لايمكن لأي إنسان في العالم ان يوافق على تمزيق الطائرات الإسرائيلية للمدنيين العزل في مدينة غزة الفلسطينية والقصف الأعمى/العشوائي الذي طال، حتى الساعة، حياة 17 طفلاً ورضيعاً فلسطينياً إضافة إلى 28 إمراءة. ويتوقف المرء ليسأل نفسه لماذا كل هذا الحقد تجاه المجموع الفلسطيني، لماذا هذا العقاب الجماعي الظالم، الذي يرتفع لمقام الجريمة، بقصف كل مكان وقتله للأطفال والرضع؟.

يعارض المرء القصف الصاروخي الحمساوي للتجمعات الإسرائيلية الآهلة والذي يذهب ضحيته مدنيون أبرياء، لكن المرء يحق له ان يعارض، بالقدر نفسه، جرائم قصف الأسر الفلسطينية الامنة في غزة وعدم التفريق، عند إلقاء القنابل والإنشطاريات، بين مدني ومقاتل، طفل ومسلح. إن ما يحصل الآن للفسطينيين العزل في غزة جريمة كبرى لايمكن القبول بها أبداً.

أربعة أيام من القصف وإلقاء القنابل والرصاص على رؤوس سكان الأحياء المكتظة في غزة( الفقيرة، المعترة، المبتلية بالإحتلال والديكتاتورية الدينية) والحصيلة مايقارب المائة قتيل. هل هؤلاء كلهم مقاومون ياترى؟. هل لكلهم quot;يدquot; في قتل مدنيين إسرائيليين، كما تروج آلة الحرب والدعاية الحربية الإسرائيلية؟.

عين العقل يقول إن بقاء إسرائيل وأمنها لن يكونا بقتل الأطفال في غزة، وإنه لو كان القصف الصاروخي لمغامري quot;حماسquot; والذي يستهدف المستوطنات الإسرائيلية بقصد القتل والترويع، جريمة وإستهدافاً للمدنيين، فإن القصف الإسرائيلي المنفلت هذا هو بدوره جريمة قتل للمدنيين، عن سبق الإصرار والترصد والتبجح والإستهتار ايضاً.

مشاهد أشلاء الأطفال الرضع لايقبلها أي إنسان في العالم. لكن الثابت بأن سمعة إسرائيل وتراث جريمة الهولوكوست بحق اليهود أصبحا في خطر ماحق مادامت الطائرات الإسرائيلية تدك البيوت وتسفك دماء الأبرياء كل لحظة...

والدم لا يغلسه دم، كما يقول المثل الكردي....

طارق حمو
[email protected]