ردا على سامي الريامي:
حتى لا نبقى بانتظار اذاعة لندن!!!

للوهلة الاولى اعتبرت الامر بمثابة مناكفة او مداعبة، ولم يخطر ببالي انني سأكون أنا والمؤسسة التي اعمل بها في مرمى هجوم مبيت و غير مبرر وغير مسبوق من زملاء اعتقدت دوما ان الود لن ينقطع معهم مهما تباينت بيننا الاراء واختلفت بيننا الرؤى.

تاج الدين عبد الحق


أقول هذا بعد الهجوم الذي تعرضت له ايلاف و حملة التجريح الشخصي والتشهير المهني الذي تعرضت له على هامش انتخابات جمعية الصحفيين الاماراتية التي جرت يوم الخميس 28 فبراير الجاري والتي اقل ما يمكن ان توصف به انها خرجت عن لياقات التعامل بين اناس يجمعهم هم واحد، ويبحرون على نفس المركب باتجاه فجر جديد تحترم فيه حرية الكلمة وتترسخ فيه قدرتنا على مواجهة الخوف من قول الحق والدفاع عنه.


وحتى أكون اكثر وضوحا وتحديدا أحب ان اشير الى ما قاله الزميل الاستاذ سامي الريامي رئيس تحرير (الامارات اليوم ) في تلك الليلة عن تغطية ايلاف لانتخابات جمعية الصحفيين الاماراتية، وقد اخترت ما قاله الزميل الريامي دونا عن اعضاء آخرين في الجمعية لهم نفس الرأي ونفس الموقف لانه كان أكثر تحاملا وأكثر جرأة في اطلاق الاوصاف والاحكام التي تستفز المشاعر وتستدعي الرد.


وبداية أحب ان الخص الكلام الكثير الذي قاله الزميل الريامي بالنقاط التالية:
---- ان ايلاف عندما كتبت عن الانتخابات الصحفية الاماراتية وعن الاتصالات التي جرت بين المتنافسين من جهة وبين ناخبيهم ( كبرت المسألة وافتعلت معركة غير موجودة )
----- ان ايلاف نقلت اخبارا غير دقيقة عما كان يجري بشأن تلك التحضيرات وانها بسبب ذلك فقدت المصداقية التي قال انه يربأ بها ان تفقدها.
----- ان ايلاف سمحت بنشر تعليقات تضمنت تجريحا شخصيا واساءات لبعض الرموز الصحفية الاماراتية كقول بعض التعليقات ان أحد القيادات الصحفية الاماراتية كان يعمل في ورشة ميكانيك قبل ان يعمل في الصحافة أو ان آخر لايملك الخبرة المهنية التي تؤهلة لقيادة عمل صحفي واشياء اخرى من هذا القبيل لا تحضرني الذاكرة لسردها ولا يوجد ضرورة لنشرها مرة اخرى مادامت موجودة في الموقع ويمكن الرجوع اليها والتأكد منها.
---- أن التعليقات التي سمحت ايلاف بنشرها كانت تتعارض مع المعايير التي وضعتها للنشر اي الا تكون هجوما أو تجريحا شخصيا او طائفيا او مذهبيا الى آخره
---- ان ما كتبته حول انتخابات الصحفيين يعيد الذاكرة لما كتبته بشأن التعديل الوزاري الاخير الذي جرى في الامارات والذي اعتبر الاستاذ الريامي ( أنه جاء على غير التوقعات التي وردت في التقارير التي تناولت ذلك التعديل ).


هذه هي ابرز النقاط التي وردت في الهجوم سريع الطلقات الذي تعرضت له شخصيا وتعرضت له ايلاف من قبل الاستاذ الريامي اوردتها بلغة باردة لاتعكس روح الموقف ولا مستوى ( التون ) فيه. وكان حاضرا في المشهد عدد كبير من الزملاء الصحفيين الذين شدهم اليه النبرة الهجومية التي اتسم بها الحديث وتكالب الانصار الذين لهم مع الاستاذ الريامي تحالفات انتخابية او علاقات شخصية.


