* نعم سيّدي، أنا معكم على خط النار...
ـ ها ؟؟
ـ أقصد، خط التليفون !!
* سيّبت ركبي! إعتقدت أنك فتحت جبهة الجنوب، بدون إذن مني !! خاصة ً أننا ما صدقنا وفتحت لنا جبهة الشمال، التركي، لتحرير الجولان بواسطة المفاوضات !!!
ـ يعني، مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني ؟
* لا مفاوضات مع الكيان الصهيوني ؛ لا مباشرة ولا غير مباشرة !!!!
ـ عظيم، سيّدي !
* إنت بتعرف، الثوابت القومية فوق كل شيء. ونحن في سورية، ولخاطر مبادئنا، ثابتين على حالنا من عام 1967 ثبوتاً مطلقاً وتاماً وكاملاً !!
ـ حيّاكم الله، وعزز نصركم بنصرين ؛ واحد في الجنوب والآخر في غزة و...
* بمناسبة الحديث عن غزة، بتعرف أنني أعجبت بخطابك الأخير ؟
ـ العفو، سيّدي، هذا من لطفكم.
* كان خطابك قمة البلاغة والفصاحة، ومُعبّراً عن أماني الأمة العجمية.. أقصد، العربية !!!
ـ نحن من بعد رجالكم !
* وبشكل خاص، لما أنت قلت : quot; ليس مبرراً أن يقال أننا أمام أنظمة قمعية quot;. قول موفق، والله !!
ـ كنت أعني تلك الأنظمة المستسلمة، سيّدي..
* العمى في عيونهم، العمى ! أنظمة قمعية، فعلاً !!!
ـ ولكن لا ذنب للشعوب، معلومكم..
* معلوم ! وكان خطابك واضحاً في ذلك : quot; الحكومات التي لم تحرك ساكناً، على شعوبها أن تفرض عليها ذلك quot;. ونحن في سورية، على سبيل التذكير، جاهزين للتحرك دائماً، شعباً وقيادة وفروعاً أمنية !!!!
ـ بارك الله فيكم، سيّدي !
* وأصلاُ، حتى قبل قصف غزة، أمرنا الجماهير عندنا بالتظاهر أمام السفارة المصرية في دمشق !!
ـ والله، سيّدي، بهذه الحالة كان حقي أقول في خطابي : quot; الشعوب التي لم تحرك ساكناً، على حكوماتها أن تفرض عليها أن تتحرك quot; !!!!
* ولوْووو ! هذا أقل واجب نعمله، لعيون المقاومة ورجالها !!
ـ عشتم، أيّها الشبل، وعاش عرينكم !
* وبعد ما خدمتنا بهجومك على الحكومة المصرية، لازم هذه المرة تقول في خطابك القادم : quot; أدعو الحكومات العربية والإسلامية للخروج إلى الشارع، لتطالب النظام السعودي بفتح المعبر الحدودي مع قطاع غزة المحاصر quot; !!!
ـ معلومكم، سيّدي، لا يوجد معبر بين غزة والسعودية و...
* وهذا أكبر دليل على تآمر السعودية مع الكيان الصهيوني !!!!
ـ سيّدي، المعذرة ؛ أنا لم أفهم قصدكم ؟
* سأبسّط لك القول. ألا توجد أنفاق بين غزة ومصر ؟
ـ نعم، بالتأكيد..
* عال ! لماذا لا تطالب في خطابك بعد يومين، في الضاحية، بأن يقوم النظام السعودي بحفر أنفاق تحت الأرض من عندهن لعند غزة، لتمر المساعدات الإنسانية من متفجرات وصواريخ وأحزمة ناسفة !!!
ـ معقول، سيّدي ؟
* طبعاً ! ما نحن مساعداتنا، الإنسانية، وصلت حتى البحرين !!!!
ـ جازاكم الله، سيّدي و...
* ها ؟؟
ـ أقصد، جزاكم الله خيراً وثبتكم على ثوابتكم القومية..

دلور ميقري

[email protected]