قيام عناصر من إستخبارات النظام السوري بتدنيس قبر الشهيدة شيرين حسين في منطقة كوباني ونزع الأعلام الكردية عنه وتخريبه بالكامل، يٌظهر جانباً آخراً من طبيعة هذه العصابة التي تحكم سوريا وتمضي غياً وظلماً وجبروتاً في إرهاب وإذلال أهلها.
وقد نقلت مصادر في حزب الإتحاد الديمقراطي، بالصور المثبتة الدامغة، لجوء عناصر الإستخبارات السورية في المنطقة إلى تدنيس قبر الشهيدة شيرين حسين التي إستشهدت مع رفاق لها أثناء المواجهات التي وقعت مع قوات الجيش التركي في منطقة (نازمية) التابعة لولاية ديرسم بكردستان الشمالية في 19/04/2008. وكان ذوو الشهيدة شيرين قد رفضوا quot;امراًquot; من استخبارت النظام بإزالة الأعلام الكردية واللوحة الحجرية التي تضم نبذة عن حياة ابنتهم عن القبر، وهو الأمر الذي رفضه هؤلاء، مما حدا بهذه المخلوقات الشريرة إلى تدنيس القبر وتخريبه والتمثيل به، وهو مالم يتوقعه أحد في ان تصل الدنائة والسفالة بهؤلاء إلى هذه الدرجة.
عناصر الإستخبارات لم تكن لتلجأ إلى هذه الفعلة الجبانة لولا علمها بأنها طليقة اليد في المناطق الكردية ولن يتعرض احد منها إلى أية مساءلة أو تحقيق. فالعادة ان هذه العناصر تقتل المواطن الكردي وتسلبه لقمة عيشه وعرق جبينه جهاراً نهاراً، ولااحد يحاسبها. تطلق النيران على المواطنين الأكراد المتظاهرين، او الذين تخالهم متظاهرين، لتقتل من تقتل وتجرح من تجرح، ولا احد يحاسبها او يرميها بوردة...
أولم تقتل هذه العناصر المجرمة 3 شبان كرد وتجرح آخرين في قامشلو اثناء قنصها لهم عشية الإحتفال بالنوروز العظيم هذا العام؟. هل ثمة من حاسبها أو فتح حتى تحقيقاً صوريّاّ بحقها وحق من أرسلها لإصطياد شبان الكرد في الحواري والأزقة؟.
أولم تقتل هذه العناصر عشرات الشبان الكرد في إنتفاضة أكراد سوريا في 12 آذار 2004 إضافة إلى جرح وإعتقال المئات. هل ثمة من ناقشها في القتل؟.
أولم يقتل زبانية نظام دمشق الناشط السياسي أحمد حسين حسيبن أبو جودي في أقبية التعذيب بفرع الأمن العسكري في الحسكة في ربيع 2004، فقط لأنه كردي وأتهم بالعمل السياسي السلمي من أجل حقوق شعبه في البلاد؟.
أولم تقتل هذه العناصر كذلك العلامة المجاهر بالحق، وشهيد الأمة الكردية الشيخ محمد معشوق الخزنوي في الأول من حزيران 2005 بعد إختطافه وتعذيبه والتمثيل به لمدة 18 يوماً؟.
أولم تقتل هذه العناصر بامر من سلطة الجريمة المنظمة في دمشق النائب الكردي السابق في مجلس الشعب عثمان سليمان بعد إعتقاله(27/11/2007) وتعذيبه ومنع الدواء عنه، وهو المريض العليل، إلى ان ذوى وذاب في مشفى حلب واسلم الروح في 18/02/2008 وكانت كلماته الأخيرة لأبنائه هي quot;المقاومة ورفض الإستسلام والذل مهما كان الثمنquot;؟.
أولم تقتل هذه العناصر الشاب الكردي عيسى خليل ملا حسن( الأب لأبنتين توأم بلغتا لحظة إستشهاده 10 أيام) لأنه شارك في تظاهرة سلمية منددة بالتهديد التركي بإحتلال كردستان العراق في 2/11/2007 في قامشلو؟.
أولم تعتقل هذه العناصر، ومازالت، كل من النساء الكرديات: عائشة أفندي، كوثر طيفور، نازلية أحمد كجل، لطيفة مراد، ومارست التعذيب بحقهن، وبعلم ومتابعة من عصابة دمشق؟.
أولم تعتقل هذه العناصر المئات من أعضاء ومؤيدي الأحزاب الكردية في البلاد وضربتهم واهانتهم واذلتهم، متهمة اياهم بquot;محاولة تقسيم الوطن والحاقه بدولة اجنبيةquot;، وما اضر هؤلاء الوطن في شيء، لكن النظام هو من باع سوريا وفرّط في كرامتها ورهن مستقبلها لجهات خارجية عدوّة؟.
النظام السوري الذي سرق حياة وقوت السوريين وقتلهم وأذلهم بات الآن يدنس قبور أبنائهم، هذا في الوقت الذي يجبن ويدلس ويتنازل فيه لأعداء سوريا ويفرط في سيادة وتراب وطننا الجميل مقابل التستر الإسرائيلي والغربي على جرائمه الداخلية والخارجية...
شرفاء سوريا ونخبها الوطنية في السجون والنظام يمضي في التفريط والتنازل شمالاً وجنوباً. يبطش ويغتال في الداخل والخارج وينفذ أجندة جنرالات أنقرة( بعد بيع الإسكندرون بثمن بخس) وأوامر النظام في طهران، وهو المصمم على هدم المعبد فوق رؤوس السوريين وquot;شعوب المنطقة كلهاquot; في حال الحديث عن محاسبته...
الكل مدعو الآن لفضح جرائم هذه الطغمة الظالمة التي إستباحت سوريا وأفقرت أهلها في سبيل إطالة عمرها والحكم على رقاب السوريين ونهب ثرواتهم لأطول فترة ممكنة. هذه الطغمة التي تتفاوض مع إسرائيل في السر وتقتل أبناء سوريا في العلن.
الكرد لن يتوقفوا عن النضال والمقاومة مهما حصل. الكرد اساتذة في فن التضحية والفداء، ولن ينتهوا بجريمة قتل هنا وتدنيس قبر احد ابطالهم هناك. الفجر الكردي في سوريا آت لامحال، وسيشرق لينال من كل هوائم الليل التي باتت تنخر في حياة ومستقبل عموم السوريين.
المطلوب من كتاب سوريا الشرفاء فضح جرائم هذا النظام وتفريطه في حق وثروات وسيادة البلاد وقتله للمعارضين والمناضلين. الكتاب والمثقفين الكرد عليهم تناسي الخلافات والحزازيات التي لاتقدم ولاتؤخر والتوجه لنشر غسيل هذه الطغمة الوسخ على جميع الحبال وفي كل الإتجاهات...
لاتحزني يا شيرين يا عروسة كردستان، فإن الزمن الذي سيركل فيه أطفال كوباني تماثيل الطغاة بات قريباً. والشعب الكردي لن يموت أبداً ولن ينسى أبداً. ومثلما كنت انت طفلة صغيرة حين إعلان أوجلان وصحبه الصادق الثورة على ظلم الأتراك، فإن من يحبو الآن سوف يدمغ تماثيل وصور الطغاة بكعاب أحذيتهم، وان التاريخ لناظره قريب...
طارق حمو
[email protected]
التعليقات