وكما اوردنا الهجوم بنقاط فأنني سأحاول ان افند كل نقطة بعد ان شعرت ان ( النية المبيتة لمهاجمة ايلاف والنيل الشخصي مني ) لم تسعفني لتوضيح وجهة نظري بشكل عادل ينسجم مع تاريخي المهني الذي يزيد عن ثلاث عقود وعن الموقع الذي اعمل به والذي يعلم الجميع انه تجربة مهنية تحظى بالاحترام والتقدير لا من قبل العاملين فيها بل من قبل جهات عديدة محايدة قادرة على التمييز بين الغث والسمين.


bull;يقول الاستاذ الريامي ان ايلاف كبرت الموضوع وافتعلت معركة غير موجودة. وبالرغم من انني احترم وجهة نظره وتقييمه لما كتب في ايلاف عن الانتخابات وبالرغم من انني لست في معرض الدفاع عما كتبته حولها فأنني أتساءل ما الذي يعطي الاستاذ الريامي الحق في تقدير ما يكتب او لايكتب وفي تحديد ما اذا كان في ذلك تجاوز لما يعتبره معقولا أو غير معقول. فالامر في الاصل مسألة نسبية، وفي المهنة تتعدد المدارس فما تعتبره هذه الصحيفة امرا مهما تعتبره اخرى بأنه امر تافه لا يستحق الاشارة. والخبر الذي تنشره هذه الصحيفة في صدر صفحتها الاولى تنشره اخرى في ذيل صفحتها الاخيرة.


ولعل لنا في ايلاف اهتمامات اخرى غير تلك الاهتمامات التي اعتادت عليها بعض الصحف، فنحن مثلا نولى قضيه الحريات بكافة ابعادها اهتماما كبيرا ونعتقد اننا ننتمي الى المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة من استحقاقات على صعيد خلخلة ما هو راهن والتبشير بأي تغيير مهما بدا صغيرا للبعض. ومن هذا المنطلق تعاملنا مع انتخابات جمعية الصحفيين الاماراتية بأعتبارها عنصر تغيير وممارسة ديمقراطية نرجو ان يتوسع مداها ويتسع ظلها. نحن ندرك ان جمعية الصحفيين الاماراتية بالظروف السياسية والمهنية التي تعيشها وبطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط اعضاءها تختلف عما نجده في دول عربية اخرى. لكننا نعلم ان هذا الجو التصالحي _ اذا جاز التعبير _ لا يعكس حالة صحية فالاختلاف رحمة وعنصر تغيير لابد منه والا تحولنا الى مجتمع ذو بعد واحد نأكل ونشرب ونمشي في الاسواق.


بعد ذلك آتي للنقطة الاهم في هذه المسألة وهي تتعلق بالاستاذ سامي الريامي بالتحديد. فهو رئيس تحرير جريدة الامارات اليوم وهي جريدة تابلويد يومية بنت وجودها وشخصيتها على نشر الانباء المثيرة والقصص الغريبة، وكانت في غالب الاحيان تغرد --- وهو امر جيد على كل حال --- خارج السرب فالاخبار الرسمية التي تحرص صحف الامارات على ابرازها في صفحاتها الاولى تتوارى في الامارات اليوم في صفحات داخلية او تتم معالجتها بطريقة مختلفة لحمتها وسداها الاثارة. وهنا اتساءل هل هو حرام على ايلاف ان تعمل من الحبة قبة كما يقول الاستاذ الريامي وحلال على الصحيفة التي يرأس تحريرها ان تعمل من الفسيخ شربات كما يقول اخواننا المصريين؟


bull;النقطة الثانية التي اوردها الاستاذ الريامي في هجومه المبيت انني أوردت في الموضوعات التي كتبتها عن الانتخابات معلومات غير دقيقة أو غير صحيحة. ومع ان الصيغة التي كان يتحدث بها الاستاذ الريامي عن هذه النقطة تظهر انه لم يكن قد قرأ الموضوعات التي كتبتها وان جل اهتمامه كان منصرفا الى التعليقات التي اثارتها فأنني سأفترض حسن النية واقول انني لم اشر من قريب او بعيد للاستاذ الريامي في اي من الموضوعات الاربع التي تناولت الانتخابات وكان جل ما اشرت اليه انه احد المرشحين في كتلة الاستاذ محمد يوسف، ومع ذلك لنفترض انه بعث ليكون حارسا على دقة المعلومات التي اوردتها في مقالاتي الاربع فهل وصله اي شكوى من احد بأنني تقولت عليه ما لم يقله.


وحتى أوفر عليه جهد العودة للموضوعات المشار اليها فأن ما قيل في هذا الجانب شيئان: الاول يتعلق بالاستاذ راشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد وكنت قد قلت عن موقفه في الانتخابات نقلا عن مصادر لم اسمها انه يمكن ان يؤثر في الميزان الانتخابي لكتلة الاستاذ محمد يوسف اذا قرر ان يقف الى جانب هذه الكتلة وهو امر اعتبره الاستاذ العريمي مخالفا لموقفه الحقيقي القائم على الحياد وعدم تأييد الاستاذ محمد يوسف تحديدا وقد اعتبرت نشر هذا التوضيح حقا للاستاذ العريمي لا مراء فيه وأخذ حظه كاملا كموضوع رئيسي في الموقع.


والامر الثاني ما ورد على لسان الاستاذ حبيب الصايغ والمتعلق بموقفة الشخصي من السماح للصحفيين العرب والاجانب العاملين في الامارات من المشاركة في الانتخابات ترشيحا وتصويتا، واعترف هنا ان بعض المصطلحات والمفردات التي جاءت في النص لم يذكرها الاستاذ حبيب وأن كان هناك تطابقا مع روح معناها. ومع ذلك فأن الاستاذ حبيب __ الذي اعلم سعة صدره في قضايا النشر ndash; اعطي الحق مرتين لتصحيح هذا الخطأ فكان كريما عندما كتب بنفسه واسمه الصريح توضيحا نبيلا في مفرداته ومضمونه، وكنت ملزما ادبيا ومهنيا في توضيح موقفه ونقلت ذلك كجزء من احد الموضوعات التالية.


والامر الثاني انني لم اترك فريقا دون ان اتصل به او استصرحه. فقد اتصلت بالزميل الاستاذ محمد يوسف اكثر من مرة ونشرت على لسانه مطولات قياسا لاخرين، كما اتصلت بالطرف الآخر وبالتحديد بالاستاذ ناصر الظاهري والدكتور ابراهيم الراشد والاستاذ محمد الحمادي واستصرحتهم ونشرت تصريحاتهم. بل انني اتصلت بأطراف محايدة فأتصلت بالاستاذ ابراهيم الذهلي وبالاستاذه عائشة سلطان وآخرين لا تحضرني الذاكرة لتسميتهم الآن او تتطلب الامانه الا أكشف عن اسمائهم لكنهم يعرفون انفسهم ويعرفون صدقي معهم والتزامي بعدم توريطهم في اقوال لا يريدون ان تنسب لهم.
وبعيدا عن هذا الجدل الا يحق للصحفي ان يستقي معلوماته عن انتخابات تجري بين متنافسين من مصادر ليس عليه ان يسمها. انه عرف معروف ان تقول ان مصادر ما ذكرت بان فلان قد يرشح نفسة او يجرى اتصالات للتحالف مع شخص آخر ولا يعني ذلك تبني الخبر او المعلومة التي تظل عرضة للتبديل والتعديل ما دام الحدث قائما وما دام هناك تطور يومي فيه. لكن المشكلة احيانا ان هناك من يقرأ العناوين فقط ويعتبر ان ما جاء فيها معلومات نهائية علما بأن ذلك قد لا يكون صحيحا خاصة في الموضوعات التي تتنامى فيه الاحداث وتتطور بين لحظة وأخرى.واسألوا في ذلك اساتذه الاعلام ان كنتم تجهلون!


لقد قلت خلال المناقشة مع الاستاذ الريامي انني على استعداد لمناقشة موضوعية حول المعلومات الواردة في المقالات الاربع وما اذا كانت تحتوي على اي تجاوزات على ان تجري هذه المناقشة من قبل اساتذه اعلام محايدين وتحت اشراف جمعية الصحفيين وانا على استعداد لدفع الثمن الادبي والمادي الذي يحكم به الاساتذه المشار اليهم.


bull;اما النقطة الثالثة التي اوردها الاستاذ الريامي والتي اعتقد انها مربط الفرس في هجومه المبيت فهي المتعلقة بالتعليقات التي نشرت على الموضوعات المتعلقة بالانتخابات والتي قال الاستاذ سامي ان فيها تجريحا وتجاوزا للمعايير التي حددتها ايلاف للتعليقات التي تنشرها.
ولعلني هنا اعيد ما اقوله في العادة لمن يتحفظون على ما ينشر من تعليقات وهو ان تعبير التجريح هو تعبير نسبي وفضفاض. فما اعتبره انا تجريحا يعتبره آخر حرية رأي ونحن في ايلاف نستقبل مئات الالاف من التعليقات يوميا من شتى انحاء الارض وهذه التعليقات تختلف في حدتها ونوعيتها ونحاول جاهدين الا تخرج عن العرف الاجتماعي ولا على الثوابت الدينية ولا تتضمن تجريحا شخصيا. على ان ايجاد قواسم مشتركة لضبط هذا الطيف الواسع من التعليقات قد لا يكون ملبيا لرؤية كل الناس في كل الاوقات.


وفي الموضوع الذي نحن بصدده، اعتبر الاستاذ الريامي ان اشارة بعض القراء في تعليقاتهم الى خلفيات عمل بعض الصحفيين الاماراتيين وأن بينهم من عمل في كراج قبل ان يعمل في الصحافة وان آخرين يعملون في العلاقات العامة لا في الصحافة نوعا من التجريح الشخصي. ومع تقديرنا الكبير لكل الزملاء العاملين في صحافة الامارات وبغض النظر عن موافقتنا او عدم موافقتنا لما ورد في التعليقات المشار اليها فأن ما يعتبره الاستاذ الريامي تجريحا شخصيا يعتبره آخرون تعبيرا عن روح عصامية جديره بالتقدير والاحترام وهناك كتابا نعرفهم ونجلهم من أناروا لنا الدرب ولم يكن لهم حظ كبير من الشهادات وهناك من كان يعمل حلاقا قبل ان يسطع نجمه في تاريخ الادب والشعر ولم يجد غضاضة في الاشارة الى هذه الخليفية ولم يحاول التبرؤ منها. ومرة اخرى لا يعني اننا نتبنى ما ورد في التعليقات او كان لنا مصلحة في نشرها لكننا اوردنا ذلك لتبيان مدى الفروق في معايير الناس ونظرتهم.


اننا في ايلاف ونحن نعمل على اتاحة مساحة واسعة لاراء القراء، لا نستطيع ان نقف حراسا لحسابات ضيقة واعتبارات معينة مرتبطة بالزمان والمكان، فلدينا قواعد عمل نعمل جاهدين على ان تكون ملبية لنظرة غالبية الناس لمعاني حرية التعبير وقواعد الاخلاق وثوابت الدين.
و اذا كان الاستاذ الريامي وغيره ممن ساءهم ما ورد في التعليقات قد لوحوا بالمحاكم كملجأ لدفع الضرر، فأن ذلك بالنسبة لايلاف هو الاسلوب المتحضر الذي نلجأ اليه بعد استنفاذ كل طرق التعامل بين الناس المتحضرين. اما ان نلجأ للتحقير والتصغير وأحيانا التهديد فأن ذلك لا يجدي نفعا ولا يصلح شأنا.


* اما النقطة الاخيرة التي اقحمت قسرا في النقاش الحاد مع الاستاذ سامي فهي استدعاء موضوع لا ناقة لانتخابات الصحفيين فيه ولا جمل وهو موضوع شخصي بامتياز ويتعلق بتغطيتي لموضوع التعديل الوزاري. ولا ادري سببا في اقحام هذا الموضوع في قضية الانتخابات اللهم الا اذا كانت محاولة لتشويه تاريخي المهني الذي يزيد عن عمر بعض من يتبوأ مراكز قيادية في وسائل اعلامية بطريق الصدفة او بالحظ.
واذ اربأ بنفسي عن الدخول في حلقة من الدفاع الشخصي فأحب ان اقول ان ما طرحه الاستاذ الريامي ترديد لاقوال كثيرين ممن تعوزهم القدرة على المبادرة وينتظرون صدور البيانات الرسمية قبل التفاعل مع الاحداث، او تعوزهم الشجاعة الادبية والمهنية التي تسمح لهم بهتك اسرار امور احتكرها الآخرون للدرجة التي اصبحنا ننتظر فيها اذاعة لندن لنعرف ما يحدث بين ظهرانينا.

تاج الدين عبد الحق